كاتبة وممثلة ومنتجة، شاركت في تمثيل العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، وفي كتابة وإنتاج بعضها.

هي أيضاً الإعلامية الغائبة الحاضرة، والتي تعتبر من الإعلاميات القليلات اللواتي لم ينغمسن في تفاهة المواد التي يقدمنها، فبقيت صورتها في أذهاننا صورة الإعلامية الراقية والرصينة، وكيف لا وهي إبنة جان كلود بولس، هذا الرائد في عالم التلفزيون، وخصوصاً في تقديم البرامج.
جوزيان بولس، نحاورها اليوم عبر موقع "الفن" بعد إنتاجها وزميلتها أغاتا عز الدين "همسات Whispers"، هذا العمل المسرحي الذي تم الإعداد له وإنجازه وعرضه مؤخراً، ويعود ريعه لترميم مسارح العاصمة اللبنانية التي تضررت من إنفجار مرفأ بيروت.

كيف ولدت فكرة "همسات Whispers"؟
المنتجة والممثلة اللبنانية أغاتا عز الدين تعيش في لندن منذ العام 2013، وهي تأثرت كثيراً بسبب وقوع إنفجار مرفأ بيروت، خصوصاً أن هناك مسارح في بيروت قد دمرت، فخلال إجتماع أغاتا مع كتّاب إنكليز في لندن، ولدت الفكرة بأن يقدموا هذه النصوص من دون مقابل مادي ليساعدوا المسرح في لبنان، وطرحت عليّ أغاتا الفكرة ووافقت، وأنا بدوري تحدثت مع المخرجة لينا أبيض التي أبدت تجاوبها. أرسل لنا الكتّاب 18 نصاً، ونحن إخترنا منها سبعة نصوص، ترجمناها وإقتبسناها على الأسلوب اللبناني، إضافة إلى نص كتبه جورج خباز ونادين لبكي، وطلبنا من كل ممثل مشارك معنا أن يضيف نكهته الخاصة إلى النص الذي يمثله، فكل منهم أضاف فكرة أو قصة أو موضوعاً يهمه.

ما هي قصة المسرحية؟
نحن إخترعنا قصة أنه في يوم الثلاثاء 4 آب 2020 قبل وقوع إنفجار مرفأ بيروت، كنا نتمرن على مسرحيتنا التي تحمل إسم Whispers، وكل منا يتمرن على قصته، والرابط بين القصص جميعها هما دوري السمراني وهاغوب ديرغوغاسيان اللذان يلعبان دور التقنيين في المسرح، فنجدهما بين نص وآخر يربطان القصة، لذلك نشعر أن قصة المسرحية واحدة، وكلنا إشتركنا في تمثيل هذه المسرحية الجميلة، والصور الفوتوغرافية هي بعدسة المصور طه شانوحه.

من هم الممثلون المشاركون في "همسات Whispers"؟
دوري السمراني، هاغوب ديرغوغاسيان، برناديت حديب، ساني عبد الباقي أغاتا عز الدين، ندى أبو فرحات، بشارة عطالله، طلال الجردي، نادين لبكي، جورج خباز، ومشاركة صغيرة من ريتا حايك وبديع أبو شقرا اللذين لم يستطيعا أن يكونا معنا على المسرح، فأرسلا لنا فيديوهات جسدا من خلالها دوريهما، فبديع يلعب دور المخرج "بديع" في المسرحية التي تجمعه بندى أبو فرحات، وريتا تلعب دور "ثريا" حبيبة دور السمراني في مسرحية ثانية، وكذلك أغاتا عز الدين ولينا أبيض وأنا شاركنا في التمثيل، فأنا لدي دور سكرتيرة "بِتطقّش بالعلكة".

متى كان عرض المسرحية وكيف كان الإقبال على مشاهدتها؟
عرضت المسرحية يوم السبت في السابع من تشرين الثاني على يوتيوب، وإستطاع مشاهدتها الأشخاص الذين إشتروا البطاقات فقط، والتي كانت بسعر 25 ألف ليرة لبنانية في لبنان، وفي الخارج بسعر 10 جنيهات إسترلينية مع ضريبة مضافة.

