وأضافت : "فكر ... انصف ... واعدل .. فمن أحلى أسماءك ... العادل ...
حاتم راحل ؟
رحل ، يرحل ... فهو راحل ...
كم هذا التصريف سافل ...
فلتمت اللغة إذن... إن كان الرثاء فعلا يوميا حاصل ....
ولمن ؟ لحاتم ؟!!
أيا حاتم ...
أليس هناك مزحة ، أصغر ؟
أيها الرفيق ...
ولدت ، وعشت ، ومت
وحيدا ... خائفا
حتى من الفرح ...
حتى في النجاح ... خائف ...
والآن ؟
أما زلت كما كنت ؟
أما آن لك أن تطمئن ؟
وأما آن لروحك أن تعيش ؟
دعها تعيش .. ياحاتم
دعها الآن ....
تحلق ...
وانزع عنك كل مخاوفك
وانفض أغلالك وسلاسلك ...
وحلق ...
فلا أحد مثلك ...
وعظيم هو إرثك ...
وأرجوك ...
ألا تلتفت إلينا ... ولا تأبه لأوجاعنا
وكل ذلك الألم الذي خلفه غيابك ...
واجعل من دموعنا ... بحرا محيطا لانهاية له ،
تطير فوقه وتعلو وتعلو ...
وصدق ولو لمرة ما أنت ...
وما أجملك أنت ، وأغلاك أنت ...
وأغتر ...ولو لمرة
إن علمت أن الأمل بعدك قاحل ...
واغتر إن علمت أنك أضحيت تقويما ...
فنهاية العام هو رحيلك
وأول العام ...
كنت أنت بداية العام
وكنت أنت رأس السنة ...
فالشام رمت الأضواء والألوان ...
واكتفت بك ...
زينت ترابها بجسدك
وضمتك .....
فمباركة أرض الشام ...
ونحن ضممنا ذكرياتنا
التي لم ولن تموت ...
في الشام ... ياحاتم ...
على طول الأيام"