لبنان كما ترّسخ في أذهاننا، أو كما تربينا وحلمنا أن يكون، ليس لبنان الذي نعيشه اليوم، فلبنان هو وديع الصافي "لبنان يا قطعة سما"، وفيروز "بحبك يا لبنان"، وصباح "يا لبنان دخل ترابك" ونصري شمس الدين "لبنان أحلى من الحلى" وزكي ناصيف "راجع يتعمر لبنان" وماجدة الرومي "عم بحلمك يا حلم يا لبنان" وملحم بركات "موعدنا أرضك يا بلدنا" وجوزيف عازار "بكتب إسمك يا بلادي" وجوليا بطرس "بتنفس حرية"، وعاصي الحلاني "بيكفي إنك لبناني"، وجوزيف عطية "لبنان رح يرجع".


هذه الأغاني التي حُفرت في قلوبنا، ونرددها دائماً في كل مناسبة وطنية أو أي حدث وطني، وهذه الأصوات وغيرها التي حملت إسم لبنان عالياً هي ملاذنا الوحيد اليوم لنحتفل باستقلالنا الحقيقي الذي نريده، استقلالاً فعلياً ليس عن العدو الخارجي، بل عن العدو الداخلي الذي هو أخطر بكثير، والذي أوصلنا بفساده وقلّة ضميره وقلّة إنسانيته إلى هذا الإنحدار المؤسف الذي نعيشه على كافة المستويات السياسية والإجتماعية والإقتصادية.

فذكرى عيد الإستقلال الـ77 اليوم حزينة، حزينة على وطن يفتخر بجيشه الذي لن يحتفل هذا العام، ولن يقدم استعراضاً عسكرياً، الذكرى حزينة على وطن الأرز الذي أحرقوا غاباته ووديانه وسهوله، حزينة على وطن أصبح حلم شبابه الهجرة بحثاً عن مكان آمن لأحلامهم وطموحاتهم، حزينة على وطن يتشرد فيه أطفاله في الشوارع بحثاً عن لقمة العيش التي أصبح صعباً على الأب أو الأم إيجادها بسهولة، حزينة على وطن شعبه قُتل وجُرح وشُرّد بسبب أطنان من المواد المتفجرة، وذلك في أخطر إنفجار شهدته البشرية منذ سنين، في مرفأ بيروت، من دون محاسبة المسؤولين عن وقوعه إلى اليوم.

ولكن، لبنان بقي وسيبقى إلى أبد الآبدين، رغماً عن أنف كل سياسي حاقد، وكل سياسي "بلا ضمير"، وكل سياسي سارق، سنحتفل باستقلالنا مع عظمائنا أمس واليوم وغداً، وعلى طريقتنا، وذلك بالفن والثقافة والابداع والرقي، في بلد لم يعتد شعبه إلا أن يفرح ويُبدع ويخلق من السواد أملاً جديداً "ببكرا أحلى".
وإنطلاقاً من هنا، كان لنا حديث مع بعض الفنانين والشعراء الذين تغنوا بالوطن والجيش، للوقوف على رأيهم بالاستقلال اليوم.

الفنان معين شريف خص الفن بتسجيل صوتي غنى فيه نورده لكم أدناه، وقال :"كل عيد استقلال ولبنان وجيشه وكل أبنائه بألف خير، إن شاء الله هذه السنة الجديدة تحمل كل الخير لهذا الوطن العزيز الغالي لبنان".

الممثل باسم مغنية قال :"نحن اليوم بعيد الاستقلال، ولكن في الوقت نفسه نحن بحاجة إلى استقلال حقيقي، نستطيع من خلاله أن نعيش بكرامة، نحن تعبنا، وأتمنى أن لا تصل الناس إلى مرحلة تضطر فيها للهجرة من هذا البلد".
وأضاف :"إن شاء الله بقدرات الشعب اللبناني وإرادتهم سيستطيعون أن يحققوا الاستقلال الحقيقي، ينعاد على الجميع بالصحة والعافية".

المؤلف الغنائي طوني أبي كرم قال :"ليست لدي قناعة بأننا جماعة لديها استقلال، فلست مقتنعاً بهذه الفكرة، أعطونا الاستقلال ولكن لم يعلمنا أحد كيف نستخدمه، ومن وقتها من كانوا موجودين في تلك الفترة أو الحقبة يتحاصصون ويتقاسمون البلد، وحصلوا على الاستقلال لكي يتحاصصوا فقط ويحكموا ويتوارثوا السلطة من الولد إلى الولد، هذا هو ببساطة مفهوم الاستقلال في هذا البلد".
وأضاف :"بعد فترة وقعت حرب داخلية في لبنان، وبعدها أصبح هناك من يسمون بأمراء الحرب، واضطر الإقطاعيون مكرهين، الذين كانوا يورثون أولادهم الحكم في هذا البلد، أن يخضعوا لأمراء الحرب، وتقاسموا الحكم معهم، ومن هنا نشعر اليوم أن البلد مقسوم بين الإقطاعيين وأمراء الحرب ومحيطهم، هل هذا هو استقلال لبنان"؟
وختم بالقول :"ولهذا أحب أن أقول :"أهنئكم بعييييييييييد الإستقلال، بعيد"!!