سنوات مضت، ولم نمل من سماع صوتها الدافئ، لما يحمله لنا من أمل يعكس صفاء قلبها.


هي نسمة الإعلام الرقيقة، المتجددة دوماً، والتي تصبّحنا بالورد، وتعطّر يومنا بكل محبة، وكيف لا نعتاد على سماعها، وهي التي تختار المواضيع التي تطرحها بعناية كبيرة، إحتراماً منها لكل المستمعين.
إنها الإعلامية الراقية رين رحال، معدة ومقدمة البرنامج الصباحي "صباح الورد" عبر راديو MBS، والتي تحل ضيفة عزيزة على موقع "الفن" في هذا الحوار.

كيف إنطلقتِ في العمل الإذاعي؟
أحببت أن أدخل مجال الإعلام، وتخصصت في دراسته، وكانت لدي الفرصة في أن أنطلق في راديو MBS، وعملت على تطوير نفسي، إلى أن تمكنت من هذا المجال، ووجدت قبولاً من المستمعين الذين أحبوني.

إلى أي مدى يتم تطبيق ما يدرسه طلاب الإعلام في الجامعة في الوسائل الإعلامية؟
طبعاً الدراسة تساعدك، فتدخل إلى الوسيلة الإعلامية وأنت مثقف، ولكن في وسيلة الإعلام تتدرب أكثر.

هل الموهبة في الإعلام تطغى على الشهادة الجامعية؟
ليس من الضروري أن يتخصص المذيع في الإعلام، ولكن من الضروري أن يكون مثقفاً لينجح في المجال، إلا أنه من الأفضل أن يُفسح المجال للعمل أكثر للمتخصصين في دراسة الإعلام.

ما هي نسب إستماع الناس لبرامج الإذاعة الصباحية؟
أعتقد أن البرامج الإذاعية الصباحية هي أكثر البرامج إستماعاً، لأنه عند الصباح يكون الناس متوجهين إلى مراكز أعمالهم، ويحبون أن يستمعوا إلى الإذاعة ويطلعوا على المستجدات، ويشاركوا في هذه البرامج ويسمعوا أغنيات.

عند توجهك صباحاً إلى الإذاعة، إلى من تستمعين؟
أستمع بالأكثر إلى البرامج السياسية، لأنه من الضروري أن أطلع على ما يحصل، لأعرف ما هي المواضيع التي يمكن أن أناقشها مع المستمعين، خصوصاً أن في هذه الفترة هناك تطورات سياسية وأمنية وصحية.

راديو MBS يبث الترانيم الدينية، هل هذا الأمر يجعل الإذاعة تخسر متابعة المستمعين المسلمين لها؟
MBS هي إذاعة دينية - فنية، وهناك الكثير من مستمعي الإذاعة الذين ينتمون إلى الديانة الإسلامية، وهم يحترموننا بسبب الرسالة التي نحاول إيصالها، إذ يعتبرون أن راديو MBS لم يتخلَّ عن الإيمان من أجل الفن.

أنتِ من المذيعات القلائل اللواتي إستمرين بالعمل في إذاعة واحدة غير سياسية لعشرين عاماً متواصلة، ألم تتلقي عرضاً للعمل في إذاعة أخرى؟ أم أنك مرتاحة كثيراً في العمل براديو MBS؟
راديو MBS أعطاني فرصة كبيرة جداً، فقبل أن أبدأ العمل ضمن برنامجي الصباحي، بدأت بإستضافة النجوم، فصار هناك ثقة بيني وبين إدارة الإذاعة، وبعدها إنطلقت بالبرنامج الصباحي، الذي تلقيت بعده الكثير من العروض، ومنها عروض للعمل في إذاعات خارج لبنان، ولكن لدي خوفاً دائماً من عدم الراحة، وأنا من الأشخاص الذين يتعلقون بالأماكن كثيراً وبالناس الذين أعمل معهم، لم أحب أن أخاطر وأترك راديو MBS، خصوصاً أني مرتاحة جداً في الإذاعة مادياً ومعنوياً.

كم تعانين من النجوم عندما تطلبين إستضافتهم في برنامجك؟
طبعاً في بعض الأحيان أعاني بسبب بعض النجوم الذين يتهربون من اللقاءات الإذاعية، ولكن إن كنت مصممة على إستضافة نجم معيّن، أستمر بمحاولتي معه ليحل ضيفاً على برنامجي، إلى أن نتفق على وقت معين لإجراء المقابلة. أنا أعاني من الفنانين أكثر مما أعاني من السياسيين، فحين أدعو سياسياً ليكون ضيفي يلبي الطلب بسرعة، بينما هناك الكثير من الفنانين الذين يتغنجون، خصوصاً لأن البرنامج صباحي، فيحاولون تأجيل اللقاء.

هل تحبين أن تكوني مقدمة برامج في التلفزيون؟
طبعاً أحب ذلك، وحاولنا سابقاً العمل على فكرة برنامج تلفزيوني، لكن الظروف عاكستنا، وما زالت الفكرة موجودة، ربما نعمل عليها مجدداً في المستقبل.

