بعدأن أصبحت وجهاً مميزاً في النشرات الإخبارية على شاشة "أم تي في"، جاء برنامج "صارو مية" الوثائقي الترفيهي ليتوّج نبيلة عواد مقدمة برامج إستثنائية ووجهاً إعلامياً يوحي بالثقة والمصداقية خصوصا أن أكثر ما يجعلها مرتبطة في هذه المحطة هو التوافق في القناعات والتوجهات بينهما.

تحقق نبيلة عواد نجاحاً كبيراً في برنامج "صارو مية" وتشكل عنصراً جاذباً للمشاهد لمتابعة الحلقات، عن مشاركتها في العمل تحدثنا مع نبيلة في هذا اللقاء.

كيف تم العمل على برنامج "صارو ميّة"؟
الجهد الأكبر كان لجان نخول إذ اهتم بالإعداد، لكنني ساعدت في بعض الأمور التقنية، وأيضاً في جمع الأرشيف بتوجيهات منه، كما أنني قمت ببعض التعديلات على النصّ بما يخص الجزء الخاص بي.
الحمد لله نجح العمل كثيراً بمجهود كبير جداً.

ما رأيك بردود فعل المشاهدين؟
اللبنانيون كانوا في حاجة الى هذا النوع من البرامج الثقافية، الوثائقية، التاريخية، لنجمع من خلالها أرشيفنا. لم نتطرق الى الأمور السياسية فقط، إنما تطرقنا أيضاً إلى الأمور الفنية والثقافية.
ردود الفعل من الناس كانت جميلة جداً، والدّليل أن اللبنانيين يحبون مشاهدة برامج تحمل مضموناً، ولا يهتمون فقط في الترفيه والسهر.

ما هي الصعوبات التي واجهتكم لإنجاز هذا البرنامج الوثائقي الضخم؟
هناك صعوبة كبيرة في جمع الأرشيف والصور، واختصار 100 عام، واختيار الأمور المهمة فيها، إذ لم نختر أفضل 100 شخصية، بل اخترنا أكثر 100 شخصية علّمت في التاريخ.

ما هي أكثر الأحداث التي أثرت بك في "صارو ميّة"؟
عموماً أكثر ما أثر بي هو أننا لا نزال نتحسر على لبنان الجميل في الستينيات والسبعينيات وما قبل الحرب، ولا نزال نبكي على أيام الحرب، وفي الوقت نفسه لسنا قادرين، حتى اليوم، على الخروج من زمن الحرب، لا بل نتّجه نحو أيام أكثر سوءاً.
محزن جداً أن نشاهد تاريخ لبنان الجميل، ونتحسر عليه، ونبكي على أيام الحرب، ونحن لم نتعلّم شيئاً منها.

ما هي الرسالة الهادفة من هذا البرنامج؟
يجب أن نستنتج أن لبنان رغم كل الظروف، استطاع أن يطبع في العالم، وأن التعايش والتنوع أفادانا، وكانا نقطة إيجابية لمصلحة لبنان، وحين لم نستفد من هذا التنوّع، كنا نعاني من الصراعات والخلافات، واليوم يجب أن نتعلم من تلك الـ"100 سنة" أنه يجب أن نستفيد من اختلافاتنا وتنوعنا وطوائفنا وانتماءاتنا ومذاهبنا لإغناء هذا البلد، وليس لتدميره.

كيف تلخصين هذا البرنامج بـ 10 كلمات؟
اغتيالات، جمال لبنان، نهضة الستينيات، رفع إسم لبنان في عدة بلدان، شخصيات مؤثرة، فنانون برزوا في الوطن العربي، الفيلم اللبناني والسينما اللبنانية، المرأة اللبنانية ودورها، فيروز.

