وصل انتشار فيروس كورونا إلى أوجّه في لبنان بتخطي أعداد الإصابات الـ 1500 إصابة في اليوم الواحد.

حالة هلع، وإقفال تام للنوادي الليلية. وسط هذا الإقفال، لا بديل عند معظم اللبنانيين، ومن بينهم الفنانين، الذين وجدوا في إنشاء مطعم أو نادٍ ليلي فرصة لكسب لقمة عيشهم والعيش الكريم. وفي جولة سريعة مع أبرز الفنانين، استطعنا أن نحصي ردود أفعالهم على هذا الإقفال وتأثيره عليهم.

ميشال قزي​​​​​​​ كان لديه مطعم يحيي فيه برنامجاً ساهراً، ولكنه شاء أن يقفل أبوابه بعد تدهور الأوضاع في لبنان وتردي الوضع الإقتصادي، يقول لموقع الفن: "لقد أقفلت المطعم منذ أن انطلقت الثورة، ولم أنتظر الإقفال العام بسبب فيروس كورونا، ونقص من عمري عمر".

​​​​​​​لكن هل من بديل؟ ميشال فاضل وبعيداً عن الإيجابية، عبر عن تشاؤمه من الظروف التي تحيط بنا والأزمات المتتالية، وأكد أن حبه الكبير للبنان جعله يخوض تجربة الإستثمار فيه بمركز خاص للسهر "O" و"Dieze"، ولكنه أقفل الo قبل انتشار فيروس كورونا، بسبب الإقتصاد المتدهور في لبنان وتفاقم أزمة الدولار، فأصبح سعر بطاقة الدخول للشخص الواحد باهظاً جداً. هذا الى جانب تكفل ميشال براتب أكثر من 60 موسيقياً و40 موظفاً في المطعم. وأكد أنه في هذه الفترة من حياته، لا يستطيع أن يخاطر مجدداً في مستقبله، ويضع استثماره في بلد آخر من دون الهجرة إليه تماماً، فبين دبي ومصر والسعودية وفرنسا يجول البلدان خلال 4 ساعات في الطائرة. ويشير ميشال الى أن همه الأول اليوم هو أن يؤمن عملاً للعاملين لديه، إذ أقفل أبواب "O" في 4 كانون الثاني/يناير، وقال :"في رأس السنة 2021 سأكون خارج لبنان، لأن الأوضاع الراهنة تدفعني إلى ذلك، وأنا لا أتقبل فكرة الغناء والعزف وعلى بعد كيلومترات سقط العديد من الضحايا. سأكون في مصر وسآخذ معي العاملين في المطعم". إلى جانب ذلك، افتتح في كانون الثاني/يناير فرعاً آخر في السعودية، وأخذ معه حوالى الـ 90 شخصاً للعمل في السعودية وهو سعيد بذلك. ويعمل حاليا للإنتقال الى بلدان إقتصادها ثابت.

​​​​​​​كارلوس بعد أن كان يغني في Volume، وصف لبنان بحالة يرثى لها، خصوصاً في قطاع السهر، وأشار إلى أن الأزمة بدأت منذ سنة، ولا ​​​​​​​يزال هذا القطاع يعاني في 2020 مع توالي الأزمات واحدة تلوى الأخرى، كورونا وانفجار وأزمة دولار. وقال :"بالنسبة لي أتبع خطة ثانية، إذ أقوم بالسفر الى خارج لبنان لإنشاء حفلات في الإمارات وحيث يحضنون المشايخ أهال بلدهم، ورغم إقفال جميع الدول ترى أن أبواب الإمارات مفتوحة". وأضاف :"أتمنى أن تنتهي هذه الظروف على خير في لبنان، لأنه مهما عملنا في الخارج، يبقى الأساس في لبنان، وأرجو أن يتم وضع خطة مناسبة لحل الأزمة، وأتمنى الخير للبنان وشعبه".

​​​​​​​مجد موصللي تحدث لموقع "الفن" قائلاً: "في الوقت الحالي، وطالما أن مصير البلد غير معروف بين الإقفال ومنع السهر والأعراس والحفلات، يصبح الأمل معدوماً. وضاع الأمل بلبنان السياحي والفرح والسهر. الى جانب أزمة الدولار والأزمة المالية والإقتصادية، أنا وكثيرون من فناني الصف الأول، مجبرين على السفر لنعمل خارج لبنان، لأنه لدينا مسؤوليات تجاه أولادنا وعائلاتنا، ومجبرين على تأمين حياتنا المستقبلية".
وعن احتمال عودة هذا الأمل، قال إنه ليس في الوقت القريب ولا حتى في الأيام المقبلة، لكن لا يوجد أزمة إلا وستمرّ.
وأضاف :"القطاع الفني والسهر والملاهي ونحن مدمرون بالوقت الحالي، ويتطلب الأمر وقتاً لنعود ونقف من جديد، ولنجمع ما بقي من رواد السهر الذين يحبوننا".


أمام الرؤية الضبابية في تحديد المصير والمستقبل في لبنان بعد الأزمات والدمار، يجد بعض الفنانين السفر والعمل في الخارج السبيل الوحيد للنهوض من الكارثة، وتأمين رواتب العاملين معهم. فبين الفتح والإقفال، عائلات تبحث عن لقمة عيشها، وليس من مستجيب.