تميّزت الممثلة نادية العراقية، وإسمها الحقيقي فاتن فتحي، بالأدوار الساخرة القصيرة في الأعمال السينمائية، لا سيما بعد مشاركتها في أفلام "أبو علي"، "كلمني شكرا"، "نمس بوند"، "ورقة شفرة"، "حاحا وتفاحة" و"أبو العربي".


لُقّبت بـ"نجمة الدقائق المعدودة" و"بطلة الأدوار الساخرة القصيرة"، نظراً لأدوارها القصيرة المؤثرة في الأعمال الفنية.

نشأتها وبداياتها
ولدت نادية العراقية بمحافظة بابل وسط العراق، وإنتقلت مع عائلتها للعيش في بغداد، عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، وتخرجت من كلية الفنون الجميلة.
إطلالتها الأولى كانت على خشبة مسرح النهرين، حينما رشحها وقدّمها للمرة الأولى المخرج قاسم وعل السراج في مسرحية "حفلة سيد محترم"، وبعد ذلك أسند إليها المخرج وديع عبد الغني دور البطولة في إحدى المسرحيات، مع أسعد عبد الرزاق.

إنتقالها إلى مصر
عام 1997 إنتقلت نادية العراقية إلى مصر وإستقرت هناك، بعد زواجها من رجل "إسكندراني" يعمل في الأمن المصري برتبة عميد، اسمه "أحمد"، ورُزقت منه بـ3 أبناء هم أدهم، مي ونيللي.
بدأت مشاركتها في الأدوار الصغيرة، ثم الأدوار الثانوية، وعملت بعدد من الإعلانات التجارية، كما شاركت في فيديو كليب لأغانٍ عديدة، منها "أمي مسافرة " لفريق "أم تي أم"، وأحيت حفلاً في دار الاوبرا المصرية وغنّت اللون الفولكلوري العراقي.


أعمالها
شاركت نادية العراقية في العديد من الأعمال التلفزيونية، منها "أحسن أب"، "باكو بغداد"، "الرجل 18"، "عزمي وأشجان"، "سرايا حمدين"، "أبو العروسة 2"، "إزي الصحة"، "عائلة حاحا"، "بنات خارقات"، "آه من حوا"، "جراب حواء"، "الأستاذ بلبل وحرمه"، "سلسال الدم 1 و2"، "يا أنا يا إنتي"، "زواج بالإكراه"، "كيد الحموات"، "عفاريت محرز "، "نظرية الجوافة"، "أحلى أيام"، "القاصرات"، "سقوط الخلافة"، "قضية صفية"، "عايزة أتجوز"، "راجل وست ستات"، "بشرى سارة"، "حرب الجواسيس"، "بابا نور"، "قصة حب"، "جمهورية نعمات"، "موعد مع الوحوش"، "أولاد الحلال"، "العائد"، "ظل المحارب"، "في أيد أمينة"، "راسين في الحلال"، "عزيز على القلب"، "قضية رأي عام"، "عفريت القرش"، "سوق الخضار"، "عواصف النساء"، "ريا وسكينة"، "العطار والسبع بنات"، "الإمبراطور"، "عائلة الحاج متولي"، "للعدالة وجوه كثيرة" و"حروف النصب".

وشاركت أيضاً في العديد من الأعمال السينمائية، منها "الباب الشرقي"، "من يربح البترول"، "فلوس بووك"، "أنا بضيع يا وديع"، "كف القمر"، "على واحدة ونص"، "كلمني شكرا"، "عائلة ميكي"، "دكان شحاتة"، "دكتور سيلكون"،"الدادة دودي"، "فيفا أطاطا"، "كده رضا"، "نمس بوند"، "ورقة شفرة"، "هي فوضى؟"، "حاحا وتفاحة"، "خيانة مشروعة"، "عمارة يعقوبيان"، "غاوي حب"، "سهر البنات"، "الباحثات عن الحرية"، "عايز حقي"، "قلب أسود"، "عمارة رشدي"، "فيلم مش هندي" و"عندما يقع الإنسان في مستنقع أفكاره فينتهي به الأمر إلى المهزلة".
وبالإضافة الى الأعمال التلفزيونية والسينمائية، شاركت نادية العراقية في العديد من الأعمال المسرحية، منها "الطلاينة وصلوا"، "لن تسقط القدس"، "حفلة السيد محترم"، "عشر نساء ورجل واحد"، "الكوماندا"، "أنا والحكومة" و"عروس وفلوس".
وفي عام 2012 عادت للمشاركة في مسلسلات عراقية، صوّرتها لصالح قناة الشرقية في القاهرة، مع العديد من الممثلين العراقيين، وفي عام 2015 شاركت بالمسرحية العراقية "خو ماكو شي" في الأردن، مع صديقتها الممثلة وفاء حسين.

