بعد مرور حوالى الأسبوعين من الشهر الفضيل، ووصول المسلسلات الى نصف عدد حلقاتها تقريباً، يمكننا التأكيد أن مسلسل "لعبة نيوتن" من بطولة الممثلة المصرية منى زكي، هو واحد من أهم الأعمال لهذا العام.

أكثر ما يجعل هذا العمل مميزاً هو أنه يركز على قصة واحدة فقط، فيسرد "لعبة نيوتن" للمخرج تامر محسن، رحلة "حازم" و"هنا" اللذين يخططان في سرية تامة، لإنجاب طفلهما على الأراضي الأميركية، ولكن تتعقد المغامرة شيئًا فشيئاً، وتأخذهما إلى عوالم لم تكن متوقعة.

"هنا" المرأة المصرية البسيطة الطموحة، والتي تحاول أن تحسن وضع عائلتها بالمغامرة، كي تعطي إبنها (الذي لطالما حلمت بوجوده بعد تعذر حملها مرات عديدة)، الجنسية الأميركية، تتعثر رحلتها غير الشرعية بالكثير من الأمور، وتصدم بالواقع الذي لا يشبه حياتها السابقة، سواء من حيث الصداقة، أو الحب الذي يتخلى عنها بأشد لحظات حياتها حزناً، ولكنها تحافظ على قيمها وقناعاتها، وتحاول أن تستعيد إبنها بعد إنجابه بأي طريقة.

أداء منى زكي مدرسة في التلقائية والعفوية والصدق، عملت على تفاصيل الدور من دون أي خطأ. خوفها، جمال بساطتها، عدم إتقانها اللغة الإنكليزية، كلها عوامل تجعل من هذه الشخصية فريدة من نوعها، تجمع بين التراجيديا وأحياناً الكوميديا بطريقة غير مباشرة.

تم تصوير أحداث المسلسل بين مصر والولايات المتحدة، وهذا أيضاً من نقاط القوة التي تبعد المشاهد عن الملل، وتضفي عليه جوين مختلفين.

"لعبة نيوتن" من الأعمال القليلة البعيدة عن التكرار والرتابة بالأحداث، على الرغم من تركيزه على قصة واحدة، وهذا يؤكد أن قوة العمل تكون بطريقة معالجة القصة الدرامية، وليس بالمبالغة في جمع الأحداث والمواضيع داخل العمل الواحد.