يحيى الحسن، ملحن أغنية "أمي" للفنانة نانسي عجرم، وصاحب الكثير من الألحان الناجحة للعديد من الفنانين، هو انسان مرهف يعشق الموسيقى ويعطي دروساً فيها للصغار والكبار منذ 27 عاماً، ويشجّع المبتدئين على الغناء وتحقيق أحلامهم.


موقع الفن كان له لقاء مع الملحن يحيى الحسن الذي تحدث عن نجاح أغنية "إمي"، وتعاوناته مع الفنانين، وأبدى رأيه بالعديد من الأمور الفنية.

هل فيديو كليب "إمي" هو أول تعاون لك مع الفنانة نانسي عجرم؟
لقد تعاونت مع الفنانة نانسي عجرم عدة مرات. وكانت البداية في أغنية عنوانها "تأخرت شوي" من توزيع المايسترو باسم رزق، والتعاون الثاني كان فيديو كليب "جايي ودعك" أيضاً من توزيع باسم رزق. وجمعتنا في ما بعد أعمال خاصة، إلى أن أدى تعاوننا الجديد إلى ولادة أغنية "إمي"، وهي أيضاً من توزيع باسم رزق، وكلمات إميل فهد.

كيف تفاعلت مع نجاح أغنية "أمي" للفنانة نانسي عجرم ؟
سعيد جداً بهذا النجاح، أكاد أطير من الفرح، لدرجة أنني أشعر أن الكون كله يردد الأغنية.

هل أثارت كلمات الأغنية الموجهة للأم مشاعرك، فساهمت بإنتاج لحن رائع؟
بكل تأكيد، لقد فقدت أمي عندما كان عمري ثماني سنوات، ولم يتسنَّ لي أن ألحن أغنية للأم. وأعترف أنني تلقيت أكثر من مرة كلمات لمناسبة عيد الأم، وعيد الجيش ولكنني لم أجد نصاً مناسباً يهز مشاعري، إلى أن تواصلت مع الشاعر إميل فهد وعندما أطلعني على الكلمات شكرته لأنني وجدت ما أبحث عنه، وما إن سمعت "إمي بلاكِ العمر شو صعب مشواره" أدمعت عيناي وتأثرت كثيراً.

هل تعتقد أن ثمن ألحانك سيرتفع بعد النجاح الكاسح الذي حققته أغنية "إمي"؟
بالنسبة لي الهدف هو الأغنية الجميلة وسماع مطرب موهوب يؤديها بإحساس. المال ليس أساسياً، وأهميته هي حاجتنا له للعيش فقط. إنما ما يسعدني هو سماع الناس للأغنية والفرح الذي يشعرون به وهذه المعادلة تساوي كنوز الدنيا.

هل يلفتك أحد من الفنانين وتود أن تلحن له؟
نحن في عصر الأغنية وأنا أحلم بالتلحين لكل الفنانين الجيدين. إنما الآن لدي طموح أن ألحن أغنية ضاربة لمطرب غير معروف يتمتع بصوت جميل، وإذا حققت هذا الحلم سأعتبره إنجازاً. وأعتقد أن إسم نانسي ساهم في نجاح أغنية "أمي"، وقد قلت لها إن النجومية الحقيقية ليست صدفة، وهي فاجأتني بإحساسها العالي وأدائها الرائع. وكذلك بقية العناصر ساهمت أيضاً في نجاح العمل، لا سيّما توزيع المايسترو باسم رزق، واللحن الموفّق، الحمد لله، وأداء المطربة الكبيرة والعظيمة والتي تستحق قبلاتي.

هل هناك مشروع تعاون مع الفنانة هيفا وهبي قريباً؟
عملنا سوياً أكثر من مرة، وفي الوقت الحاضر هناك أكثر من عمل مسجل وجاهز بانتظار أن تأخذ هي القرار لإطلاقه.

كيف تقيّم عملك مع الفنانة القديرة جاكلين، خصوصاً أنك صاحب لحن "كنت حبك"؟
جاكلين هي حبيبة قلبي، أسعدني التعاون معها لأنها من زمن العمالقة: فريد الأطرش، محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ. وهي أدت الأغاني الضاربة في تلك الفترة، ولها مكانتها الفنية، وأرغب بالتعاون معها مجدداً لأن أرشيفها كبير، وتحظى بمحبة الناس، ويشرفني أن يرتبط إسمي بإسمها.

