تصادف اليوم الذكرى السنوية الـ 46 لإندلاع الحرب اللبنانية التي تركت وراءها مئات الآلاف، بين قتلى وجرحى ومفقودين.

وصحيح أن حرب المدفع توقفت في عام 1990، إلا أن الحرب الإقتصادية مستمرة على لبنان.
يوم المفقودين العالمي يصادف في الثلاثين من شهر آب، ولكن لجنة أهالي المفقودين في لبنان تكون لها تجمعات وتحركات في ذكرى الحرب اللبنانية تحت عنوان "تِنذكر تَ ما تنعاد" للمطالبة بكشف مصير مفقودي الحرب اللبنانية.
موقع "الفن" إلتقى الكاتبة والشاعرة ليلى الشباب، والتي هي من ضمن عائلات لبنانية كثيرة لديها مفقود حرب مجهول المصير، وهو أخوها أنطوان.

كم سنة مرت على فقدان أخيك؟
فقد في العام 1986، وكلني أمل أن ألقاه يوماً يقف أمام المنزل، وأصرخ "عاد أخي".

كيف فقد أخوك في الحرب؟
أنا حينها كنت مسافرة، وعندما عدت إلى لبنان فوجئت بأنه قد مرت ثلاثة أعوام على فقدانه.

ما هو شعور والدتك في هذه الفترة الطويلة من الإنتظار؟
هي الأم الثكلى التي لا تمل من الصلاة من أجل عودته، أمي إمرأة الأمل، هي تشدنا جميعاً، وتزرع فينا الأمل بعودة شقيقي، حقاً إن دموعها لا تجف، وتعد نفسها برجوعه.

هل فكرتم في إقامة جناز لراحة نفسه؟
طبعاً لم نفكر في أن نقيم له جنازاً لأننا لم نره ميتاً، وليست هناك جثة، ولكننا دائماً ما نقيم قداساً ونذكره كمفقود.

بعد عام ونصف العام على إطلاق أغنية وكليب "نحنا المفقودين" التي كتبتِ كلماتها ولحنها نادر خوري وغناها جيلبير جلخ، وصور الكليب طوني نعمة، هل وصل الصوت؟
عندما فكرت في أن نعمل على أغنية "نحنا المفقودين"، كانت بلسان كل المفقودين، وأحببت أن أكون صوتهم، ليسمعه أهاليهم، والفيديو كليب هو التعزية التي أستطيع أن أقدمها لي ولهم، لأني أنا أيضاً بحاجة إلى تعزية.

بعد سنوات الحرب، نشعر بأننا لا زلنا نراوح مكاننا، هل تشعرين بأن حياة أخيك ذهبت سدى؟
لا يضيع حق وراءه مطالب، والدليل هو إنجاز قانون "حقنا نعرف"، وهنا أحب أن أوجه تحية إلى لجنة أهالي المفقودين ورئيستها السيدة وداد حلواني، المستمرين بالنضال في قضية المفقودين، وفي النهاية طبعاً حياة شقيقي ذهبت سدى، وكذلك حياة كل المفقودين في الحرب اللبنانية.

ما الرسالة التي توجهينها إلى المسؤولين، ولمن منهم بالتحديد؟
كل المسؤولين اليوم هم زعماء الحرب، ولا أدري كيف أصبحوا زعماء السلام، ولكني أعلم أن هناك 17 ألف مفقود نتيجة صراعات الزعماء الذين لا زالوا يحكموننا، وهذه هي النتيجة التي وصلنا إليها اليوم.

إلى أي مدى أوصل نادر خوري كلماتك من خلال لحنه، وجيبلير جلخ من خلال غنائه، وطوني نعمة من خلال إخراجه الفيديو كليب؟
الأستاذ نادر خوري أبدع في تلحين الكلمات، وكأنه هو صاحب الكلمات والقضية التي أخذها على عاتقه، ولم يتقاضَ حتى بدل أتعابه، أكنّ له كل الإحترام وأوجه له تحية كبيرة من القلب.
الأستاذ جيلبير جلخ كان في قمة العطاء، وتفوّق على ذاته في الأداء والتمثيل، وكذلك لم يتقاضَ أي مبلغ مادي مقابل غنائه الأغنية.
أما مخرجنا الأستاذ الكبير طوني نعمة، فقد قدم الأغنية للجمهور بمشهدية رائعة، وأعطى كل مقطع من الأغنية حقه، فجاء العمل كاملاً متكاملاً، وأنا أشكره كثيراً، مع كامل إحترامي له، ولكن مع الأسف كليب الأغنية لم يأخذ حقه من الإنتشار، لأن الظروف عاكسته بسبب إنفجار مرفأ بيروت الذي وقع في الفترة التي كان يجب أن يبث خلالها الكليب عبر الشاشات، التي كانت مكتظة ولأسابيع عديدة بأخبار الإنفجار وتداعياته.