تعيش الإعلامية اللبنانية كارين سلامة نشاطاً ملحوظاً على الصعيدين الإعلامي والتمثيلي.


فعلى الصعيد الأول، تشارك إلى جانب مجموعة من زملائها الإعلاميين في تقديم برنامج "صباح اليوم" على قناة "الجديد".
أما على الصعيد الثاني، فهي تشارك حالياً في مسلسل "هند خانم"، وشاركت في مسلسل "لا حكم عليه" الذي عرض مؤخراً على إحدى المنصات وحقق نجاحاً كبيراً.
ومن هنا كان لنا هذا اللقاء مع كارين للتحدث عن تفاصيل مشاركتها في هذين العملين التمثيليين، وعن مواضيع أخرى.

كيف كانت ظروف تصوير مسلسل "لا حكم عليه"؟
كانت الظروف صعبة جداً، أولاً بسبب فيروس كورونا، ثانياً أكثر من شخص في طاقم العمل تعرض لحادث خلال التصوير ككسر كتفه أو رجله، وثالثاً المخرج فيليب أسمر تعرض لحادث صحي.
وأيضاً الممثل قصي خولي تعرض لحادث أدى لشِعر في رجله، وكان يصور المسلسل وهو ليس قادراً على المشي عليها، وكان ممنوعاً أساساً من المشي.

أمام كل هذه الصعوبات، كانت النتيجة رائعة، لماذا برأيك؟
لأن هناك نصاً جميلاً وفريق عمل وممثلين رائعين ومخرجاً ذكياً، وشركة الإنتاج "الصباح" كانت كريمة على العمل، إذا كان من المفترض أن يتم تصويره خلال 45 يوماً، ولكن بسبب الظروف إمتد التصوير لأكثر من ذلك، وشركة "الصباح" لم تتردد في دعمنا.

المسلسل يطرح قضية تجارة الأعضاء كفكرة أساسية وغيرها من المواضيع، ما هي الرسالة الأساسية من العمل؟
المسلسل يطرح قضية تجارة الأعضاء وقضايا أخرى، منها المظلومية أي الاشخاص الذين يظلمون في السجون، وكيف يمكن لشخص أن يبيع ضميره ونفسه من أجل المال، وتجارة الاعضاء معروفة عالمياً وليس فقط في لبنان وتحارب عالمياً.
والمميز في هذا المسلسل أنه مؤلف من 15 حلقة، فكانت الأحداث متسارعة، بعكس ما نحن معتادون عليه في مسلسلاتنا التي تمتد لـ30 حلقة وأكثر.
وبالاضافة الى كل ذلك، أردنا في المسلسل أن نلقي الضوء على دور الاعلام في محاربة هذه الجريمة، وهنا طبعا أتحدث عن دوري كوني ألعب في العمل دور إعلامية.

هذه ليست المرة الأولى التي تجسدين فيها هذا الدور، هل السبب هو أنك تحاولين تجنّب الإنتقادات كي لا يقال إنك دخيلة على التمثيل؟
لا علاقة للأمرين ببعضهما البعض، ولم أفكر بهذا الموضوع، فأنا عندما قرأت النص وجدت أن الدور محوري في العمل، وله تأثير كبير في سياق القصة.

هل الإعلام اللبناني يعطي أهمية كافية لهكذا قضية إجتماعية؟
لا، لأنه مشغول بقضايا أخرى، وإن أردنا التحدث عن السنتين اللتين مرتا، فليس هناك من حديث إلا عن فيروس كورونا والوضع الإقتصادي، ولهذا السبب هذه القضية بالنسبة للإعلام اللبناني موضوعة قليلاً على الرّف، ولكني أكيدة أنه لاحقاً عندما تهدأ أزمة كورونا، سيصبح الوضع أفضل للإضاءة على هكذا قضايا.

أكثر مشاهدك في المسلسل تجمعك مع الممثلة فاليري أبو شقرا، أنتِ كإعلامية، كيف وجدتها في التصوير؟ وهل وجدتِ تغيّراً أو تحسناً في أدائها عما سبق، نظراً للإنتقادات التي كانت تتعرض لها؟
هي رائعة في موقع التصوير، شابة مهذبة وإبنة بيت وهذا واضح أصلاً، وهنا لا أقصد المال، بل أقصد التربية، فهي رائعة على الصعيد الشخصي.
أما على صعيد التمثيل، فأنا رأيتها متحسنة كثيراً، أولاً لأن من تولى إدارة الممثل في العمل متمكن جداً، وهو عروة العربي، بالاضافة الى دور المخرج فيليب أسمر والكاتبة نادين جابر اللذين عملا معها بشكل كبير جداً، وطبعاً هناك الخبرة التي تتراكم، فأول عمل لها ليس مثل هذا العمل.

