ضمن الدورات الخاصة التي تقدمها الجامعة الأميركية في بيروت لطلابها، دورة خاصة لكبار السن تحت عنوان "التعلم لمتعة التعلم" الهدف منها تحفيز النشاط الفكري والذهني والاجتماعي والصحي لكبار السن، خصوصاً أن هذه الدورات تستقبل الطلاب من سن الخمسين حتى 94 عاماً.


وقد اختارت الجامعة الأميركية رئيس مجلس إدارة شركة الصبّاح إخوان السيد صادق الصبّاح كنموذج ناجح ليروي قصة نجاح هذه الإمبراطورية المستمرة منذ 66 عاماً.
صادق الصبّاح في كلمته أمام أكثر من مئة وخمسين طالباً تحدث عن الإرث الكبير الذي ورثه وكيف حافظ عليه طوال أربعين عاماً ضمن المبادئ الأساسية للشركة، مع معاصرة التقدم الذي يحرزه الإنتاج السينمائي والدارمي عربياً وعالمياً.
وقد اختار عنوان محاضرته "قصة كفاح" بدل قصة نجاح نظراً للصعوبات التي واجهتها الشركة خصوصاً خلال الحرب اللبنانية. أما التحدي الأكبر فكان دخول السوق العربي ومن بعدها نشر المصنّف اللبناني الذي أثبت نجاحاً باهراً كرّت السبحة من بعده لتصبح الإنتاجات اللبنانية على مستوى عالٍ من الجودة وتنافس الأعمال العربية.
هي قصة متشعّبة مرّت بمراحل عديدة صعبة تكللت معظمها بالنجاح إنطلاقاً من إيمانه بمهنته التي يعشقها وواجبه تجاه الوطن، وإصراره وتحدّيه لكل الظروف التي مرّت على لبنان خصوصاً والعالم العربي عموماً، وصولاً إلى جائحة كورونا التي كانت قاسية في البداية قبل أن تتعايش معها عجلة الإنتاج.
الصبّاح تحدث بإنسيابية عن أهمية هذا القطاع اقتصادياً، وضرورة الاهتمام به من قبل الوزارات المعنية كون آلاف العائلات تعيش تحت جناحه عاكساً حبه للوطن ولجمال طييعته من خلال نقل تصوير معظم أعماله إلى لبنان.
التوازن العائلي الذي حققه في حياته كان من أسرار نجاحه، وبكلمات مؤثرة وجه رسالة حب إلى شريكة حياته التي ساندته وتفهّمت طبيعة وصعوبة عمله طوال هذه السنوات. إضافة إلى أولاده وأولاد شقيقه علي الجيل الرابع الذي يأخذ هذا الإرث تحت إشرافهما إلى منحى جديد يحاكي تطور العصر.
الصبّاح يستمد القوة اليوم من أحفاده الخمسة ويرى في عيونهم مستقبل لبنان الذي يأمل أن يكون زاهراً ومستقراً.
وقد تطرّق إلى أهمية لغة التواصل بين جيله وجيل اليوم، وكيف يمكن أن يثمر هذا التواصل نجاحات استثنائية تحاكي كل الفئات، خصوصاً جمهور المنصات الرقمية.
الصبّاح الذي أجاب على أسئلة الحضور، حثّهم على أهمية التحلّي بالإيمان والأمل رغم كل الصعوبات التي نمر فيها. وقد دعا الجميع إلى مواصلة الأحلام والتأمل بالغد مهما بلغت السن، لأن العمل يساعد الإنسان على الاستقرار الفكري والصحي والاجتماعي.