إستحوذ مسلسل "للموت" على انتباه المشاهد، حاجزاً له مقعداً متقدماً على خارطة الدراما العربية.

قصة محبوكة بطريقة مثيرة ومستفزة لذهن المشاهد، الذي أدمن أحداث هذا العمل، الذي كتبته نادين جابر بدقة وعقد وتشويق.

مما لا شك فيه أن النجمة اللبنانية ماغي بو غصن طبعت شخصية فريدة جداً لـ"سحر". هذه الشخصية المكابرة، المتجبرة، المتماسكة، القوية، الذكية والخبيثة والماكرة، إن صح التعبير، لم تتحرر من مرارة الماضي الذي ذوقها حياة الميتم والفقر والعوز والتشرد.
كبرت "سحر" لتنتقم من ماضيها الذي كبّلها بعقد لا تحصى، فأفرغت ما لذ وطاب في علاقاتها الحاضرة والمستقبلية. فتجدها كالحرباء التي تتظاهر أحيانا بالمسكنة، للوصول إلى كل ما تريد، وما ترغب في الحياة.
قصة العمل واضحة للجميع، على الرغم مما تحتويه من تطورات درامية شيقة، ولا بد من الإشادة بأداء ماغي المبهر للشخصية. ومع أننا نحترم الكثير من الأدوار السابقة التي كرست ماغي نجمة على مستوى العالم العربي، والتي قدمتها في العديد من الأعمال الدرامية، إلا أن هذه المرة هي غير كل المرات، لأن ماغي تبدع وتبدع وتبدع، وتؤثر، وتخلق جدلاً في المشاهد التي تؤديها.



ساهم النص والكراكتير والحضور القوي لماغي، في صقل الشخصية، المحركة وبقوة، لتطورات الاحداث. كل ما في ماغي من حركات وملامح، يترجم إبداعا وألقاً، حتى حركتها الدائمة بإرجاع شعرها المجعد إلى خلف، وأذنها لها الكثير من دلالات الحذق والاثارة والسحر. حتى أن بعض العبارات التي تستعملها، تحولت إلى مضرب أمثال ومحط كلام لدى اللبنانيين، خصوصاً عندما تقول: "انت اختي وحبيبة قلبي بس الشغل شغل"، وعبارة "صغيّر".
ماغي حاولت وبقوة أن توظف خبرتها التي إكتسبتها على مر سنوات، في هذه الشخصية المركبة القاسية. جسدتها وتقمصتها حتى الرمق الأخير، فقدمتها بحقيقة مجردة.
أقل ما يقال في حضور ماغي في هذا الموسم الرمضاني، إنها وحشة تمثيل، إجتاحت الأخضر واليابس بإتقانها واحترافها وأدائها وتميزها ودقتها في تجسيد دور ذو حدين. ماغي بو غصن نجمة من الطراز الرفيع، لا بل ضابط إيقاع الدراما العربية، وهي تستحق التنويه والتكريم، لأنها الصورة اللبقة والمثقفة عن الممثل اللبناني والعربي.