بعد أكثر من 20 عاماً على مسيرة إعلامية مليئة بالنجاحات ما بين لبنان والعالم العربي، قررت الإعلامية اللبنانية يمنى شري أن تخوض مجال التمثيل كممثلة محترفة صاحبة خبرة، فشاركت مؤخراً في عملين تمثيليين، الأول مسلسل "الباشا" والثاني مسلسل "هند خانم" الذي يعرض حالياً، فلماذا قررت خوض هذه التجربة اليوم؟ وهل تخاف من أن يقال عنها دخيلة على مجال التمثيل؟
ومن ناحية أخرى، كان لنا حديث مع يمنى في هذه المقابلة التي أجريناها معها في الكثير من المواضيع، منها تعليقها السلبي على حلقة الإعلامي تمام بليق التي إستضاف فيها رملاء نكد، إضافة إلى تعليقها على أزمة الفنان المصري محمد رمضان، والجدل الذي أثير مؤخراً بين الفنانتين اللبنانيتين إليسا ونانسي عجرم حول من هي نجمة مواقع التواصل الأولى.

كيف هي أصداء مسلسل "هند خانم"، وكيف كانت تجربتك فيه؟
أصداء المسلسل ممتازة، وطبعاً دائماً هناك ملاحظات، وأنا مع الملاحظات التي توصل إلى مكان، أي الملاحظات الواضحة، ومن أجمل الأمور التي أسمعها عن المسلسل أنه واقعي، ويطرح قضايا قد تحصل في كثير من البيوت، وشخصيات العمل موجودة في لبنان، وبين البشر بشكل عام، فهذه الواقعية جعلت الناس يتابعون المسلسل ويتعلمون دروساً منه.
ومن أجمل الأمور التي أسمعها أيضاً عن المسلسل أنه عمل متكامل، فهناك مسلسلات تشاهدها تراها جميلة، ولكنها بعيدة عن الواقع، أما "هند خانم" فهو يحاكي البشر في المجتمعات، والقضايا والنفسيات، وكل شيء بالمشكلة والحل.

بالنسبة لشخصيتك "شيرين" في المسلسل، ما الذي شجعك على خوض هذه التجربة؟
بدايةً قراءة النص كانت مرحلة، والتصوير مرحلة، وظروف المرحلة كانت مراحل، والنتيجة مرحلة، فللمرة الأولى في حياتي أقسم العمل الذي أقوم به إلى مراحل، فبعد أكثر من 20 عاماً في العمل بالمجال الإعلامي، لم يمرّ عليّ عمل إستطعت أن أقسمه إلى هذه المراحل، وكل مرحلة لها طعم ولون ولذة.
لناحية قراءة النص في البداية، وجدت الشخصية عفوية، قوية ليس بمعنى أنها تحارب وتغضب، بل القوة في أنها تشبهني في التعاطي مع الأمور، والإيجابية بالتعاطي، فالقوة ليست دائماً بالعضلات والصراخ، فالقوة التي أريد أن أنشرها هي أن الإيجابية قوة، والفرح قوة والأمر قوة، والإبتسامة قوة، والحب قوة، فهذا النوع من القوة يشبه يمنى شري كثيراً.

وبالنسبة للتصوير، فطبعاً إستمتعت، مع العلم أنني نجوت من موت محتّم بسبب تعرضي للسقوط عن السلالم، وصودف أننا كنا نصوّر في ظل ظروف صعبة، ما جلعنا منهكين، ليس من ساعات التصوير الطويلة، بل من الأجواء السائدة في البلد.

شاركتِ في مسلسل "الباشا"، وكان هناك حديث عن جزءٍ ثانٍ من العمل، أين أصبح هذا الجزء؟ وهل ستشاركين فيه؟
صحيح هناك جزء جديد، ولكن ظروف البلد أخرّت العمل عليه، إذ إن "هند خانم" كان من المفروض أن يعرض في شهر تشرين الثاني الماضي، وأن ينطلق العمل على "الباشا" ليكون جاهزاً من أجل عرضه في رمضان المقبل.
ولكن ما أستطيع تأكيده، هو أن هناك جزءاً جديداً، وليس معلوماً بعد إن كنت سأشارك فيه، فذلك بحسب الظروف.

