"حرب أهلية" مسلسل إجتماعي عرض في شهر رمضان الماضي، سلّط الضوء على الصراعات الإجتماعية في المجتمع من خلال الشخصيات التي تعيش تأزماً نفسياً في صغرها، ولفت في مضمونه إلى أمراض نفسيّة لم يعتد المشاهد أن يراها في الأعمال الدرامية.


فقد تعوّد المتابع أن يرى أمراض الفصام في السينما والتلفزيون، لكن طُرحت فكرة "الشذوذ النرجسي" في "حرب أهلية"، وأبدع في تجسيدها الممثل السوري باسل خياط بدور "يوسف".
من جهة أخرى، إحتضنت الممثلة المصرية يسرا بتواضعها ومحبتها طاقماً تمثيلياً شاباً كبيراً، وإعتبرتهم بمثابة أولادها، ضم جميلة عوض، سينتيا خليفة، مايان السيد، خالد حجاج، محمود حجازي، بسنت صيام وغيرهم.
يسرا وبعد كل نجاحاتها في السابق، لا زالت في الصدارة، وتجسد بطولات مطلقة، وقادرة على أن تتحدى نفسها، وتبدع بأدوار جديدة، منها شخصية "مريم" دكتورة التجميل الناجحة، والأم الحنون، والزوجة الضحية أيضاً.
في سياق آخر، تليق دائماً بـ باسل خياط الأدوار المركبّة، فشخصية "يوسف" التي أداها تعاني عقداً نفسية خلفتها علاقته بوالدته، التي تزوجت أحداً يسيء معاملتها، ما جعله قاسياً وطامعاً، ويتزوج سيّدة أكبر منه سناً، ألا وهي "مريم" التي تجسد دورها يسرا.
أما شخصية "تمارا" التي أدتها جميلة عوض بطريقة محترفة، فهي فتاة مدللة ثرية، وضحية شعور الرفض، بسبب تخلي والدتها "مريم" عنها لتعيش مع والدها.
على صعيد آخر، إستطاعت أروى جودة بدور "فريدة"، أن تفتح خطاً على حسابها في "حرب أهلية"، وظهرت متمكنة، فهي إنسانة وحيدة تعيش بعيداً عن أهلها، لكنها ضحية لعبة الإنتقام بين يسرا وباسل، والأكثر عرضة للخسائر.
مسلسل "حرب أهلية" من تأليف أحمد عادل وإخراج سامح عبد العزيز، وإنتاج "العدل غروب"، وحقق نجاحاً بارزاً في ظل زحمة المسلسلات الرمضانية، وحصد نسب مشاهدة عالية، وحتى بعد شهر رمضان لا زلنا نرى "حرب أهلية" في لائحة الأكثر مشاهدة على منصة "شاهد".