تابعنا في الفترة الأخيرة وبترقب، ما تيسر من الأعمال الدرامية العربية المشتركة، علها تكون سلوتنا في هذه الأزمنة الموبوءة، ومن هذه الاعمال مسلسل "لا حُكم عليه" المستمر عرضه منذ أشهر عديدة عبر منصة "شاهد"، وهذا الاستمرار جعلنا نكتب للمرة الثانية عن هذا العمل الناجح.


هذا المسلسل الذي جمع النجم السوري قصي خولي بالنجمة اللبنانية فاليري أبو شقرا، شكّل حالة خاصة من حيث معالجة موضوع الاتجار بالأعضاء البشرية.
لننطلق من الثنائي الذي بدا في غاية الانسجام قصي وفاليري، حضور قوي ومتماسك لقصي، وهو صاحب الباع الطويل في الاعمال الدرامية، والمخضرم في تجسيد أصعب الأدوار على الاطلاق. روعة أدائه انعكست إيجاباً على فاليري، التي بدورها أتقنت لعب الدور كما لم نرها من قبل. فقد أصبحت على قدر كبير من الاحتراف والأداء المتمكن، متغلبة على لقبها ملكة جمال لبنان، ومتحررة من قيود التبرج، فظهرت من دون ماكياج لخدمة الدور، وهذا نادراً ما نشاهده لدى الممثلات العربيات واللبنانيات على وجه الخصوص.
تجسد فاليري دور المحامية التي تسعى إلى كشف جريمة قتل والدها الصحفي الاستقصائي، الذي يجسد دوره الممثل فادي ابراهيم، بحادث دهس متعمد، وذلك في اليوم نفسه الذي قتلت فيه والدة قصي، الذي يلعب دور "نسيم"، مع زوجها الذي يجسد دوره الممثل أسعد رشدان.
فاليري تتولى مهمة الدفاع عن قصي، بعدما مضى على سجنه خمس سنوات، لينطلقا سوياً في مهمة البحث عن مافيا بيع الأعضاء، والتي كانت ضحيتها فاليري في سن مبكرة.
الكل أبدع في تأدية دوره في هذا العمل، وخصوصاً الممثلين رندة كعدي وطوني عيسى وكارلوس عازار وكارول الحاج وعبدو شاهين، وكل واحد منهم وظّف قدراته وخبرته في تجسيد الدور الذي يخدم القصة.
وهنا لا بد من الإشادة بالمخرج المبدع فيليب أسمر، الذي أحدث نقلة نوعية لمسيرته في إخراج هذا العمل، من خلال الصورة والكادر والايقاع السريع الذي يبعد الملل والرتابة عن المشاهد، ليترك الجمهور مع نهاية كل حلقة، متعطشاً لمتابعة ما بعدها، حتى أننا لاحظنا أنه يمكن أن يكون هناك موسم ثانٍ للعمل، نظراً إلى تطور الاحداث وتداعياتها.
إشارة إلى أن مسلسل "لا حكم عليه" من تأليف وسيناريو وحوار بلال شحادات ونادين جابر، ومؤلف من 15 حلقة.