عرف بتقديمه اللون الكلاسيكي الرومانسي وأبدع به، أداؤه وصوته كانا كفيلين في استقطاب جمهور كبير له، على الرغم من أنه شقَّ طريقه بنفسه من دون مساعدة أحد.

يزن السعيد جمع بين الموهبة والصوت الجميل والشخصية المحترمة المثقفة، وفاجأنا أخيراً بطرحه أغنية "الماضي" التي تختلف عن كل ما قدمه في السابق، فكان لموقع "الفن" حديث مشوق معه لمعرفة مستجدات أعماله.

طرحت في الفترة الماضية أغنيتين مختلفتين عن بعضهما البعض، وهما "اللالي" و"الماضي" : الأولى تشبهك بمعنى أنها مصرية فيها إيقاع، أما أغنية "الماضي" فهي مختلفة عن كل الأعمال التي سبق وقدمتها... أخبرنا قليلاً عن هذين العملين..
العملان مختلفان كثيراً عن بعضهما البعض: "اللالي": أغنية إيقاعية مصرية من ألحان مدين وكلمات هشام صادق، هذه الأغنية تشبه كثيراً أغنيات التسعينيات لكن مع إضافة أجواء للإيقاع. أما أغنية "الماضي" فهي تعاون كنا نخطط له منذ 3 أشهر مع فنان هولندي، كان يسمع أغنياتي على أحد التطبيقات الموسيقية فتواصل معي وسمعت أعماله التي تجذب المراهقين، على عكس أغنياتي التي كانت موجهة الى الجيل الأكبر، عندها قررت أن أوسع القاعدة التي تستمع لأغانيّ وتعاونت مع Mr Choco الذي حضّر الأغنية بفترة شهر فقط، فأرسلها إلي وأحببت الموسيقى لكنني اضطررت أن أكتب كلمات مقاطعي في الأغنية، لأنه لا يمكن ترجمة ما كتبه هو فكلماته كانت جريئة.
هذه الأغنية هي استراحة لي من كل ما قدمته سابقاً، خصوصاً أنه يتم التعريف عني بأن ما يغلب على فني هو الطابع الكلاسيكي والرومانسي، وأنا أحب هذا الكلام لكنني أريد الاقتراب من الشباب وأن لا أصنف في خانة واحدة.

على أي أساس وافقت على التعاون مع Mr Choco الذي لا تعرفه سابقاً؟
صحيح أنني لم أكن أعرفه، لكنني استغليت الأشهر الثلاثة التي مرت منذ أن تواصلنا لأراقبه قليلاً، وأرى كيف يعمل وكيف يتفاعل الناس معه. في العادة عندما يقرر الفنان أن يقدم ديو مع فنان آخر، فهو يختاره على أساس أن يضيف له من ناحية الانتشار أو الخبرة، لكنني أحببت أن أكسر هذه القاعدة مع Mr Choco، خصوصاً أن كلاً منا في بداية مشواره الفني، أما الإختلاف هنا فهو أن العمل هولندي أي أن اللغة جديدة عن ما سمعناه قبلاً. وقريباً ستصدر النسخة الثانية منها وستكون هولندية مع مشاركتي باللغة العربية، إذ إن هدفي من الموضوع كان التنوع ومفاجأة الناس.

في أغنية "الماضي" انت كتبت الكلمات علماً أنها ليست المرة الأولى التي تكتب فيها أعمالك لكن هذه المرة لم تكن باللهجة المصرية بل كانت أكثر باللهجة البيضاء القريبة أكثر من الأردن ولبنان ماذا تقول عن هذه التجربة؟
سبق وكتبت العديد من الأغنيات باللهجة اللبنانية لكنني لم أطرحها، ومع العمر يدرك الفنان أن الكلام ممكن أن يكون أقوى، بالنسبة لأغنية الماضي، استوحيت الموضوع من النسخة الهولندية التي تكلمت عن الحبيبة السابقة التي يهمها مصالحها، مما يعكس الواقع في لبنان والعالم العربي أيضاً، من دون التعميم طبعاً، لكن الفكرة هي تسليط الضوء على الاشخاص الذين يبحثون عن تحسين حياتهم من خلال الشريك لذا يكون الحب بالنسبة لهم في المرتبة الثانية.

سألتك سابقاً عن سبب عدم غنائك باللهجة اللبنانية وقلت لي وقتها إنك لم تجد الأغنية المناسبة علماً أن هناك العديد من الشعراء والملحنين المهمين في الوسط؟
صحيح تواصلت مع العديد منهم وأرسلوا لي بعض الأعمال، لكن المشكلة أن هناك تكراراً كثيراً عن أعمال سبق وطُرحت في الأسواق، وأنا أحب أن أتميّز لا أن تكون أعمالي نسخة عن فنان آخر، كما أن هناك العديد من الأغنياتالتي طرحها غيري من الفنانين، وكانت قد عرضت علي من قبل ولم أقبلها. أنا لا أفكر كثيراً في الأغنية، إما أن أحبها وأسجلها بسرعة، أو أرفضها مثل أغنية "ميّلي" التي سمعتها وسجلتها في أقل من 24 ساعة.