للأسف أنه لم يعد بالإمكان مشاهدة هذا العمل المسرحي لأنه عرض مرة واحدة فقط.
لا نستطيع أن نستبدل المسرح الحقيقي الحي باليوتيوب، هذا خطر كبير جداً ولا نريد أن ندخل في هذه اللعبة، مهمتنا أن نعيد إحياء المسرح في لبنان وليس قتله، وربما نعود ونقدم هذا العمل في وقت لاحق على المسرح.

إلى أي مدى تشبه نصوص مسرحية "همسات Whispers" إهتماماتنا ومشكلاتنا اللبنانية؟
النصوص أصبحت تشبهنا كثيراً بعدما إقتبسناها، وكل نص مختلف عن الآخر، فنصوص المسرحية تتنوع بين الحب، وصعوبة إيجاد عمل، والكآبة، والحروب في لبنان مثل نص نادين لبكي وجورج خباز. ندى أبو فرحات إستفادت من نصها الذي يتحدث عن غضب السيدة التي تتقدم بالعمر لأن ما من أحد يعود يهتم لأمرها، فأضافت ندى إلى النص الإنكليزي وضع الممثلات في لبنان، بمعنى أنه إذا لم تخضع الممثلة لعمليات تجميل لا تحصل على دور تمثيلي.

أين أجريتم التمرينات على المسرحية وأين تم تصويرها؟
تمرّنا على المسرحية وصورناها في Black Box ، وهو مسرح المخرج جاك مارون الذي تضرر كثيراً من إنفجار مرفأ بيروت.


ما هو المبلغ الذي إستطعتم جمعه من بيع البطاقات؟
68 مليون ليرة لبنانية.

كيف سيتم توزيع المبلغ على المسارح، هل بحسب حجم الأضرار أم بالتساوي؟
سنجتمع مع كل أصحاب المسارح، وبحسب الأضرار يُقدّر المبلغ الذي يحصل عليه كل مسرح، وطبعاً المسرح الذي فيه أضرار جسيمة ستتم مساعدته أولاً، وهناك أصحاب مسارح باشروا بالترميم لأنه مر على وقوع الإنفجار أكثر من ثلاث أشهر، ونحن سنعوّض عليهم مما دفعوه.

هل تفكرون بعرض العمل المسرحي مجدداً؟
نحن نقوم حالياً بترجمة العمل إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية بحيث تكونان واضحتين في أسفل الشاشة، لكي نسوّق العمل عالمياً لنحصل على مبلغ مادي جديد لترميم مسارح بيروت المتضررة من الإنفجار.

المسرح في لبنان يعاني من قلة حضور الناس، حتى ما قبل إنطلاق الثورة في لبنان وإنتشار فيروس كورونا، ما السبب برأيك؟
الناس فقدت لفترة رغبة التوجه إلى المسرح لأنه كانت هناك مسرحيات بعيدة قليلاً عن الجمهور اللبناني، من حيث نصوصها وجوّها العام، الشعب في كل بلدان العالم ليس مثقفاً كثيراً، بمعنى أنه يجب عليك أن تقدم عملاً مسرحياً لكل الطبقات كي يحضر الناس إلى المسرح، لا يمكنك أن تقدم عملا مسرحياً ثقافياً كثيراً وتنسى الناس الذين ثقافتهم أقل من ثقافتك، وهذا ما أعتمده في أعمالي المسرحية، وهو أن تكون لدي مسرحيات لكل الفئات الثقافية. ومنذ حوالى السنتين، أصبح هناك إقبال كبير جداً على المسرح، لأنه أصبحت هناك حركة مسرحية، فصار هناك أشخاص يتحدثون عن المسرح، وصار هناك منتجون، فقبلاً لم يكن هناك منتجون مسرحيون مثل اليوم، أنا وماري جويل نعيم زريق وجاك مارون نعمل في المسرح مع إنتاج وإعلان وصحافة وكل شيء، أصبحت لدينا طاقة أصداؤها واضحة، وبدأ وجه المسرح يتغير. هناك مسرحية "فينوس" التي قُدّمت في 80 عرضاً، وعملمت على عرضها في فرنسا، ومسرحية "صبحية" مع الممثلة ماغي بدوي قدمناها قبل إنتشار فيروس كورونا، كل ليلة كانت كومبليه، اشتغلنا في وقت الثورة ولكن كورونا قتلنا، إلا أننا سنعود لأنني متفائلة بعد أن بعنا حوالى الألفين بطاقة لمسرحية "همسات Whispers" أون لاين، وهذا رقم ليس بقليل.

