رغم أن الانتشار والنجاح هما هدف كل فنان، سواء كان مخضرماً أو مبتدئاً، إلا أن النجاح نفسه، وفي بعض الأحيان، قد يحمّل صاحبه مسؤولية كبيرة قد توصله إلى مأزق وتكرار، ومحاولات عديدة غير مجدية.


ظهر بالسنوات الأخيرة "فنانو الأغنية الواحدة"، وهم الذين أصدروا أغنية حققت نجاحاً منقطع النظير، وجعلتهم نجوماً منذ البداية، وحققت أغنيتهم أرقاماً مرتفعة جداً، ليقعوا بعدها في فخ المحاولات غير الناجحة لإعادة هذا النجاح، ولكن من دون جدوى.

فالنجاح يكون في معظم الأحيان صدفة، وبعيداً عن التخطيط المسبق. وتأكيداً على ما نقول، نذكر ثلاث من أشهر أغنيات السنوات الماضية، وهي "تلات دقات" للفنان المصري أبو الذي انتشر صوته بكل بقعة من لبنان والعالم العربي، ووصلت أصداء الأغنية الى الخارج، إلا أنه واجه بعدها صعوبة اختيار أغنية ناجحة تنافسها، أو على الأقل، حقق نصف ما حققته سابقتها.
ينطبق الأمر أيضاً على صاحب أغنية "شعراتا ولو"، التي رقص عليها الجميع في لبنان والعالم العربي، ولم ينجح صاحبها الفنان السوري حازم الصدير في تقديم أغنية تنافسها.
كذلك صاحب أغنية " أنا لما بحب" الفنان السوري أمجد جمعة، الذي حقق بهذا العمل انتشاراً نافس فيه كبار الفنانين، ثم حاول منذ أسابيع أن يعيد هذا النجاح بأغنية "أحلى صبية"، التي نشعر أنها تتمة لأغنيته الأولى الشهيرة، مع تغييرات صغيرة لا تذكر.

وتطول اللائحة وتكثر الأسماء، وهنا نؤكد أن مقولة "النجاح مسؤولية" ليست مجرد مقولة، بل هي واقع وحقيقة بالنسبة لكل فنان. ومن يحقق النجاح، مطلوب منه أن يتعب، وأن يتوفر له الحظ ليعيده ويكرره، والبقاء للأقوى.