أنسي الحاج شاعر وكاتب وصحافي يعود له الفضل في إثراء المحتوى الفكري والشعري، بالعديد من الأعمال الخالدة.

ترجم خلال حياته العديد من المسرحيات المختلفة لكبار الأدباء الأجانب، وعمل كاتباً ورئيس تحرير العديد من الصحف العربية واللبنانية.

كان شخصاً إنطوائياً ويحب العزلة، ولم يكن يحب الأوسمة والتكريم، كما تُرجمت أعماله إلى لغاتٍ عديدة منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والفنلندية والأرمنية.

البداية

ولد أنسي الحاج في 27 تموز/يوليو عام 1937 في قيتولي قضاء جزين، ووالده لويس الحاج صحافي ومترجم، ووالدته ماري عقل توفيت وهو لا يزال في السابعة من عمره، الأمر الذي ترك في نفسه أثراً بالغاً.

درس في مدرسة الليسيه الفرنسية، وبدأ ينشر قصصه القصيرة وأبحاثه وقصائده منذ عام 1954، في جميع المجلات الأدبية، وكان لا يزال على مقاعد الدراسة الثانوية، كما ساهم بالتعاون مع الشاعرين يوسف الخال وأدونيس على تأسيس مجلة شعرية.

عمله في الصحافة

ترك أنسي الحاج المدرسة في صف الفلسفة وإتجه الى التعليم الخصوصي، ولأن الراتب كان زهيداً طلب من والده مساعدته لإيجاد عمل أفضل.

عرض عليّه والده العمل في جريدة "النهار" فرفض، لأنه كان رئيس تحريرها، وبدأ يتدرب عند الصحافي كامل مروة في جريدة "الحياة"، التي كانت حينذاك من أكبر الجرائد اللبنانية والعربية، وكانت في المرتبة الثانية بعد "الأهرام" المصرية.

تعلم الصحافة على يد كامل مروة، وبعد ذلك إستدعاه الصحافي غسان تويني وسأله: "كم تتقاضى في "الحياة"؟ انا سأعطيك 300 ليرة على أن تتسلم القسم غير السياسي في "النهار".

إهتم بالصفحات الأدبية وكل ما لا يتعلق بالسياسة، وفي عام 1964 أصدر الملحق الثقافي الأسبوعي الصادر عن صحيفة النهار، وبقي يصدره حتى عام 1974، وساعده في هذا العمل شوقي أبي شقرا.

وفي عام 1992، أصبح رئيس تحرير صحيفة النهار، وهو المنصب الذي شغله والده لويس الحاج قبله، وبقي في هذا المنصب حتى أيلول/سبتمبر عام 2003 ليعمل بعدها مستشاراً لمجلس المحررين.

الى جانب صحيفة النهار، تسلم منصب رئيس تحرير لصحيفتي الحسناء عام ١٩٩٦ والنهار العربي الدولي، ما بين عامي ١٩٧٧ و١٩٨٩، وساعد في تأسيس صحيفة "الخبر" عام 2006، وأصبح كاتب مقالات ومحرراً رئيسياً فيها.

ومن المعروف أنّ مقالاته لم تكن تُراجع من قبل أحد، بل كان يراجعها بنفسه.

دواوين الشعر

لـ أنسي الحاج 6 مجموعات شعرية وهي "لن"، "الرأس المقطوع"، "ماضي الأيام التالية"، "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة"، "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع" و"الوليمة".

وسام الأرز وشهادات بعد وفاته

توفي أنسي الحاج يوم 18 شباط/فبراير عام 2014، بعد صراعٍ مع سرطان القولون، وصلّي على نفسه بكنيسة مار يوسف في منطقة الأشرفية، قبل أن يتم نقل جثمانه ليوارى بالثرى في مسقط رأسه في بلدة قيتولي.

وبدأت مراسم دفن أنسي الحاج بحضور عائلته وأصدقائه وزملائه ومحبيه، ومثّل الرؤساء الثلاثة أنذاك وزير الثقافة روني عريجي.

ومنح رئيس الجمهورية ميشال سليمان الفقيد وسام الأرز الوطني من رتبة ضابطن وضعه على نعشه وزير الثقافة روني عريجي، الذي قال: "أيها الفقيد الغالي، تقديراً لعطاءاتك من أجل لبنان، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان منحك وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، وكلّفني بوضعه على نعشك في يوم وداعك وأن أتقدم من عائلتك بأحرّ التعازي".

ونعاه العديد من الصحافيين والأدباء والشعراء، منهم عصام عبد الله الذي قال عنه: "لم يتمرد على التقاليد فقط، بل تمرد على كل شيء. أتخيله طيرًا خرافيًا ينتقل على غابةٍ من الأقلام ليقف على كل قلمٍ لحظةً".

مي منسى: "هذه الكلمات ليست رثاءً لك، بل لقاءً بك. فمنْ وقعت بين يديه قصائدك وخاصةً ديوان (لن) يعرف أنك ذلك الإنسان الثائر الذي لم يخضع ولم ينكسر".

من أشهر أقوال أنسي الحاج

كان ضائعاً، فلما وجدها فرح على الأرض قليلاً وطار الى السماء.

هو فراغك أنت ما يرعبك في دوي الغياب، لا خلو المدى من الحاضرين.

الحرّ لا يراقب نفسه.

الصوت الدافئ أكثر إقناعاً من دماغ أينشتاين.

حياته الخاصة

أُغرم أنسي الحاج بالشابة ليلى ضو، وتمت الخطوبة في عمر الـ ١٨ عاماً.

كانت ليلى جميلة ومدللة، وتزوجا عام 1957 ورزقا بلويس والشاعرة ندى.

تقول إبنته إن والدها كان يخشى الظلام والليل، فكان ينام نهاراً ويبقى طوال الليل ساهراً، ويبقي على جميع أضواء المنزل حتى الصباح.

كان مؤمناً بأنّه سيشفى من مرضه، ويخشى الموت كثيراً الأمر الذي إضطر عائلته إلى التعايش مع مرضه، كأنه حالة صحية بسيطة، كالزكام أو غيره.