هذا المسلسل حمل الكثير من المفاجآت، منها دور الممثل عبدو شاهين، خصوصاً بعد أربع سنوات من شخصيته "شاهين" في مسلسل "الهيبة".
أنا قلت في بداية الحديث إن أهم عنصر في هذا المسلسل هو الممثلون، فهم رائعون، وكل ممثل أدى دوره بشكل جميل جداً، فعبدو شاهين كما إيلي متري وطوني عيسى وكارلوس عازار، والكل أبدعوا، وهذا يدل على أن الممثلين اللبنانيين مبدعون جداً، لكن نريد أرضاً خصبة لكي نحصد محصولاً جيداً وأداءً مثل الأداء الذي في هذا العمل، أي أن تكون كل عناصر العمل متوفرة.

هل عرض المسلسل بداية على منصة وليس على شاشة تلفزيون أضرّ به؟
لا، فاليوم كل شيء أصبح أون لاين، وأعتقد أنه في المستقبل ستخف مشاهدة التلفزيون كثيراً، والمسلسل عُرض على منصة، وتمت مشاهدته بشكل كبير جداً، لا بل إنه من أكثر المسلسلات التي شوهدت على منصة.
وطبعاً إذا تم لاحقاً عرضه على شاشة تلفزيون، فالأكيد أنه سيأخذ حيزاً إضافياً وإنتشاراً إضافياً، وأتمنى أن يعرض على محطة تلفزيونية.

بالنسبة لمسلسل "هند خانم"، هل أنتِ راضية تماماً عنه؟
لست راضية تماماً، فهناك الكثير من الأمور التي كان من الممكن أن تكون أفضل في العمل، ولكن هذا المسلسل أيضاً تم تصويره في ظروف صعبة.
والعمل أخذ وقتاً طويلاً جداً من التصوير، إذ إنه تمت زيادة حلقات، وأعتقد أنه لو كان أقصر لكان أجمل.

ما سبب إنسحاب الممثل السوري خالد القيش من المسلسل واستبداله بالممثل اللبناني يورغو شلهوب؟
ما عرفته هو أنه لم يستطع متابعة التصوير الذي أخذ وقتاً أطول مما كان متفقاً عليه، وكان مرتبطاً بمشروع آخر.

وماذا بالنسبة لإختيار الممثل يورغو شلهوب مكانه؟
أولاً يورغو ممثل شاطر جداً، وهو ممثل لبناني معروف لبنانياً وعربياً، وهنا الإتفاق هو بينه وبين المنتج مروان حداد، ويورغو إستطاع إكمال الدور، من دون أن نشعر بأي فراغ أو نقص.

قلت سابقاً في مقابلة معنا، إنك تؤدين في المسلسل دور فتاة لعوب، في هكذا أدوار ما هي الحدود التي قد تقفين عندها؟
أرفض القبل والتعري، وهكذا أمور قد تزعجني على الصعيد الشخصي، أو تحرجني وتحرج زوجي وعائلتي.
وبالإضافة إلى ذلك، مهنتي ليست التمثيل، فلو كنت ممثلة منذ 20 عاماً، ربما كنت تقبلت هذا الأمر.

تفضلين أن يطلق عليك لقب ممثلة أم إعلامية؟
طبعا أنا إعلامية، فهذا ملعبي، والمكان الذي تأسست به وعملت فيه منذ 22 عاماً الى اليوم، وأظلم الممثلين في حال أطلق عليّ لقب ممثلة، كما بالمقابل لا أقبل أن يقال عنهم إنهم إعلاميون في حال قدموا برنامج.

أثير جدل كبير بسبب الفنانين الذين أحيوا حفلات ليلة رأس السنة، في ظل تدهور الوضع الصحي نتيجة إنتشار فيروس كورونا، ما تعليقك؟
لم يكن على الفنانين أن يقوموا بهذا التصرف، وهذا ليس ذنبهم وحدهم، فهناك أشخاص سهروا في بيوتهم وهم أيضاً يتحملون جزءاً من المسؤولية، والمسؤولية الأكبر تقع على الدولة التي من واجبها أن تقوم بمصلحتنا حتى لو نحن ضدها.

هل من الممكن أن تتصوري وأنت تتلقين لقاح فيروس كورونا؟
لن أتلقى اللقاح، أنا لست ضده كلياً، ولكني لست مقتنعة به في الوقت الحالي، وذلك بناءً على قراءاتي ومقابلاتي التي أجريها مع أطباء وإختصاصيين، وفي حال قررت تلقي اللقاح، فمن المؤكد أنني لن أصوّر نفسي خلال تلقيه.

هل هناك من أعمال جديدة تحضرين لها؟
ليس هناك من أعمال تمثيلية جديدة في الوقت الحالي، وإذا تلقيت عرضاً جديداً، لا أدري إنت كنت سأقبل به، وذلك بسبب إنتشار فيروس كورونا.