لأنها مدينة الفرح والسلام، أصرت بلدية زحلة، المعلقة وتعنايل أن تتحدى كل الظروف الصعبة التي يمر بها اللبنانيون هذا العام، فأطلقت نشاط "زحلة ترنم"، بالتعاون مع جوقات وكنائس المدينة، ومن بين الجوقات التي شاركت في هذا النشاط، جوقة "نسروتو" بقيادة الأب مروان غانم، والتابعة لجمعية "نسروتو"، فأحيت الجوقة رسيتالاً ميلادياً في كنيسة مار يوسف في حوش الأمراء، يوم الأحد 20 كانون الأول، ورسيتالاً آخر يوم الإثنين 21 كانون الأول في كنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس في حي الميدان، ورسيتالاً ثالثاً يوم الأربعاء 23 كانون الأول في كنيسة رعية مار الياس الحي في وادي العرائش، والذي كان الرسيتال الأخير لهذا العام لجوقة "نسروتو"، علت فيه أصوات المرنمين التي مجدت الرب، فغلبت اليأس بالرجاء وكسرت الحزن بالفرح، بحضور عضو مجلس بلدية زحلة، المعلقة وتعنايل فيليب ملحم.


قدمت الرسيتال رئيسة تحرير موقع "الفن" الإعلامية هلا المر، التي قالت :"عندما نكون رعية الأب مروان غانم في وادي العرائش تكون فرحتنا كبيرة، وعلى الرغم من أني أرافق نسروتو منذ عشرين عاماً، إلا أنني أبهر بأصوات المرنمين الملائكية عاماً بعد عام، فهم يوقظون الحب في قلبي، والتبشير في صوتي، التبشير بأن يسوع آتٍ ليحمل لنا الكثير من الفرح. الأرض قدمت ليسوع المغارة، الرعيان قدموا له الزيارة والمجوس قدموا له الهدايا، العذراء مريم قدمت له الحنان ومار يوسف قدم له الحماية، ونحن ماذا سنقدم ليسوع؟ هذا السؤال الذي يجول في عقولنا عندما نسمع ترانيم الميلاد الجميلة".


وأضافت :"هناك صلاة في القداس الماروني تقول "إجعل يا رب ما يؤذينا ويُخسّرنا يتحوّل إلى ما يُفيدنا وينفعنا"، هل فكرتم مرة إن كان فيروس كورونا ممكن أن ينفعنا؟، ربما مع المسيح وبسبب كورونا، نبتعد عن الخطيئة، والزنا، وممكن أن نفكر مرتين قبل أن نرتكب خطيئة، وألا نعطي أو نتلقى قبلة يهوذا، أما بالنسبة لإنفجار مرفأ بيروت، فهو يفيدنا في أن نمشي على طريق الجلجلة مع يسوع، الذي سار على هذه الطريق وتعمّد بالدم، ولبنان يتعمد بالدم لأنه من دون المعمودية لا نصل إلى القيامة".
وتابعت المر :"أطلب منكم أن تصلوا على نية كل أم بكت بسبب خسارتها أولادها ولبست اللون الأسود حداداً عليهم، وكل صبية خسرت خطيبها، وكل شاب خسر حبيبته، وكل أخ خسر أخوته، وكل من فقد عزيزاً في إنفجار مرفأ بيروت، فلنصلي لهم، لعل قلوبهم المليئة بالدم والنار ترتاح قليلاً، ففي هذه الظروف الصعبة، إن كنا لا نستطيع أن نشتري هدايا، فلتكن هديتكم صلاة والتي هي أغلى بكثير من كل الماديات الموجودة".


وبدأت جوقة "نسروتو" بأداء أجمل الترانيم والأغنيات الميلادية، والتي نقلتنا بأصوات أعضائها إلى عالم مليء بالمحبة مع ولادة الطفل، فعلت أصوات الفرح التي لا تفقد الأمل بقيامة وطن قدره مواجهة الأزمات المتفرقة بإستمرار، وقدر أهله أن يدفعوا ثمن أخطاء لم يرتكبوها.

وتضمن الرسيتال :

تعظم نفسي الرب

هبط جبرائيل، أداء ريما سعادة الترك

حُيّيت يا مريم

الشكر لمن ولد في المغارة

المجد لك أيها المسيح، أداء كوين كيوان

أيها الطفل في مذود، أداء ريما سعادة الترك

ميلادك أيها المسيح

بين أرض وسماء

رجاء الكون وافانا بتقنية الأربعة أصوات

Joy to the World بتقنية الأربعة أصوات

Les Angesdansnoscampagnes بتقنية الأربعة أصوات.

عطونا الطفولة، أداء ليتيسيا

ليلة الميلاد بتقنية الأربعة أصوات

روح زورهن ببيتهن

ليلة عيد

We wish you a Merry Christmas

ولد المسيح هللويا، أداء ريما سعادة الترك

رافق المرنمين عزفاً على الأورغ روجيه كرموش، وعلى الفلوت جينيفر معقّر، هندسة صوت ميشال عشقوتي.

موقع "الفن" كانت له هذه الكلمات الخاصة.

رئيس جمعية "نسروتو" الأب مروان غانم قال :"كانت تجربة جميلة جداً لجوقة نسروتو هذا العام ضمن نشاط "زحلة ترنم"، فرحنا كثيراً، رغم أن هناك تحدياً كبيراً وهو تحدي فيروس كورونا، فأنا لا زلت أسأل نفسي كيف إستطعنا أن نحيي ثلاثة رسيتالات في ظل إنتشار هذا الوباء. ولأن هناك إصابات كثيرة بين أعضاء الجوقة، والذين أتمنى لهم الشفاء العاجل، اضطررنا في اللحظات الأخيرة، إلى أن نغيّر برنامج هذا الرسيتال لكي لا نلغيه، والحمد لله كان الرسيتال موفقاً".
وعما يميز الرسيتال الذي تحييه جوقة "نسروتو" في رعيته عن الرسيتال الذي تحييه الجوقة خارج هذه الرعية، قال :"هذه رعيتي بالنهاية، وأنا في بيتي، ولست ذاهباً إلى بيت شخص آخر، ورعية وادي العرائش مميزة جداً في أبرشية زحلة المارونية، إن كان بأهلها أو بشعبها، وبقرب الناس من الكاهن ومحبتهم وإحترامهم له، وأنا أفتخر بأن أكون كاهن هذه الرعية".

مديرة جوقة "نسروتو" ريما سعادة الترك، قالت :"رسيتالات جوقة نسروتو كانت رائعة هذا العام، تحت نشاط "زحلة ترنم"، وما يميز هذا الرسيتال هو الجو العائلي إذ إن الرعية تُعتبر عائلة واحدة، وكل الترانيم نقدمها من صميم قلوبنا لهذه الرعية التي نحبها كثيراً".
وأضافت :"هذا العام كان هناك نقص في حضور المؤمنين، خصوصاً وأن العديد منهم مصابون بفيروس كورونا، وكنا نتمنى أن يكون الجميع حاضرين لنصلي معاً ولنعيش كلنا بالفرح، فالناس هذا العام مضغوطون كثيراً لأنهم يعانون من الأزمة الإقتصادية وأزمة فيروس كورونا، عدا عن البطالة والضغوط النفسية، فكنا نريد أن يتذكروا معنى العيد، والرجاء والمحبة، ونحن صلينا على نيتهم".