تصادف اليوم الذكرى السنوية السادسة لرحيل عميد الشعراء والكتّاب، صاحب واحدة من أهم مدارس الشعر الحديث، سعيد عقل.


سعيد العبقري، وعقل الواقع، والرؤية الواسعة التي سبكت 17 ديواناً شعرياً وكتاباً ومسرحية.
أغنيات على إمتداد السهل الذي أنجبه من رحب الأرض، تتغنى بالوطن والقدس ومكة المكرمة، غنتها الكبيرة فيروز، ولحنها محمد عبد الوهاب والأخوين رحباني.

سعيد عقل كبير من زمن العمالقة، يفتقده لبنان في خضم الأزمات المتلاحقة التي تحاصره سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
نفتقد رؤيته وتحليلاته، وهو الملقب بالشاعر الصغير نسبة إلى أنه كان شاعراً متجدداً منذ نعومة أظفاره.
نستذكر سعيد عقل، وهو الرمز الذي يضرب فيه المثل بحب الوطن وتعلقه بالأرض، فهو المدافع الشرس عن هذا الوطن الذي ضربته رياح المحاصصات المقيتة، إذ أصبحت "أجراس الياسمين" تقرع حزناً على لبنان، وكم نحتاج أن نستنير بأفكارك.
عقل صاحب المواقف الزحلية الشجاعة، نستذكره في اعتباره لبنان فينيقياً لا انتماء له إلى محيطه العربي.
عقل عاشق اللغة اللبنانية، دعا إلى التخلي عن اللغة العربية الفصحى واعتماد اللبنانية لغة الوطن.
لا نبالغ في ذكرى رحيلك لو قلنا إنك عملاق الأدب والشعر، وشاعر من مقام الحلم والجمال والعنفوان.


سعيد عقل في ذكرى غيابك، يتملكنا الغضب من رحيل العباقرة الذين هندسوا الكلمات ورسموا أفكاراً ثقافية شكلت منبعاً، وتركت أثراً كبيراً على إمتداد لبنان والشرق الأوسط والدول العربية.
هي دعوة في ذكرى رحيل سعيد عقل إلى مشاركة مؤلفاته وكتاباته في حاضرنا، من خلال المسرحيات والجامعات والمدارس.
صحيح أن الزمن لا يتوقف مع رحيل العمالقة، لكن وصايا سعيد عقل ستبقى شامخة، عالية كأرز الرب، حتى وفي كل مرة نذكر فيها لبنان الأدب والفكر والثقافة، نقول بالفم الملآن "لبنان سعيد عقل".