ترد على المشككين في نسب أولادها
تعرّضتنادية العراقية​​​​للتنمر والتشكيك في نسب أولادها، بعد أن نشر بعض المتابعين عبر مواقع التواصل الإجتماعي، صوراً لأولادها الثلاثة أدهم ومي ونيللي، والذين يتمتعون بقدر كبير من الجمال، ليتنمروا عليها، في إشارات مبطنة تحمل معانٍ مؤذية بأن هؤلاء الأولاد لا يشبهونها.
وردّت على التنمر والمشككين بنسب أولادها، قائلة: "أيوه دول ولادي ووالدهم.. رجعتوا تنشروا صورهم وأقذر تعليقات.. بأي حق تشككو في النسب ياكلاب.. بأي حق تقولوا الفلوس بتحلي.. أنتو شفتم عايشة إزاي".
وأضافت: "الحسد والقر قعدوني من الشغل.. ما شوفناش فرحة.. والأمراض دخلت بيتي.. بطلوا قر أنا أهلي في بغداد ملوك جمال.. يعني لو عيالي بعد الشر ماتو واتحرق قلبي ده يريحكم".

وفاتها بفيروس كورونا
نُقلتنادية العراقيةإلى العناية المركزة بأحد المستشفيات في القاهرة، في مطلع شهر أيار/مايو عام 2021، إثر تدهور حالتها الصحية، بعد أيام من إصابتها بفيروس كورونا.
وفي 16 أيار/مايو عام 2021، توفيت عن عمر ناهز الـ57 عاماً، جراء مضاعفات إصابتها بالفيروس.
وقد نعتها إبنتها مي عبر صفحتها الخاصة، قائلة: "انتقلت والدتي إلى رحمة الله تعالى أرجو الدعاء لها وقراءة الفاتحة على روحها الطيبة، إنا لله وإنا إليه راجعون".

هل تنبأت بوفاتها؟
قبل شهرين من وفاتها، وصفت نادية العراقية العناية المركزة في المستشفى، التي كانت ترقد فيها جراء إصابتها بفيروس كورونا، بـ"عنبر الموت"، وكتبت في صفحتها الخاصة: "العناية المركزه هي عنبر الموت، والحد الفاصل بين الحياة والقبر..ويوضع فيها المريض على جهاز تنفس يعطي الأوكسجين وينفخ الرئتين بسبب توقف كل الأعضاء ألا القلب ويسمى الموت الإكلينيكي، المخ ميت والقلب عايش.. وحالات نادرة تعود للحياة بعد غيبوبة بقدرة الله- سبحانه".
وأضافت: "يكون المريض داخل نفق مظلم جدا لكنه يسمع من حوله، لذا يجب محادثته وبث الاطمئنان فيه، وتذكيره بربه ونصحه بأن يفتش على الضوء آخر النفق ليرحل بسلام، طبعا لمن لا يملك المال فالمريض ميت لا محاله ، اليوم الواحد بألفين دولار وفي مستشفيات الاستثمار اكثر بكثير لليوم الواحد... يعني موت وخراب ديار".
وتابعت نادية العراقية: "وطبعا لو نفدت الفلوس لا يجرؤ أحد على رفع الجهاز ، فالمريض عزيز... لا أرانا الله العناية المركزة، ولا أراكم... وليت كل الحكومات تعطي هذه الخدمة وغسيل الكُلى مجانا وتفتح أماكن كثيرة تستوعب الأعداد".