ما هي برأيك أبرز 10 شخصيات علّمت في التاريخ؟​​​​​​​
أبرز 10 شخصيات بالنسبة لي هي كمال جنبلاط، كميل شمعون، فؤاد شهاب، بشير الجميّل، البطريرك صفير، رفيق الحريري، السيّد حسن نصر الله، الإمام موسى الصدر، جبران خليل جبران وفيروز.​​​​​​​

هل كنتم تخططون لإنجاز جزء ثانٍ من "صارو ميّة" أم أن نجاح الجزء الأوّل دفعكم إلى ذلك؟​​​​​​​
لم نكن نخطط لجزءٍ ثانٍ، ولم نكن نعلم حقيقة ردود الفعل من اللبنانيين، كثيرون قالوا لنا إن المشاهد سيملّ من وثائقي مؤلف من 13 حلقة، لكن العكس كان صحيحاً، وهذا يعود الى النمط السريع الذي اتّبعه جان نخول في إعداد الحلقات، من خلال التحدّث عن 100 حدث في حلقة واحدة، وسرعة الانتقال من حدث إلى آخر، والمواضيع المختارة مفيدة للمشاهد، وتكسر حاجز الملل، فقرّرنا التوسع أكثر في جزءٍ ثانٍ.

ماذا عن الجزء الثاني من "صارو ميّة"؟
نستعد لتحضيره، وسيكون لي دور أكبر في تحضير الحلقات والإعداد، لأن عدد الحلقات سيكون أكثر وخلال وقت أقلّ، إذ سيتضمن هذا الجزء 14 حلقة، وسيحتوي على محاور دينية وعربية وفنية وسياسية، وسنتطرق أيضاً إلى الهندسة المعمارية.

لاحظنا إهتمامك بإطلالتك في الحلقات لتتناسق مع المحتوى المطروح، كيف اخترتِ ملابسك؟ ومن ساعدك؟
أفضّل الأزياء الكلاسيكية، وهذا النوع من البرامج يوضع في الأرشيف، وقد يشاهده الناس بعد سنوات عديدة، لذلك فضلت اعتماد الأزياء الكلاسيكية لأن البرنامج لا يموت مع مرور الزمن، وسيظل ينال إعجاب المشاهدين. فاستعنت ببدلات رجالية من تصميم بودي ديب، وبفساتين من تصميم أنطوان قارح، والتي حضّرها خلال يومين فقط.

اتخذت الـ"Mtv" قرارات عديدة، في الفترة الأخيرة، ضدّ السلطة الحاكمة، وكنتِ أنتِ في الواجهة لتعلني عنها في النشرات الإخبارية، كيف واجهتِ ردة فعل المشاهدين؟
لقد نلت نصيبي من الإنتقادات السلبية على مواقع التواصل الإجتماعي، ولا أنكر أن هذه المقدمات تتناسب مع قناعاتي، وكمحطة واجهنا هجوماً كبيراًً وهُددنا بالإقفال، ولكننا لم نتعود يوماً على أن نسكت أو نساوم عليها، ولذلك أنا متمسكة بالبقاء في الـMtv.

ألم تتلقي عروضاً من محطات عربية؟​​​​​​​
تلقيت العديد من العروض، ولا أزال أتلقى عروضاً كثيرة، لكن حتى الآن، لست مستعدة لترك الـMtv.

عملتِ لفترة في Sky News Arabia، لماذا عدتِ إلى لبنان؟
في Sky News Arabia اكتسبت خبرة واسعة، لكن تعلقي بلبنان وأهلي جعلني أعود لأستقرّ في بلدي.

ظهورك على شاشة Mtv منحك شهرة واسعة، كيف تصفين ردود فعل الناس عندما يلتقون بك، وماذا يقولون لك؟
الحمد لله، الذين يحبوني هم أكثر من الذين لا يحبوني، وأحب ردة فعلهم عندما يلتقون بي ويسلمون عليّ، وأكثر ما يطلبونه مني هو أن لا أغيّر شيئاً في وجهي.


ألن تخضعي لعمليات تجميل؟
حالياً لا، لكن حين أتقدم في العمر سأحاول أن أجري القليل منها.

اختمي المقابلة على طريقتك.
أتمنى للبنان صفحة أمل، على الرغم من أن العديد من اللبنانيين يختارون الهجرة، ومنهم إعلاميون نخسرهم، أتمنى أن يعود الإقتصاد لينمو من جديد، وتصبح الأوضاع أفضل حتى يبقى الجميع في لبنان.