هل عصر الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي جعلت الفنانين يبتعدون عن اللقاءات الإعلامية، خصوصاً أن كل ما يخطر في بالهم يعبرون عنه بلحظة ومن حيث هم موجودون، عبر صفحاتهم الخاصة ويلقون تفاعلاً من المتابعين؟
أظن أن أغلب الفنانين لم يعودوا يحبون أن يطلوا كثيراً عبر الإذاعات لأنه فسح لهم المجال للظهور عبر الفضائيات، فيقولون إن كل الناس سيشاهدونهم عبرها، ويتقاضون المال مقابل إطلالاتهم هذه، فيفضلون إجراء مقابلة عبر فضائية على إجراء لقاء عبر إذاعة محلية.

ما هي البرامج التي تفتقدينها عبر وسائل الإعلام؟
البرامج الثقافية شبه غائبة عن المحطات الإذاعية والتلفزيونية، ألاحظ أن المحطات تخصص وقتاً أكبر لبرامج الطبخ من الوقت الذي تخصصه لبرامج تتم خلالها مناقشة كتب، لا أعلم إن كانت المشكلة هي أنه ليس هناك من أحد يستطيع تقديم برامج ثقافية، أو أن الناس لم يعودوا يحبون البرامج الثقافية ويريدون أن يرفهوا عن أنفسهم، خصوصاً أننا نعيش في أجواء متوترة.

ما أكثر ما يستفزك في المذيع أو المذيعة اليوم؟ الميوعة في الإلقاء؟ التشكيل الخاطئ للكلمات؟ "طق الحنك"؟
الميوعة مزعجة طبعاً، و"طق الحنك" مزعج أيضاً، وكذلك السخافة، وقلة إحترام المستمعين التي أصبحنا نشهدها كثيراً، وكأن المذيع الذي يظن أنه أصبحت لديه ثقة كبيرة بنفسه، يعطي الحق لنفسه بأن يقول كل ما يريد، وبأن يتحدث مع المستمعين بالطريقة التي يريدها، ويستخف بهم ويسخر منهم. ومن الأمور المزعجة أيضاً، عندما لا يعرف المذيع ما الذي يقدمه، أو لا يفهم ما يقوله، أو لا يستطيع إيصال ما يجب إيصاله، وهناك إعلاميون وإعلاميات مشهورون لا يعطون وقتاً لضيوفهم ليتحدثوا، فيسألون ويجيبون بنفس الوقت، وكأنهم أحضروا الضيف فقط ليتفرج عليه الناس.

هل مررتِ بفترة أصبتِ خلالها بالغرور؟
لا، ربما أحياناً أفرح كثيراً بمقابلة أجريتها، وأقول لنفسي برافو لأنني إستطعت إجراء مقابلة جميلة جداً.

وإن كنتُ أريد أن أقول لك برافو، على ماذا أقولها؟
إن كنت لا ترى أني أستأهل برافو لماذا تجري معي هذا اللقاء؟

إذا إستضفتِ سياسياً وإستفزك، هل تظهرين إنتماءك السياسي على العلن؟
أميل إلى خط سياسي معين، ولكني لست متحزبة، وأنا أتحداك وأتحدى كل مستمع يستطيع أن يعرف إنتمائي السياسي من خلال سماعه المقابلات التي أجريها. إستضفت سياسيين من مختلف الأحزاب، ولم يعرف أحد منهم إن كنت معه في نفس الخط السياسي أو ضده.

ما هي المواضيع التي تطرحينها مع ضيوفك السياسيين، خصوصاً أن MBS إذاعة غير سياسية؟
نتحدث في الأمور الحياتية والإجتماعية والثقافية، وفي القليل من السياسة.

هل تخصصتِ في لغة العيون ولغة الجسد لتكشفي كذب بعض السياسين خلال إجاباتهم على أسئلتك؟
من حق الضيف أن يتحدث بالطريقة التي يريدها، ولكني أبقى مصرة على الوصول معه إلى ما أريد، وذلك ربما لأجعله يغير وجهة نظره أو لأظهر أنه لا يقول الحقيقة.

في حال أصبحت رين رحال وزيرة الإعلام، ما هي وسائل الإعلام التي ستغليقينها؟ ومن هم الإعلاميون الذين ستوقفينهم عن العمل؟
سؤالك شرير جداً (متفاجئة وضاحكة)، أنا لست مخوّلة بأن أحكم ما هي وسائل الإعلام الإعلامية التي يجب إغلاقها، أو الإعلاميين الذين يجب أن يتوقفوا عن العمل، ولكن أظن أنه كنسبة هناك 50 بالمائة جيد، و50 بالمائة سيئ.

في الختام، ما هي أمنياتك بالعام 2021؟
أشكرك صديقي على هذا اللقاء، وأشكر رئيسة التحرير الصديقة هلا المر، وأتمنى الصحة لكل الناس، وأن ينتهي فيروس كورونا، وأن نعود لحياتنا الطبيعية، ولوضعنا الإقتصادي المستقر.