أية أغنية من أغنياتك شعرت أنها نالت أصداء إيجابية أكثر من غيرها؟
لو سئلت هذا السؤال من قبل كنت سأقول "بانو"، لكنني الآن أرى تفاعلاً كبيراً على أغنية "في البدايات" المعروفة في العراق وإيران وأربيل، و"اللالي" التي لا زالت في قائمة الأغنيات الأكثر استماعاً في مصر حتى اليوم.

كوّنت قاعدة جماهيرية كبيرة في مصر وركّزت على الأعمال المصرية، ألا تظن أنه من الأفضل أن يكون مكان إقامتك في مصر بدلاً من دبي؟
قبل انتشار فيروس كورونا، كان معظم وقتي في مصر وكنت قد قررت أن أعيش في عمّان لكي أكون قريباً من عائلتي، وفي الوقت نفسه قريباً من بيروت لكن الأمور تعطلت في ما بعد.
بالنسبة للإقامة في مصر فإنها ليست سهلة، والموضوع لم يعد مرتبطاً بمكان الفنان، فحين تنتشر أغنيته يطلب إلى المهرجان، ويمكنه أن يتنقل من بلد إلى آخر إذ أن الأمر يتوقف على حسن تسويق العمل لانتشاره.

تكلمت عن مشكلة الانتشار لكن لماذا لم تشارك في برنامج للمواهب لتسهيل الأمور عليك؟
في عام 2006 شاركت في برنامج "ستار أكاديمي"، وقُبلت وطُلبت للكاستينغ مرة ثانية وكنت تحديدا في الموسم الذي شارك فيه بسمة بوسيل ومحمد باش ولارا اسكندر، وكنت سأكون ضمن الطلاب المقبولين في البرنامج، لكنتوفي وقتها زوج شقيقتي وكان قريباً جداً مني، فاضطررت أن أنسحب مع أن وديع أبي عقل نصحني بالتفكير في الموضوع. كما أنني كنت سأشارك في برنامج "ذا فويس" أيضاً لكن الأمر لم يحصل، وعُرضت علي المشاركة كذلك في برنامج مواهب وتم التواصل معي من قسم الانتاج، وضمنوا لي وصولي إلى النهائيات من دون أن أحقق اللقب لأنه سبق أن ربح أردني اللقب من قبل.
برامج المواهب لها تكتيكها الخاص، تختار عدداً من المواهب وتركّز في النهاية على الرابح الذي عليه أن يكمل المشوار لاحقاً، فمثلا الفنان جوزيف عطية أحبه كثيراً لأنه نجح في ستار أكاديمي وشق طريقه بنفسه بعد البرنامج، ولم يتكل على حصوله على اللقب، بل تعب على نفسه وبقي على طبيعته ولا زال متواضعاً.

تعرضت لهجوم من قبل معجبي الفنان محمد حماقي بسبب بوستر أغنيته "هو دا حبيبي" التي تشبه بوستر أغنيتك "تحلى الايام" قبل أن توضح وتؤكد أن عملك طرح في الأسواق قبل عام من أغنية حماقي فهل عاد وتواصل أحد معك من جهة الفنان المصري أو اعتذر؟
فكرة البوستر هي لي ولفريق عملي، ولا يجوز أن يتم تغيير بعض التفاصيل بها وإعادة استخدامها، وللأسف ليس هناك "copyrights" حقوق نشر على البوستر لتحصيل حقوق صاحب الفكرة. لم أرد على الهجوم الذي حصل لكنني تواصلت مع مدير أعمال الفنان محمد حماقي بكل إحترام حول الموضوع، وأوضحت له الفكرة منعاً منالمقارنة، لكنه لم يرد ولم يهتم . أخبرت الموضوع للـ "creative director" فتواصل هو أيضاً مع مدير أعمال حماقي ولم يرد أحد، لكنه تواصل مع الجهة المنفذة للمشروع وهنا بدأ الحديث والهجوم علي. لم يكن هدفي تحقيق شهرة من خلال محمد حماقي، وأعلم أن لا ذنب له ولو كنت مكانه كنت لأسأل من قبل عن تفاصيل الفكرة ومن صممها، لأنهم طبعاً عرضوا عليه صورة البوستر الخاص بي لتوضيح فكرة التصوير.

ماذا تحضّر من مشاريع جديدة؟
أحضّر أغنية عراقية رومانسية وفيها إحساس عالٍ، من كلمات وألحان سيف الفارس الذي تعاون مع العديد من النجوم، منهم سيف نبيل، إضافة إلى أغنية "باجي مرة" التي كنت أخطط لتصويرها.

كلمة أخيرة
أريد أن أنوّه أنك من أكثر الصحافيين الذين أرتاح في المقابلة معهم، وأقدّر دعمك المتواصل لي.