ماذا تقول عن إبنك حسن وهل أنت راضٍ عن أعماله؟
حسن شخص موهوب وأنا فخور به لأن موهبته مميزة، فعندما كان في العاشرة من عمره، كان يفك الغيتار والعود ويعيد دوزنتهما بدقائق. أذكر هذه التفاصيل لأشرح موهبته، لأن العزف أسهل من فك الغيتار، وهو الآن يتعامل مع فنانين معروفين، وفي عمر الـ 15 سنة وزع أغنية للمطرب التونسي لطفي بو شناق واعتبرها تجربة رائعة. وأنا أقبّله وأشجعه.

معروف أنك تدعم أولاد منطقتك "برجا"، لماذا؟
أحببت السؤال. أنا أعرف تماماً أهمية وصعوبة هذه التجربة لأنني اختبرتها، وفكرت ملياً بالمراحل المطلوبة لإطلاق أغنية والتكلفة المترتبة على اللحن والتسجيل والتوزيع. فقررت عندما صار ابني جاهزاً للعمل بالتوزيع الموسيقي، تأسيس استوديو صغير في بيتي وفتحت المجال لكل المحيطين بي والمبتدئين أن يستفيدوا من هذه المبادرة للغناء ولتسجيل أغنياتهم.

ما هو تقييمك للألحان الجديدة التي نسمعها؟
في الفن هناك الجيد والجيد جداً والسيئ وهذا الأمر مرده إلى موهبة الفنان. وبدون ذكر الأسماء هناك أعمال ناجحة وتنال رواجاً، ومن جهة أخرى هناك أعمال غير ناجحة لأنها تفتقد إلى العناصر الأساسية. وعلى سبيل المثال، أنه يتم استخدام نغمة واحدة وتلحن الأغاني على الريتم والنغمة او ال "كورد" نفسهما، وإذا كان الفنان مثقفاً وتلقى دروساً بالموسيقى ومطلعاً على علم المقامات واشتقاقاتها يستطيع أن يفهم وجهة نظري. إذا استمعنا إلى أغنية عبد الوهاب مثلاً "من غير ليه"، نجد أنها تختصر كل المقامات العربية في الأغنية ومن جملة إلى جملة تتغير. ومع الأسف، يتم استعمال مقام واحد ونسخ كل الأغاني. لقد لحنت للفنانة ميريام فارس "شوف حالك عليّ" وهي نغمة الرقص الشرقي البحت، ولحنت للفنان سعد رمضان "مين قدك" وفيها مقطع سيغا وهو من النادر أن نسمعه، ولحنت للفنان جوزيف عطية "مكشوف عني الحجاب"، فأنا أحاول أن أغير الجو التقليدي.

علمنا انك تعطي دروساً اونلاين، هل يمكن الاطلاع على التفاصيل؟
أنا أدرّس الموسيقى منذ 27 عاماً، ولا سيّما للصغار. حياتي هي الموسيقى ولم تكن صدفة أن ألحن، فلقد تلقيت دروساً للعزف على الكمان والعود. وإذا دخلت إلى بيتي ستجدين العديد من الآلات الموسيقية، وهذا الوضع يهدد زواجي ومن الممكن أن نصل، زوجتي وأنا، إلى الطلاق، لأن المنزل صار مستودعاً موسيقياً (مازحاً).

ما هي برأيك أهمية تربية الأجيال على سماع وعزف الموسيقى خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي نعيشها؟
حضارة الشعوب مرتبطة بالموسيقى. وأنا أؤمن بأن الانسان الذي يهوى الموسيقى لا يمكن أن يكون عنيفاً أو يحمل سكيناً، كيف بالأحرى إذا كان عازفاً؟ الموسيقى تهذب النفس وتهدئ الطباع، وتؤثر إيجاباً على الاستقرار النفسي، هي مهمة للحياة، وأعتقد أنه على السياسيين أن يتعلموا الموسيقى كي يخففوا من ظلم الناس.