كان لعيد الميلاد هذا العام طعم مغاير، خصوصاً بعد إنفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 آب/أغسطس الماضي، فتغيرت أشياء كثيرة، وفقدت المناسبات السعيدة رونقها الجميل وخسرت خيرة شبابها.


وقبيل الميلاد ببضعة أيام، إنتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي والقنوات التلفزيونية، دعاية تجسّد مشهد العائلة الجالسة تنتظر وصول "بابا نويل"، وبعد دخوله المنزل وذهابه لطفلة لإعطائها هدية العيد، ولأنها إعتادت أن يكون "بابا نويل" والدها شربل كرم، الذي قضى في إنفجار المرفأ، فتكشف عن وجهه لترى أن "بابا نويل" هو والدتها كارلين حتي، فتغص الأم وتضم الطفلة إليها، لنرى بذلة فوج الإطفاء معلّقة.
هذا المشهد معبر وقاسٍ، فالأم حلّت مكان الأب، والفكرة إنطلقت من الظلم الذي تعيشه عائلات كثيرة فقدت أبناءها وأقاربها في هذه الكارثة الإنسانية، ولعدم السكوت عن الظلم المستشري في لبنان، خصوصاً عند هذه العائلة التي يمرّ عليها عيد الميلاد هذا العام، وقد فقدت 3 أفراد من عائلتها في الإنفجار، وهم شربل كرم ونجيب وشربل حتّي.
الدعاية تحمل العديد من الرسائل الإنسانية، والتي تكرّم ولو قليلاً ضحايا الإنفجار، فالأم كارلين لبست جزمة "بابا نويل" جزمة شربل وشربل ونجيب، وأخذت على عاتقها دور الأب والأم والأخ، لتخفيف الحقيقة المرة عن الطفلة، ولكن لا يمكن إخفاء الحقيقة لوقت طويل، ومن هنا كان مشهد الطفلة وهي تسأل عن والدها المتخفي بثياب العيد، بالإضافة إلى تذكير الناس، الذين لم ينسوا ولو للحظة واحدة هذه المأساة، التي تعيشها عائلات الضحايا جراء هذا الظلم.