ماجد الشبل، إسم سيظل عالقاً بتاريخ الإعلام السعودي، فعلى مدى 30 عاماً عمل قارئاً لنشرة الأخبار الرئيسية في التلفزيون السعودي، ومقدماً لبعض برامجها منها "حروف"، الذي كان يُعرض في شهر رمضان، كما إشتهر بحسن إلقائه وصوته الرخيم، وحبه الكبير للغة العربية الفصحى.


إسمه الحقيقي محمد العبد الله الشبل، ويُعد أحد أشهر المذيعين، الذين ظهروا على شاشة التلفزيون السعودي، لاسيما في نشرات الأخبار اليومية وبرامجه الحوارية المعروفة، وإشتهر في بداية مسيرته الإعلامية ببرنامج "شاعر وقصيدة"، ثم برنامج "الميزان".

نشأته وتعليمه
ولد ماجد الشبل بمدينة دمشق في سوريا عام 1935، ونشأ وترعرع في حي الميدان الدمشقي، وهناك بدأ يتكون مخزونه الثقافي.
تعود أصول عائلته العقيلات إلى نجد، وهي عائلة إمتهنت التجارة، وقد غادر جده منطقة القصيم حيث كان يقطن في منطقة عنيزة، وإرتحل إلى بلاد الشام وسكن دمشق.
دخل إلى جامعة دمشق قسم اللغة العربية، ووصل إلى السنة الثالثة ولم يكمل الدراسة، إلا أنه درّس اللغة العربية في إحدى مدارس قرى دمشق، ومن ثم عاد إلى السعودية عام 1964، برفقة والدته السورية إثر وفاة والده، الذي دفن في دمشق، وإستقر في مدينة الرياض حيث عمل في التلفزيون السعودي، منذ إنطلاقته.

مسيرته الإعلامية
دخل ماجد الشبل إلى عالم الثقافة والإعلام في سن الثانية عشرة، من خلال مشاركته مع الشاعر عبد الكريم الكرمي في الإذاعة السورية، في برنامج أدبي موجه للأطفال، وكان يعده ويقدمه أيضاً إستمر في العمل بالإذاعة السورية في فترة دراسته، بحيث أصبح يقدم بعض البرامج الأساسية.
وفي عام 1964، كان وزير الإعلام السعودي جميل الحجيلان في زيارة إلى ستديوهات التلفزيون السوري في دمشق، وهناك تعرف إلى كبير المذيعين ماجد الشبل، فتم إستقطابه للعمل في التلفزيون السعودي.
وهناك في التلفزيون السعودي قدم عدداً كبيراً من البرامج، بالإضافة إلى نشرات الأخبار، ومن البرامج التي قدمها "حروف" عام 1987، والذي بقي حتى عام 1998، وتوقف بسبب عدم وجود ممول له.
كما قدم برنامج شاعر وقصيدة، وبرنامج الميزان وأبناؤنا في الخارج وأبجدهوز.
ومن مميزاته إضافة لثقافته الواسعة، وتمكنه من اللغة العربية وصوته المميّز، الذي يتسم بالفخامة، فقد كان يحترم ضيفه، بحيث لا يستعرض ثقافته مقاطعاً إياه.

وبالإضافة لكونه مذيعاً ومقدم برامج، فقد كان شاعراً ممتلكاً لناصية اللغة، لكنه لم يستطع جمع قصائده في ديوان شعري، بسبب إنشغاله بالعمل الإعلامي.
وقال ماجد الشبل في إحدى قصائده: "الآن تأتي الآن آسرتي.......عين تلمح ثم تعتذر
والآن أختصر الوجود على.....الاك تهزمني وتنتصر
والآن ما في الكون ناعمة.......أغرى بها في موعدي بشر
مالي الجميلة أخلفت أثرى......وتمنيتني الأفكار والصور
قلبي أحس به يعذبني............والقلب مما فيه ينفطر
وعقارب الوسواس تلدغني.....وهواك لا يبقي ولا يذر
يا ناحل وهواك أنحلني........لذهبت أستقصي وأختبر"

جلطة تنهي مسيرته الإعلامية
أُصيب ماجد الشبل عام 2000 بجلطة، نقل على أثرها إلى مستشفى في دمشق، وقد أمر الملك فهد بن عبد العزيز بنقله إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي، وتعافى بعد ذلك من وعكته الصحيةـ وعاد خلالها إلى المجال الإعلامي، إلا أنه ما لبث أن إستقال عام 2001.

حياته الخاصة
كان ماجد الشبل متزوجاً وله إبنة واحدة، ويُلقّب بـ"أبي راكان" فقط، فقد كان يحب الخصوصية ولا ينشر تفاصيل حياته في الإعلام.

وفاته
توفي ماجد الشبل يوم 11 أيار/مايو عام 2016، بمستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، عن عمر ناهز الـ81 عاماً.
وفي اليوم التالي دُفن بمقبرة أم الحمام في الرياض، وذلك بعد الصلاة عليه في جامع الملك خالد.

حقائق سريعة عن ماجد الشبل
أول من أذاع خبر إغتيال الملك فيصل، وبكى وهو يلقي البيان.
عندما كان ينتهي من تقديم نشرة الأخبار، كان يذهب ليلعب مع مجموعة من الأطفال، الذين كانوا يلعبون في الشارع الخلفي لمبنى التلفزيون.
في عام 1999، تعرّض لجلطتين مما أدى إلى إصابته بالشلل في بعض أجزاء جسمه.