في الذكرى السادسة لرحيل الأسطورة الشحرورة صباح التي صادفت منذ أيام، لم يكن لهذا اليوم الحزين بالنسبة للفن ككل، الوقع الذي تستحقه الشحرورة، فببساطة صباح تستحق المزيد والمزيد.

لم يكن عدد الفنانين الذين استذكروها او تحدثوا عنها كثر، قلة منهم قد احيا ذكراها او تغنى بها بعد وفاتها، بالوقت الذي غنى فيه معظمهم أغنياتها واشتهروا بها خلال مسيرتهم الفنية، وحققوا نجاحاً بطريقة أو بأخرى بفضلها وبفضل فنها العظيم.

وللتنويه، فقد ترأس كاهن رعية سيدة الوردية في كفرشيما الخوري شربل ديب، قداسا إلهيا لمناسبة الذكرى السادسة لرحيل صباح، كما جرت العادة كل سنة، في كنيسة سيدة الوردية الأثرية، في حضور أفراد عائلتها ومحبيها وأصدقائها.

وركزت العظة على مسيرة الشحرورة صباح "التي امتلكت صوتا طربيا وجبليا فريدا، وكانت صاحبة أطول أوف مميزة بالإبداع".

إلا ان معظم النجوم وكذلك معظم وسائل الاعلام المرئية والمسموعة كانوا قد قصّروا تجاه هذه الفنانة التي وهبت حياتها للفن، ودعمت كل من حولها وأعطتهم من قلبها، من دون أن تنتظر منهم أي شيء. وهكذا هم الكبار يرحلون ولا ترحل عطاءاتهم، يفارقوننا ولا يفارقنا كرمهم، وهكذا هم العظماء يرحلون بالجسد ويخلدون ببصمتهم، وصباح على رأسهم.

بإسمنا وبإسم الشعب اللبناني، نعتذر منك يا أسطورة، فدولتنا غائبة عن اعطائنا أدنى حققونا ونحن على قيد الحياة، فما بالك من حقوق الراحلين؟!

يا حلوة لبنان التي غنته بأجمل صوت، ورسمته بأجمل لوحة وأعطته كل حياتها، من قلبنا نعتذر لصباحنا، فالوفاء أصبح عملة نادرة في أيامنا هذه.