أبدعت في كل الأدوار التي أدتها، سواء في الإذاعة أو المسرح أو التلفزيون أو السينما، لأنها إمتلكت مقومات التمثيل بجدارة متناهية، غير ذلك فهي إمرأة ذات ملامح تصلح لكل الشخصيات، فقدمت شخصيات الأم والزوجة والحبيبة، لتعبر عن أحاسيس شخصياتها وتترك أثراً فيناً جميعاً، فضلاً عن صدقها مع كل من حولها، فرسمت صورة جميلة لدى الجميع وحازت احترامهم، وتالياً كونت شخصية متميزة في حياتها الفنية والخاصة.

تمتلك ملامح جميلة ممزوجة بنوع من الحزن الرقيق، مما ساعدها على تقديم التراجيديا، لكنها لم تقبل أن تحصر نفسها في تلك الأدوار، فقدمت العديد من الشخصيات المتنوعة.

عائلة فنية عريقة

ولدت الممثلة السورية ملك سكر في 27 كانون الأول/ديسمبر عام 1946، وتوفيت في 18 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1992، عن عمر 46 عاماً، بعد إصابتها بمرض السرطان، علماً أنها بقيت وفية للشاشة لما قبل عام من وفاتها، تاركة خلفها إرثاً كبيراً وعدداً لا يحصى من الأعمال الفنية.

هي زوجة المخرج السوري علاء الدين كوكش، الذي توفي يوم 6 كانون الأول/ديسمبر عام 2020، وإبنتهما الممثلة المعتزلة سمر كوكش، وشقيقتيها الممثلتين أمل سكر وألفت سكر.

بداياتها

إنطلقت ملك سكر من المسرح والتلفزيون، حتى سرقتها السينما وحققت شهرتها وتسارعت القلوب وخفقت بحبها كباراً وصغاراً، وهي صاحبة القلب الطيب والمخلص.

وكان لها حضوراً مميزاً في التلفزيون والمسرح، وقد عملت مع معظم المخرجين السوريين، وكانت من أشهر الممثلات في السينما والدراما التلفزيونية في سبعينيات وثمانينيات وأوائل تسعينيات القرن الماضي.

وكان للأخوة قنوع حصة كبيرة في بداية مسيرتها، وبعدهم محمود جبر، وغسان جبري وسليم قطايا وزوجها علاء الدين كوكش.

دخلت عالم الطفل من خلال برامج مخصصة لهذه الفئة العمرية، ومن ثم ظهرت على المسرح وهي في عمر العشرين، ولها في هذا المجال أهم الأعمال السورية، نذكر منها عرض "المتنافسون" 1966 مع الأخوين قنوع، و"ضيعة تشرين" 1974 في دور "زينة"، من تأليف محمد الماغوط وبطولة وإخراج دريد لحام.

أعمالها

شاركت ملك سكر في عدد كبير من المسلسلات، ومنها "أبو كامل" و"الخشخاش" عام 1991، و"تجارب عائلية" عام 1981 و"أسعد الوراق" عام 1975، "الهجرة إلى الوطن" و"أيام البركة" عام 1987 و"ذئب السيسبان" عام 1986 و"حصاد السنين" عام 1985 و"المجنون طليقاً" عام 1984 و"الوحوش والمصباح" عام 1982 و"الهراس" و"طائر الأيام العجيبة" عام 1981 و"حارة الملح" عام 1980 و"غداً تزهر الأرض" عام 1979 و"بنت البادية" عام 1978 و"ساري" عام 1977 و"أولاد بلدي" عام 1971.

وفي السينما شاركت في أولى بطولاتها في فيلم "عقد اللولو" عام 1964، إلى جانب صباح، فهد بلان، دريد لحام ونهاد قلعي.

كما شاركت ملك سكر في الكثير من الأفلام الشهيرة، منها "حسناء وأربع عيون" و"لا وقت للدموع" عام 1975 و"هاوي مشاكل" عام 1974 و"رحلة حب" و"زواج بالإكراه" عام 1972 و"جسر الأشرار" عام 1971 و"المراية" عام 1970 و"انتصار المنهزم" عام 1967 و"الجبابرة" عام 1965 و"عتاب".

توأم نادية لطفي وشبيهة مارلين مونرو

تحدث الممثل والمخرج السوري مظهر الحكيم عن ملك سكر، فكتب في إحدى الصحف: "ملك نموذج خاص، أذكر حياتها من البداية إلى النهاية، كم قلقت، عانت وكم فرحت وكم تعذبت وكم مرضت وكم ساعدت وكم ابتعدت وكم وقفت صلبة قوية وكم تخاذلت وكم انصدمت، ولكنها بحقيقة نفسها كانت تأمل دائماً أن يستعيد الوسط الفني عافيته ويسترد مكانته لما تعرض من مواقف وترهات ومنافسات من بعض الحاسدين والطامعين".

وأورد انفصالها عن زوجها فقال: "كان افتراقها عن علاء صدمة قوية، عانت كثيراً وابتعدت وزهدت وصداقاتها قلت، واختصرت على الأحبة فقط، وأعمالها تقلصت ولكن حبها لم يقل لحظة من المقربين منها، إنها ملك الرقيقة ابنة الريف الجميل ملك الجميلة الشهمة التي كانت التوأم لناديا لطفي في الفترة التي عملت بها في مصر، والتي شبهوها بنجمات هوليوود ومنهن مارلين مونرو".