داليا داغر إعلامية لبنانية، ومقدمة برامج عبر محطة OTV اللبنانية، أطلقت جمعية "سطوح بيروت"، التي تقوم من خلالها بمساعدة المحتاجين، وتطلق الجمعية اليوم، وللسنة الثامنة على التوالي، حملة "Telethon2020"، لمساعدة عائلات وأفراد يعانون من حالات مرضية وظروف إنسانية وإجتماعية قاسية.


وفي هذه المقابلة مع موقع "الفن"، تحدثت داليا عن تفاصيل هذه الحملة.

بداية ما الرسالة والأهداف التي تحملها حملة Telethon2020 عبر "سطوح بيروت"؟
"Telethon2020" من سطوح بيروت، حملة نقوم بها بالنسخة الثامنة، إذ إننا منذ 8 سنوات وحتى اليوم، نخوض حملة تبرعات تزامناً مع عيد الميلاد، نجمعها عبر التلفزيون وكل وسائل التواصل، في حضور ضيوف من مختلف الإنتماءات والطوائف والمهن، ويساعدوننا في جمع التبرعات لحالات فقيرة جداً، وتعاني من مشاكل صحية.
أصبح موعد الحملة على مر السنوات ثابتاً كل سنة، ومنذ حوالى الـ 4 سنوات، تحول البرنامج الذي أطلق حملة لـ"Telethon"، "سطوح بيروت" إلى جمعية لها العديد من الإهتمامات، والتي ازدادت مع الوقت.
العام الحالي شكل عاماً مفصلياً في حياتنا، عدا عن التحدي الذي واجه الحملة عام 2019، مع أحداث ثورة 17 تشرين، والتي تلاها الانقسام العمودي بالبلد، خصوصاً وأن المحطة التي بثينا من خلالها تعتبر مُسيّسة، وكان تحدياً كبيراً لنا، خصوصاً وأن البعض من المواطنين إتخذوا توجهات معينة، ومن الصعب جمعهم على قناة واحدة تعتبر مُسيّسة، لكننا وبالرغم من هذا التحدي، نجحنا وإستطعنا في "Telethon 2019" جمع المبلغ المطلوب، وتوقعنا أنه وككل سنة بعد جمع التبرعات سنعقد مؤتمراً صحفياً تدلي فيه الحالات التي تمت مساعدتها بشهادة حياة، لكن الأوضاع التي صادفت إنطلاقا من كورونا والحجر والانهيار الإقتصادي، شغلتنا في أمور آخرى، وفعلت وجودنا على أرض الواقع أكثر ورفع من مسؤوليتنا، فقمنا بحملة تبرعات لصناديق غذائية، ووزعنا حوالى الـ20 ألف صندوق غذائي بمساعدة المواطنين من كافة الأراضي اللبنانية، ولجأت إلينا العديد من العائلات التي طلبت مونة، وقمنا بالتالي بشراء مونة أخضعناها للاختبار، وأطلقنا مبادرة "كتر خيرك" التي تأتي بالمونة من نساء، بهدف إفادتهن.
من جهة أخرى، حلت كارثة إنفجار مرفأ بيروت على اللبنانيين، وأصبحت مساعدة المتضررين جزءاً من مهماتنا، منهم عائلات كانت أساساً محتاجة، فقمنا بترميم أكثر من 50 بيتاً بشكل كامل، من أصغر التفاصيل إلى أكبرها، وكان لدينا تنويه من الجيش اللبناني الذي ساعدنا، وأشار عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي، إلى أننا كنا من أكثر الجمعيات التي إلتزمت بعملها.
أما بما يتعلق بحملة "Telethon" لهذه السنة، فكنا في البداية مترددين في خوض الحملة، خصوصاً أن المواطنين في ظل هذه الظروف مرهقون، والجهات الداعمة التي كانت تساهم معنا تضررت جراء الإنفجار، أو تعمل لمساعدة متضررين، لكن العدد الكبير لطالبي المساعدة دفع بنا للعودة عن قرارنا، والعمل على تقديم المساعدة لحوالى الـ1500 عائلة، بمبلغ مليون ليرة لبنانية لكل منها، لغاية آخر شهر كانون الثاني/يناير، إضافة إلى تقديم المساعدة لـ9 حالات غير الـ1500 حالة، تحتاج مساعدة ولديها متطلبات كبيرة، عدا عن معاناتها من مشاكل صحية تتطلب الكثير من الأدوية.

الأوضاع المتردية اليوم في البلد، سببت عوز الكثيرين، خصوصاً وأن البعض فقدوا أعمالهم، هل من تخطيط لتمديد حملة المساعدة لفترة أطول؟
طبعاً، حددنا اليوم وحصرنا العدد في 1500 حالة فقط، لكن في حال تأمنت لنا مساعدات إضافية سنستمر بهذا العمل، ولا شك أن هناك الكثير من الأيادي الخيرة بالرغم من الظروف الصعبة، وقد إستطعنا بعد مدة قصيرة من إطلاق الحملة الحالية مساعدة حوالى الـ30 عائلة، حتى قبل بث الحملة عبر سطوح بيروت. بالإضافة إلى ذلك، نقدم إلى جانب المساعدات المادية، مساعدات عينية، منها ثياب، مواد غذائية، ألعاب، وعملنا في المساعدة سيبقى مستمراً، وسنبقى على مساعدة الجميع من دون الأخذ بعين الإعتبار لأية طائفة أو عقيدة إنتموا.

هل من جهات رسمية مساهمة في هذا العمل؟
لا جهات رسمية ولا غير رسمية داعمة لنا في هذه الحملة، وهذه السنة من أصعب السنوات التي عملت فيها، وشركات الإتصالات التي ساعدتنا ودعمتنا مسبقاً لم تقدم المساعدة في هذه الحملة لعدم توفر سيولة كافية، لكن شركة OMT تقدم هذا العام جزءاً من التسهيلات في تحصيل المبالغ، خصوصاً في ظل عرقلات المصارف.

ما دور الإعلام اليوم في المساعدة بهذه الحملة؟
أرغب بأن نبث هذا العمل الخيري على كافة الوسائل الإعلامية، لكن كل قناة تنظر للأمور من زاوية معينة، إلا أنه لا شك بأن في الحملة العديد من الإعلاميين من مختلف القنوات، إضافة إلى فنانين وممثلين ورجال أعمال من كافة الإنتماءات. من جهة أخرى الكثير من الوسائل الإعلامية ساهمت في الإضاءة على الحملة، ويشكل دعم الوسائل الإعلامية دوراً مهماً جداً.

كلمة أخيرة؟
أتمنى أن يبقى عنوان هذه الحملة "الإنسانية تجمعنا"، وأن نمسك أيادي بعضنا البعض، في هذه الظروف الصعبة، وأن نساعد بعضنا البعض من دون تمييز، وبعيداً عن إنتماءات المحتاجين.
أذكر أن الإثنين في 21 كانون الأول ستنطلق الحملة عند الساعة الخامسة.