"Meheret" فيلم لبناني توعوي لقضية إجتماعية إنسانية أخلاقية حساسة جداً، يمكن أن نطلق على هذه القضية تعريفاً بأنها نوع جديد من أنواع "العبودية" التي تختبئ خلف من تُطلق عليهن تسمية "عاملات المنازل".


Meheret هي سيدة أثيوبية أتت إلى لبنان من أجل العمل وجمع المال للعودة إلى بلدها وإكمال دراسة إبنتها التي تركتها هناك، ولكن ظروف العمل هنا وضعتها في مواجهة العديد من المصاعب، وخصوصاً بعد تدهور الوضع الإقتصادي والمعيشي في لبنان بسبب الظروف التي يمرّ بها البلد، وتحديداً إنقطاع الدولار وإرتفاع سعر صرفه مقابل الليرة اللبنانية، ما وضع معظم العائلات في وضع صعب، وصولاً إلى كارثة إنفجار مرفأ بيروت، التي لم تفرّق بين لبناني وأجنبي، بين غني وفقير، وبين طفل وشاب ومسنّ، فالكل كان ضحية إهمال وفساد وإجرام هذه السلطة الفاشلة.
هذا الفيلم على مدة 70 دقيقة، نقل واقعا موجودا وليس في لبنان فقط، إلا أنه في المقابل إختصر بشكل مجحف شريحة واسعة من العائلات اللبنانية التي ترفض كل أشكال العنف والظلم والإهانة بحق أي إنسان، مهما كانت جنسيته أو لونه أو عرقه أو دينه أو مستواه الإجتماعي، فعرض لنا الفيلم حالات لا إنسانية ولا أخلاقية من قبل بعض العائلات التي مارست أشكالاً مختلفة من الظلم على Meheret، وفي المقابل كانت الممثلة كارين رزق الله الوحيدة التي مثلت المرأة والعائلة اللبنانية بشكل عام، المحبة والإنسانية والمثقفة والواعية والحضارية، التي إحتضنت Meheret كإنسانة لها حقوقها وعليها واجباتها.
هذه المشاهد الجميلة لبيروت التي أبدع في تصويرها وإخراجها المخرج اللبناني فادي حداد، وهذا الأداء المؤثر والحقيقي لكل الممثلين الذين شاركوا في الفيلم، من كارين إلى إيلي متري ومارينال سركيس وغريتا عون وجورج حران وسلطان ديب، والبطلة جينيت إبيرا بونسا التي لعبت دور Meheret، كان الأجدى إكمالها بصورة إيجابية لما هي عليه شريحة الناس التي تم إختصارها كثيراً في الفيلم، والتي لا تقل ولا يجب أن تقل أهمية عن أي إنسان آخر مهما علا شأنه ومكانته.