هل تفكرين بعرض مسرحية "ما فينا ندفع ما رح ندفع" مجدداً، التي عرضت بداية العام الماضي والتي كانت من إنتاجك؟
هذه المسرحية تنطبق كثيراً على وضعنا اليوم، والممثلة هبة سليمان التي كانت تؤدي دوراً أساسياً فيها هاجرت إلى كندا.

أنتِ من الأشخاص الذين يمكننا أن نقول عنهم إنهم يحملون إستمرارية المسرح على عاتقهم، ولكنك إبنة التلفزيون، كيف ترين وضعه اليوم؟
لا أشاهد التلفزيون منذ سنوات، أشاهد فيلماً على الإنترنت، ولكن التلفزيون لم يعد يهمني لأنه لم يعد فيه شيء، ومع إحترامي للجميع، بالنسبة للإنتاج المحلي معظم المسلسلات لا تشبهنا، أما عن البرامج فكلها سياسية، ماذا تشاهد؟ هل هناك من برنامج ثقافي على التلفزيون؟ متى كانت آخر مرة شاهدت فيها برنامجاً ثقافياً أو فنياً على الشاشة؟

بالإنتقال إلى السينما، أخبرينا عن فيلم Corona Days القصير الذي أنتجته أنتِ وشاركت في التمثيل فيه والذي عرض على شاشة mtv.
مثلنا هذا الفيلم خلال إلتزامنا بالحجر المنزلي، وهو من كتابة ألكسندر نجار وإخراج فرح شيّا، ومثل فيه ندى أبو فرحات، بديع أبو شقرا، ميشال جبر، يارا زخور، وسام كمال.. معظمنا صوروا أدوارهم على الهاتف بأنفسهم، وكل الفيلم صور على الهاتف، طبعاً بالتنسيق مع المخرجة فرح التي صورت مشهدين أو ثلاثة في منزلي، لي وليارا زخور وميشال جبر، وعرض الفيلم في مهرجان Montreal وفي "مهرجان الأفلام اللبنانية في فرنسا" في باريس.

تصورين حالياً فيلم "ع مفرق طريق"، أخبريني عن دورك فيه.
الفيلم لبناني، وأنا أتحدث بلهجة أهل منطقة بشرّي، فأجسد دور "سميرة" التي تعمل صاج، ويأتي بطل الفيلم شادي حداد إليها ويأكل عندها، وسأكشف لك أن حلمي في الحقيقة كجوزيان بولس هو فعلاً أن أهاجر إلى جزيرة وأعمل صاج هناك.

أخيراً، ما مصير الفيلم العالمي "فرح" الذي صورتموه في لبنان مع مخرج إنجليزي، والذي تؤدين فيه دوراً أساسياً، وما هو دورك فيه؟
لم يعرض الفيلم بعد لا في لبنان ولا في الخارج، وذلك بسبب مختلف الظروف التي يشهدها العالم، وأبرزها أزمة فيروس كورونا. أما بالنسبة لدوري في الفيلم، فأجسد دور "غيتا" مربية "فرح" التي تجسد دورها ستيفاني عطالله، وأكون مغرمة بالممثل مجدي مشموشي الذي يجسد دور "نبيل" والد "فرح"، وحبي له يبدو واضحاً من تصرفاتي وأناقتي الدائمة "صرلي سنين عايشة عندن بضل مزبطة حالي ولابسة كل تيابي".

إليكم هذه الصور أيضاً من مسرحية "همسات Whispers".