ولد الممثل السوري جمال قبش في آذار/مارس عام 1957 في دمشق، وهو أحد خريجي الدفعة الأولى من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 1981، إلى جانب العديد من النجوم منهم أيمن زيدان وجمال سليمان وفايز قزق ووفاء موصلي.


أحب الفن وتعلم الغناء والعزف على العود، ليحترف الغناء في العديد من المناسبات الفنية والشخصية، ثم درس فن التمثيل الذي أتم دراسته في فرنسا، ونال شهادة الدكتوراه في فنون المسرح.

البداية من المسرح وأعماله
بدأ جمال قبش من المسرح، فتأثر بشخصية رائد المسرح العربي أحمد أبي خليل القباني، وهو الدور الأول الذي لعبه وأطلقه إلى عالم الإحتراف بمشروع تخرج الدفعة الأولى للمعهد العالي، والذي كان بإشراف المخرج المسرحي السوري الراحل فواز الساجر.

قدّم أول أدواره السينمائية بفيلم "أحلام المدينة" عام 1984، تحت إدارة المخرج محمد ملص، بينما أقدم مشاركاته التلفزيونية المعروفة تعود لعام 1986، بمسلسل "دموع الملائكة"، مع المخرج السوري الراحل غسان جبري.
عرفه الجمهور من خلال تأديته لشخصية "الكومندان الفرنسي" في مسلسل "باب الحارة"، منذ الجزء الرابع وحتى التاسع، وعرفه الجمهور المصري تحديداً بمشاركته في مسلسلي "نابليون والمحروسة" و"فرقة ناجي عطا الله" عام 2012، بينما عرفه الجمهور اللبناني بمشاركته في مسلسل "تشيللو" عام 2015.


يحمل رصيده الدرامي 70 مسلسلاً، نذكر منها "نساء بلا أجنحة" عام 1987 و"القيد" عام 1996 و"البحث عن صلاح الدين" عام 2001 و"الداية" عام 2003 و"أهل المدينة" عام 2004 و"نزار قباني" عام 2005 و"وشاء الهوى" و"خالد بن الوليد" عام 2006 و"جنون العصر" 2007 و"ناصر" عام 2008 و"آخر أيام الحب" عام 2009 و"مطلوب رجال" و"كليوباترا" عام 2010 و"سوق الورق" و"الزعيم" عام 2011 و"فرقة ناجي عطا الله" و"المفتاح" عام 2012 و"قمر شام" عام 2013 و"طوق البنات" و"خواتم" عام 2014 و"شهر زمان" و"تشيللو" و"العراب" عام 2015 و"مذنبون أبرياء" و"صرخة روح" عام 2016 و"هوا أصفر" و"دقيقة صمت" عام 2019 و"شارع شيكاغو" عام 2020.

ومن أفلامه السينمائية "ما يطلبه المستمعون، وقائع العام المقبل، مطر أيلول، الاعتراف، علاقات عامة".
شارك جمال قبش خلال مسيرته الفنية بالعديد من العروض المسرحية، منها "سهرة مع أبي خليل القباني، الزير سالم، مقام إبراهيم وصفية، علاء الدين والمصباح السحري، وأوبرا زنوبيا".

هوى غربي
بعد فترة غياب طويلة عن المسرح دامت لمدة 36 عاماً، عاد جمال قبش إلى المسرح، وشارك في مسرحية "هوى غربي" مطلع عام 2020، تحت إدارة المخرج والممث السوري غسان مسعود، مع مجموعة كبيرة من الممثلين.
لعب في المسرحية شخصية "رستم"، الرجل العجوز الذي درس وتعلم في أوروبا، وعاد إلى الوطن بعد أن غلبه الحنين، ويتقاطع مصير الرجل الكهل مع مصائر أفراد العائلة.

باب الحارة
قالجمال قبشفي مقابلة صحفية إن مسلسل "باب الحارة" ظاهرة تستحق الوقوف عندها مطولاً ودراستها لأسباب عديدة، منها الجماهيرية الواسعة التي حققها هذا العمل، جماهيرية تجاوزت حدود خارطة العالم العربي، فقد أصبح هذا العمل مرتبطاً بشكل أو بآخر بالطقوس الرمضانية الإجتماعية، إلى درجة أنه أصبح من الصعوبة بمكان الدخول في هذه الطقوس الرمضانية، من دون وجود المسلسل الذي أدين له شخصياً بشهرتي.

وأضاف جمال قبش: "أحداث العمل تتم بمدينة دمشق القديمة، وكما هو معروف فإن المدن العربية القديمة متشابهة بعاداتها وتقاليدها، ناهيك عن أن هذه المدينة لها وقعها الخاص عند جمهور العالم العربي والإسلامي، خاصة أنها كانت عاصمة الدولة الأموية، أول عاصمة عربية.. ففي هذه العاصمة وضمن حاراتها وأزقتها ولدت الحكايات الشعبية ومنها حكايات ألف ليلة وليلة بنسختها الشامية، هذه الحكايات كانت تقدم من قبل الحكواتي وتحديداَ في المقاهي الشعبية، وكلنا يعرف الدور الكبير الذي لعبته هذه المقاهي في الحياة الاجتماعية، وتحديداَ قبل وجود الصحف ووسائل التواصل السمعية والبصرية، وطقس الحكايات كان موجوداً في المدن العربية على اختلافها، تحديداً في شهر رمضان بين صلاتي المغرب والعشاء، ومع انتشار الفضائيات ولحاجة محطاتها التلفزيونية إلى مواد متنوعة لتغطي ساعات بثها الطويلة عادت المدن العربية العتيقة إلى عاداتها السابقة، وتحديداً إلى سماع وحتى رؤية هذه الحكايات مجسدة بقالب درامي وبشخوص تجسد المروءة والشهامة وحتى البطولة".

عميد المعهد
إلى جانب عمله ممثلاً، شغلجمال قبشالعديد من المناصب، فقد أصبح عضواً في نقابة الفنانين السوريين منذ عام 1981، كما عمل أستاذ في مادة التمثيل، وفي شهر تموز/يوليو عام 2011 شغل منصب عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق لفترة وجيزة، وبعد 133 يوماً على توليه عمادة المسرح، أصدر وزير الثقافة قراراً بإقالته من منصبه، الأمر الذي وصفه جمال قبش بأنه تعنت واضح، ومخالف للقوانين المعمول بها في الجامعات السورية.