هادي الجيار ممثل مصري من مواليد 15 تشرين الأول/أكتوبر عام 1949، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة، مطلع سبعينيات القرن الماضي، وأوّل ما عرفه الجمهور بدور "لطفي" في مسرحية "مدرسة المشاغبين" الشهيرة، والتي عرضت لأول مرة عام 1973.
في رصيده الفني ما يزيد عن الـ200 عمل، تنوعت بين المسرح، الإذاعة، السينما والتلفزيون.
"مدرسة المشاغبين" مفصل هام في مسيرته الفنية
تخرّجهادي الجياربتقدير إمتياز من المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان من المفترض أن يشارك في أول عمل تلفزيوني مع عادل إمام
والمخرج محمد فاضل، لكن لم يتم الأمر، ليعرض عليه إمام العمل مع فرقة "المتحدين" في العرض المسرحي "مدرسة المشاغبين"، التي كتبها علي سالم، وأخرجها جلال الشرقاوي.وافق وسط إنتقادات من أصدقائه وزملاء دراسته، ذلك لأن فرقة "المتحدين" كانت معروفة باللون الكوميدي، في الوقت الذي كان يتسم فيه هادي بين زملائه بالجدية، فنصحوه بالعمل في المسارح الأخرى، ومنها "القومي" أو "مسرح الحكيم"، لكنه تحدى هذه الإنتقادات، وقدّم شخصية "لطفي" في "مدرسة المشاغبين".
ووسط الكم الهائل من الإفيهات الكوميدية، التي كان يطلقها الممثلون المشاركون في "مدرسة المشاغبين"، وجد نفسه حائراً لا يستطيع الإندماج، فقدّم إستقالته، ولكن الممثل الراحل عبد المنعم مدبولي أقنعه بالعدول عنها، ونصحه بأن التمثيل "فن عمل اللا ممكن وتحدي المستحيل"، فعاد إلى زملائه وحقق نجاحاً كبيراً، وكان يحصل على أجر شهري 15 جنيهاً مصرياً.
ولذا يمكن اعتبار مسرحية "مدرسة المشاغبين"، مفصلاً هاماً في مسيرة هادي الجيار الفنية، رسخت إسمه بين أهم الممثلين في مصر.
أعماله
شاركهادي الجيارفي العديد من المسرحيات أيضاً، ومنها "أولادنا في لندن"، "القاهرة في ألف عام"، "السفيرة عزيزة"، وبعدها دخل عالم التلفزيون ومن أشهر مسلسلاته "العصيان"، "السيرة الهلالية"، "الملك فاروق"، "أدهم الشرقاوي"، "كفر دلهاب".
أما سينمائياً، فشارك في أفلام عديدة، بدأها في عقد السبعينيات من خلال أفلام "لمن تشرق الشمس"، "شلة المشاغبين"، "بائعة الحب"، "عذراء ولكن"، وفي الثمانينيات شارك في أفلام "إنقاذ ما يمكن إنقاذه"، "رحلة المشاغبين"، "انتهى التحقيق"، كما شارك في التسعينيات والألفية الجديدة في العديد من الأفلام، منها "جيل آخر زمن"، "كل شيء قبل أن ينتهي العمر"، "رحلة المشاغبين"، "من أطلق هذه الرصاصة؟".
وكان آخر ظهور درامي لـهادي الجيار، في مسلسل "شديد الخطورة"، الذي عرض على إحدى المنصات الالكترونية، من بطولة أحمد العوضي، وشارك قبله في مسلسل "ولدالغلابة"، من بطولة أحمد السقا.
وكان الظهور السينمائي الأخير له، من خلال فيلم "صابر غوغل"، الذي شارك فيه بمشهد واحد فقط، نظراً لصداقته مع مخرج الفيلم محمد حمدي.
عاتب أحمد زكي ثم ندم
كشفهادي الجيارفي العديد من المقابلات،عن بعض كواليس العمل في مسرحية "مدرسة المشاغبين"، وعن أمر ندم عليه بسبب الممثل المصري الراحل أحمد زكي.
قبل سنوات طويلة وخلال استضافة أحمد زكي في التلفزيون المصري، عرض تقرير يتحدث فيه عدد من الزملاء عن نجم السينما وقتها أحمد زكي، وكان من بينهم هادي الجيار، الذي إختار أن يذكر زميله بالعهد الذي قطعه على نفسه وقت مشاركتهم معا في مدرسة المشاغبين، وأكد الجيار أنه وقت تواجدهم معاً الغرفة نفسها أثناء تقديم المسرحية، شعر زكي أن هذه المجموعة سيكون لها شأن آخر، وذلك بعد أن صار المارة يستوقفونهم في الشوارع من أجل التحية، وبات البعض يعرفهم.
وقتها أخبره زكي أن المستقبل سيناديهم، ولكنه طلب من المجموعة طلباً هاماً قائلاً: "اللي يطلع مننا ياخد بإيد التاني"، وهو الوعد الذي قرر الجيار أن يذكر به زكي وقتها، في إشارة إلى كونه صار نجماً سينمائياً، ولم ينفذ وعده.
ليرد زكي على ما ذكره زميله، مؤكداً أن المخرج هو قائد العمل، وبالتالي لا يستطيع أن يفرض عليه إختيار ممثل بعينه، ولكن في حال طلب منه المخرج أن يقوم بترشيح ممثل، وقتها سيرشح زملاءه.
ويبدو أنهادي الجيارندم على تلك الكلمات بعد مرور سنوات، وهو ما ظهر في إستضافته بأحد البرامج قبيل رحيله، فكان يشعر بالحزن وهو يتحدث عن هذه الواقعة، ويطلب تجاوزها في بعض الأحيان، خصوصاً أن الموقف كان عابراً، ولم يقوموا بالتوقيع على وثيقة وقت أن شاركوا في المسرحية، حتى يظل الحديث عن الوعد الذي لم ينفذه زكي مستمراً.
رحيله الصادم بـ فيروس كورونا
شكّلت وفاةهادي الجياريوم 10 كانون الثاني/يناير عام 2020، صدمة للوسط الفني في مصر، بعد معاناة صحية إثر إصابته بفيروس كورونا، فاقمها أن لديه تاريخاً مرضياً مع ضيق التنفس، إلى جانب عملية قلب مفتوح أجراها سابقاً، ما أدى في النهاية الى خسارته معركته مع الفيروس.