قررتِ خوض مجال التمثيل بعد مدة طويلة من الظهور على التلفزيون وأمام الكاميرا كإعلامية، هل تخافين من أن يقال عنك دخيلة على هذا المجال، كما يقال عن ملكات الجمال؟
أنا تأخرت فقط من أجل حسم هذا الإتهام ولأنهي هذا الجدل، فأنا دخلت هذا المجال بعد أن حققت النضج والإنتشار والقدرة المهنية، لأن التمثيل ليس بالأمر السهل.
فالشخص الذي يخوض الفن يُعرض عليه الكثير من المجالات فيه، منها الدعايات والتمثيل والغناء الذي كانت لي تجربة فيه من خلال مشاركتي في برنامج "ديو المشاهير"، والتي كانت إنطلاقاً من تجربتي السابقة كأناشيد فرح قدمتها لبرامجي، والكل يعرف أن صوتي جميل وأؤدي بشكل صحيح، وقد عرضت عليّ الكثير من الأغنيات والأعمال التمثيلية والسينمائية، وكلها كانت في البداية أفكاراً غريبة ومرعبة بالنسبة لي، وكنت مترددة بالنسبة لها، ولو خضتها حينها لكنت قدمتها حتماً بنجاح أقل من الآن، لأن الخبرة القليلة والتردد يسبب لك الأخطاء.

إنتقدتِ الإعلامي اللبناني تمام بليق بسبب إستضافته رملاء نكد في برنامجه "مع تمام".
السوشيال ميديا أعطت لكل شخص فرصة لأن يصبح مشهوراً، إن كان لديه قبول أو لا، وإن كان يحترم الحد الأدنى من المقومات الأخلاقية والإنسانية أو لا يحترمها، وأنا هنا لا أريد أن أتحدث عن معايير المهنة، بل هناك معايير أخلاقية وإنسانية يجب التقيّد بالحد الأدنى منها، وأنا ضدّ أن نساهم في نشر هذه الثقافة.
أنا كتبت أنني حزينة عليه وعليها، عليها لأن ما كنت أشاهده "تعتير"، وحزنت على تمام لأنه يعتقد أن هذه المادة تحقق حضوراً وإنتشاراً، مع العلم أنه من الإعلاميين العصاميين وعمل بجهد على نفسه، وأنا عندما توجهت في تغريدتي له بالقول "صديقي" فهذا لم يكن عن عبث، بل لأقول إن هذا رأيي مع محبتي له.
وهناك شيء لم أكتبه، سأقوله في هذه المقابلة، وهو أن تمام كان مؤذياً في الحلقة، إذ إنه كان يمارس التنمّر على رملاء، التي كانت تبدو بدور الضعيفة، ولا أعتقد أنها على درجة من الوعي والثقافة لتدافع عن نفسها.

برأيك أن رملاء نكد لا تمثّل المعايير الأخلاقية والإنسانية؟
كلا ليس هنا الموضوع، فهي حرّة، ولكن صيغة "خالف تُعرف" أصبحت خطيرة، فهي كانت "خالف تُعرف" بلون شعر مثلاً أو كلمة نافرة، أما اليوم فأصبحت معممة.
وأنا أقول إن مسؤولية الإعلام هنا هي أن يعتمد أسلوب التجاهل وعدم نشر أمور لا تحترم الحد الأدنى من المعايير الإنسانية والأخلاقية.
رملاء تمثل نفسها، وتخرج كثيراً عن هذه المعايير، هي وغيرها، وأنا بطبيعة الحال لا أتابع أخبارها، والمرة الأولى التي تعرفت فيها عليها كانت عندما إستضافها الإعلامي نيشان.

ما تعليقك على أزمة الفنان المصري محمد رمضان بعد إنتشار صوره مع فنانين إسرائيليين، وإيقافه عن التمثيل إلى حين التحقيق معه، وإلغاء مسلسله لشهر رمضان المقبل؟
أنا كلبنانية لا أستطيع التحدث عن قانون وحرية بلد آخر، ولاسيما في ما يتعلق بأزمة محمد رمضان التي هي من المواضيع الساخنة جداً اليوم، ولكن ما أعلمه أن المصريين على الرغم من التطبيع الموجود، فهم يفكرون على هذا النحو (رافضين لمفهوم التطبيع)، كما في الأردن، إلى درجة أنسى فيها أن هذه الدول مطبعة مع إسرائيل.
ومن هنا، ومن خلال معرفتي بمصر لم أستغرب ردة الفعل، ولكن أنا أستغرب إستغراب رمضان، فهو من هذا البلد.

ولكنه برر بأنه لم يكن على علم بهوية الفنانين، هل تقتنعين بهذا التبرير؟
أنا لست حكماً، ولكن من الممكن أن يخطئ الإنسان.

حصلت مؤخراً ضجة كبيرة بين الفنانة اللبنانية إليسا وزميلتها الفنانة اللبنانية نانسي عجرم بسبب "من هي النجمة الأكثر متابعة على السوشيال ميديا؟" ما رأيك؟
هذا أمر سخيف، وتحديداً في هذه الظروف، وأنا كلبنانية أفتخر بهما كثيراً، ولهذا لم أعلق حينها على الموضوع، لأنني كلبنانية شعرت بالخجل.

هل من أعمال جديدة تحضرين لها في الوقت الحالي؟
نعم، بدأت قراءة أكثر من عمل، ولكني بحاجة إلى مزاج جيّد لكي أنطلق فعلياً، إضافة إلى أعمال إعلامية وإعلانية جديدة.