حقق الجزء الرابع من مسلسل "الهيبة"، بعنوان "الهيبة الرد"، نقلةً نوعيّة بالأحداث ومسار سردها، ويُعتبر من أكثر أجزاء المسلسل إثارة وتشويقاً، من حيث الإخراج والتمثيل والإنتاج المبهر لشركة "صباح إخوان".


وفي هذا الجزء إستطاع بطله الممثل السوري تيم حسن، الذي يجسد شخصية "جبل شيخ الجبل"، التنويع في أدائه، وإظهار قدراته العالية كممثل محترف، حتى ضمن الدور الواحد.

نجد تيم واثقاً من قدراته التمثيلية العالية، وكاريزما واضحة، وأصبحت جُمله التي رددها في الأجزاء الأربعة من المسلسل، ومنها "ما تهكلو للهم"، "منتهية"، "رميا ع الله"، "فرج"، "ثبات"، "معلشا"، متداولة أكثر على لسان المتابعين والجمهور، فإنتشرت الكثير من الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعي، والتي تظهر الشباب وهم يقلدونه، إن كان بمظهره أو بحركات جسمه أو بتعابيره، ليكرس نفسه حالة جماهيرية.
وعلى الرغم من أن الإيقاع في الحلقات الأولى كان بطيئاً، لكن القصة كانت محبوكة بشكل ممتع جداً، والتشويق كان حاضراً إلى أعلى درجات الجرأة، خصوصاً في الحلقات الأخيرة، والتي إشتد فيها الصراع بين "جبل شيخ الجبل" و"نمر السعيد"، الذي جسد شخصيته الممثل اللبناني عادل كرم، متقناً دور الشرير بكل تفاصيله وتعابيره.
كان التناغم بين "جبل" و"نمر" كبيراً جداً في المشاهد التي جمعتهما، وأظهرا بشكل حقيقي إصرارهما على المواجهة الشرسة، وهذا إتضح جلياً في الحلقة الأخيرة التي يثأر فيها جبل من نمر ويقتله، بعد تهديده له بإذلاله في ساحة "الهيبة" والتشفي من أهل القرية، إنتقاماً لوالده، فكانت نهاية حتمية ومرضية إنتصرت فيها الكرامة على الإجرام.

الحلقة الأخيرة زادت من منسوب التشويق، وأبدع فيها المخرج سامر البرقاوي في نقل مشاهد المعارك الدامية بين جبل وجماعته ونمر وجماعته، فلعب على وتر "الأدرينالين" لدى المشاهد، الذي كان يتصاعد مع كل مشهد، وخلق ذلك إبهاراً لا مثيل له.
ولا يمكن أن ننسى سحر المشاهد المشتركة بين "جبل" ووالدته (ناهد عمران)، التي تجسد شخصيتها الممثلة السورية القديرة منى واصف، فنشعر أن اللقاء بين أم وإبن بمنتهى الجبروت بالأداء والتناغم الدرامي، فمنى واصف تتربع على عرشها كمدرسة للأجيال القادمة.
ومع نهاية الجزء الرابع، كان التشويق سيد الموقف أيضاً، مع الإعلان عن التحضير للجزء الخامس، والذي ربما يخبئ لنا مصير "رانيا عمران"، إبنة خال "جبل"، والتي جسدت شخصيتها الممثلة السورية ديمة قندلفت، وذلك بعد إصابتها في الحلقة الأخيرة من الجزء الرابع، نتيجة إطلاق "نمر" النار عليها، والغموض الذي تركه سامر البرقاوي حول مصيرها.
وكان إختيار مجموعة الكُتّاب وهم سامر نصر الله، سعيد سرحان، أحمد قصّار، وسيم قزق ويزن طربية، لكتابة وتأليف الجزء الرابع مساهمة أساسية في نجاحه، ما يسلّط الضوء على أهمية العمل الجماعي لناحية الكتابة في الأعمال الدرامية.
في الجزء الرابع، شاهدنا تحولاً جذرياً في شخصية "جبل" بطريقة تفكيره وتعامله مع أهله والمحيطين به، كما في نظرته إلى أساليب مواجهة أعدائه، وإصراره وعناده على عدم التفريط بكرامته وكرامة أهله و"الهيبة"، وعدم الرضوخ لأعدائه، فما الذي تخبئه شركة "صباح إخوان" للمشاهدين في الجزء الخامس؟