تصدّر الوثائقي الخاص بالفنانة اللبنانية ميريام فارس "Myriam Fares The Journey " أو "الرحلة" لوائح الأفلام العربية والأجنبية الأكثر رواجًا والأكثر بحثًا في مختلف انحاء الوطن العربي على منصة نتفليكس العالمية، كما تربّع على عرش هذه القائمة لمدة عشرين يوماً متتالية، وذلك على الرغم من مرور 3 أسابيع على إطلاقه.


وقد تضمن العمل رسائل عديدة، الأمر الذي ميّزه عن غيره، منها ما يتعلّق بالأمومة وتجربة الإجهاض، وتربية الأطفال، إضافة إلى إدارة الإلتزام ما بين العمل والواجبات الزوجية والمنزليّة، ولعلّ الرسالة الأهم التي حرصت فارس على إيصالها من خلال هذا الوثائقي، هي رسالة الوطن "لبنان".

ظهرت ميريام بأشهر حملها الأولى وبدموعها الصادقة، وعبّرت عن غضب اللبنانيين الذي اندلع بتاريخ 17 تشرين 2019، مروراً بالأزمة الماليّة وإرتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانيّة، وصولاً إلى إنفجار مرفأ بيروت، وما نتج عن كلّ تلك الأحداث من أزمات معيشية، وإقتصاديّة، وإجتماعيّة أودت بغالبية الشعب اللبنانيّ إلى ما تحت خطّ الفقر، كما أنّها طرحت صعوبة الخيار بين البقاء في الوطن والتمسّك بالأرض، وخيار الهجرة التي باتت ملاذاً للكثير من الشباب والعائلات اللبنانيّة، سواء بحثاً عن لقمة العيش، أو بحثاً عن الأمان إذ إنّه بات محروماً من مقوّمات العيش الأساسيّة، والسبب واحد ألا وهو فساد الطبقة السياسيّة.
وقد عرفت ميريام بذكائها كيف تستغلّ فرصة وجودها على واحدة من أكبر المنصات العالمية، خصوصاً أن الوثائقي الخاص بها قد بثّ في جميع أنحاء العالم، ولم يكن محصوراً بمنطقة جغرافية واحدة لكي تطلق صرخة أبناء بلدها، وتتحدّث عن معاناة وأوجاع شعبها الذي سئم تحمّل الأزمات المتتالية منذ سنوات الحرب اللبنانية حتى هذه الساعة، كي لا يظنّ الظالمون أنه ليس هناك من يقف في وجههم ويعترض على ظلمهم وأفعالهم، وهو الأمر الذي لم تتردد ميريام في فعله والإشارة إليه، وهنا بيت القصيد.