قصة الحب التي جمعت الممثلين المصريين ليلى مراد وأنور وجدي، لا زالت حتى اليوم رواية تجذب القراء والجمهور، لأنها تعكس الواقع المرير الذي قد تعيشه أي إمراة، تحب الرجل الخطأ.

ففعلاً لم يكن أنور الرجل المناسب لكي يكون زوج ليلى، التي أحبته كثيراً، لكنها في الوقت نفسه عاشت معاناة كبيرة معه.

التعارف

مثل معظم الثنائيات في الوسط الفني، تعرفت ليلى مراد على زميلها أنور وجدي عام 1947، وذلك ضمن عملهما في فيلم "أنا قلبي دليلي"، الذي حقق نجاحاً كبيراً.

ويروي العاملون في كواليس الفيلم أن المشهد الذي أشعل الحب بينهم، هو حين رقصا على أغنية "أنا قلبي دليلي" التابعة للعمل، من كلمات أبو السعود الإبياري، وألحان محمد القصبجي.

رقصة واحدة كانت كفيلة في إشعال الحب بينهما، فتطوّرت علاقتهما من مجرد زميلين الى حبيبين، وتقرّبا بسرعة من بعضهما، حتى قررا الزواج وذلك بعد أن صدمها أنور العديد من المرات بمغازلته لها، وطلبه أن تكون زوجته.

الزواج

بعد فترة أصبحت قصة حب أنور وجدي وليلى مراد حديث الوسط الفني، فكان معها ويشجعها وعندها أدركت أنه قد يكون الشريك الذي تتمناه، خصوصاً أنه لن يمنعها من الغناء والتمثيل ولن يطلب منها أن تعتزل على عكس حبيبها السابق، الذي رفض الإرتباط بها، إلا في حال إعتزلت فرفضت الأمر بسبب الوضع المادي، وإجبارها على إعالة إخوتها.

إرتبطت ليلى بأنور وأصبحت تعامله على أنه خطيبها، حتى إتخذا قرار الزواج، وصدما بذلك الجميع خصوصا أن أنور كان معروفاً أنه يحب مواعدة النساء.

فاجأت ليلى مراد الجمهور بإعتناقها الدين الإسلامي، وذلك أثناء زواجها من أنور وجدي، وذلك في عام 1946 بمشيخة الأزهر، وكانت أيضاً من الفنانات اللواتي ترددن على الشيخ محمد متولي الشعراوي، وواظبت على الإستماع لدروسه.

الغيرة تشعل الخلافات

بعد فترة من الزواج، بدأت تشتد الخلافات بينهما، وذلك بسبب غيرة أنور وجدي من ليلى مراد ،ففي أحد الأيام عرض المنتج أحمد سالم دور بطولة لفيلم جديد من إنتاجه وبطولته أيضاً، فوافقت ليلى على العرض الذي كان مهماً ويرضي طموحها، لكن أنور حاول تخريب هذا العرض، وراح يستفز المنتج أحمد سالم، إلا أنه وليلى أصرا على المضي في الفيلم.

بعد إتفاق ليلى وسالم على الفيلم، غادر أنور المنزل الزوجي وغاب لأسابيع طالباً من ليلى التراجع عن الدور وفسخ العقد حتى يعود، لكن سالم كان أسرع وقام بحملة إعلانية للترويج للفيلم، ورفض طلب ليلى بفسخ التعاقد.

طلّقها من أجل "الكمّون"

عاد أنور وجدي إلى المنزل بعد فترة، إلا أن حياتهما الزوجية لم تعد كما كانت، حتى أنه كان يخلق أي مشكلة بينهما لأي سبب، حتى لو كان غير مهم.

وقال المقربون من ليلى إنها بإحدى المرات وبينما هي نائمة، إستيقظت على صوت أنور في المطبخ، فخرجت ورأت الأطباق تتصاعد، فسألت الفنان اللبناني محمد البكار، الذي كان موجوداً عندهما سبب غضب أنور، فرد الأخير وهو يصرخ: "البيت مفيهوش كمون يا ست هانم"، فقالت: "طب وإيه يعني يا أنور، نبعت نشتري!"، فصرخ: "وإيه يعني.. طب انتي طالق يا ليلى!". وخرجت ليلى في تلك الليلة من منزلها، وأصبحت مطلقة لأول مرة.

وكشف أنور وجدي تعاسته معها، وقال إن أكبر غلطة إرتكبها في حياته أنه تزوج من ليلى مراد، وأضاف: "إن غلطتي أنني تزوجت من نجمة مشهورة تعتقد أنها أشهر مني.. تزوجت من إمرأة عنيدة تعتقد أنها ليست بحاجة إلى أموالي، وقامت بيننا خلافات".

عودتهما وطلاقهما مرة جديدة

عاد الثنائي مرة جديدة الى بعضهما البعض في محاولة لتحسين العلاقة، إلا أنها توترت مجدداً، لكن الطلاق الذي حصل ولم تتراجع عنه ليلى هو حين عرفت بخيانته لها.

وفي التفاصيل أن أنور وجدي تعرّف على فتاة فرنسية وإرتبط بها، وحين علمت ليلى مراد بالأمر، قررت أن تفاجئه في المنزل الذي إستأجره للفتاة، وعندما رأته معها تقدّمت نحوهما، وأصرت على أن تصطحبهما إلى العشاء، وتعاملت مع الفتاة برقي وتحضر شديدين أدهشا أنور، بعدها ذهبت إلى المنزل وحزمت حقائبها، وإتجهت إلى غرفة المكتب حيث أمضى أنور ليلته، وقالت له: "أنا مبسوطة يا أنور إني كسبت الرهان، كل الناس كانوا بيقوللي أنك ما بتعرفش تحب غير نفسك، وأنا كنت برد وأقول لا أنور عنده قلب وبيعرف يحب"، ثم أخذت حقيبتها، وغادرت المنزل بشكل نهائي.