ممثلة بارعة، من "إربت تحل"، إلى "فيتامين"، و"تانغو" و"ثورة الفلاحين"، حصلت على دور البطولة في "غربة"، إذ جسدت دور المرأة الضعيفة، وهي شخصية بعكس شخصيتها الحقيقية.


أثبتت فرح بيطار أنها جميلة وذكية ومبدعة بالتمثيل، وكان لنا معها هذا الحوار عن أعمالها، وعن "غربة".

من دورك في "ثورة الفلاحين" أمام الممثل باسم مغنية، إلى دورك في "غربة" أمام الممثل كارلوس عازار، ما الذي تغيّر؟ وماذا نضج بك كممثلة؟
صراحةً أمور كثيرة، أنا شخصياً كنت أعتقد أن الموهبة هي أهم الأمور، ولكن إتضح لي أنه من عمل إلى عمل هذه الموهبة تتطور وتنتقل إلى درجة أكبر من الإحتراف، ويصبح الممثل قادراً على أن يفهم على إحساسه أكثر، وكيف عليه أن يؤدي الشخصية لكي تصل بشكل جيد إلى المشاهد، والأهم بصورة طبيعية.
ما تغيّر هو أنني أصبحت أعلم جيداً الإحساس الذي يجب أن أشعر به، وكيف عليّ أن أوصله، من دون أن أشعر المشاهد أنني أمثل.

تجسدين في مسلسل "غربة" دور شابة شخصيتها ضعيفة، وعشيقها كارلوس يسيطر عليها ويستغلها، هل زعجك أن تؤدي هكذا دور؟، خصوصاً أن هناك مشاهدين قد لا يفهمون هذا الأمر، ويربطون الشخصية في العمل بشخصيتك الحقيقية؟
وصلتني الكثير من الإنتقادات على هذا الدور، حتى أنني أحياناً في بعض المشاهد كنت أرفض أن أسامحه، ولكن الدور يتطلب ذلك.
"حلا" التي شعرت أنها فقدت كل شيء، خصوصاً إثر عودتها إلى منزل عائلتها ورفضهم لها، بعد أن إكتشفت أن "مروان" متزوج، هنا لم يعد أمامها سوى حل وحيد هو أن تسامح وتخضع، لأنه لم يعد لديها سند، إلى أن نصل لآخر حلقات المسلسل، عندها تأخذ "حلا" القرار بالمواجهة وتسترجع كرامتها.

مثلتِ أمام الممثلين باسم مغنية وكارلوس عازار ووسام حنا، من منهم شعرت معه بالراحة أكثر في التمثيل؟
وسام حنا لم أكن أعرفه من قبل، وفي "غربة" كانت المرة الأولى التي نلتقي بها، أما كارلوس فهو صديق منذ فترة طويلة، فلم تكن لدي مشكلة عندما علمت أنني سأعمل معه لأنني أعرف شخصيته وعملت معه سابقاً.
ولكن وللصراحة، المفاجأة كانت مع وسام حنا، لأنه ولدت كيمياء قوية جداً وسريعة بيننا، وهو من الأشخاص المريحين جداً في موقع التصوير، فأحببت هذه الكيمياء بيننا، وأحببت إحترافه، وكم هو إنسان بكل ما للكلمة من معنى، وهذا لا يعني أنني لم أكن سعيدة بالعمل مع كارلوس، ولكنني أعطي هنا أفضلية لوسام لأنني كنت أعمل معه للمرة الأولى.

وماذا عن الممثل باسم مغنية؟
طبعاً أحببت العمل معه كثيراً، وأنا أحب عينيه، فهو يمثل بها، فقبل أن يقول كلمته، كنت أقول له "أرعبتني فقط من نظرة عينيك"، فهما تمثلان قبل أن ينطق بالكلام.

كيف كانت إدارة التمثيل مع المخرجة ليليان بستاني؟ علمنا لاحقاً أنها مريضة، وتعاني من السرطان، فهل كانت تعاني خلال التصوير؟
كلا، ليليان علمت برمضها منذ حوالى الـ6 أشهر، وبدأت العلاج حين كنا قد إنتهينا من التصوير.
ليليان في موقع التصوير من أهضم المخرجين، تعلم جيداً ماذا تريد، وتحضر المشاهد التي تريد أن تصورها بشكل جيد، وبأدق التفاصيل من وضع الكاميرات ومكانها، فهي تأتي قبل موعد التصوير لتحضر كل شيء.
وبالنسبة لإدارة الممثل، ليليان تؤمن دائماً بأنه قبل أن تعطي أية ملاحظة للممثل، تتركه يعطي ما يريد إعطاءه.

أنتِ كفتاة جميلة، إلى أية درجة تريدين أن تثبتي أنك ممثلة ولا تعتمدين فقط على جمالك؟
أعتقد أن هذا الأمر هو الأصعب في مجالنا، لأن الجمهور معتاد دائماً أن هذه الممثلة إن كانت جميلة، فإنها ستنجح بكل تأكيد، بغض النظر عن قدراتها التمثيلية.
ومن هذا المنطلق، وكوني درست الإخراج والتمثيل، ثبتُّ خطواتي التمثيلية. فالجمال وحده لا يكفي، مثلاً نادين نسيب نجيم جمعت الجمال والتمثيل والإحتراف، وكانت ردة فعل الجمهور عليّ أن هناك أخيراً شابة جميلة ولكنها في الوقت نفسه ممثلة محترفة.

هل تجدين أنك أصبحت تنافسين الممثلات نادين نسيب نجيم وسيرين عبد النور وماغي بو غصن؟
جميعهنّ مررن بما أمر به أنا اليوم حتى وصلن إلى النجومية التي هنّ عليها، وهذه أول بطولة لي، مع العلم أنني عملت سابقاً لمدة أربع سنوات في برنامج "إربت تنحل" ككوميدي، ومثلت في فيلم "فيتامين"، وقمت بأدوار صغيرة، منها في "تانغو" و"ثورة الفلاحين" و"وين كنتي"، ومن هنا أخطو خطواتي شيئاً فشيئاً.

بعد تقديمك دور البطولة، هل تقبلين اليوم بأي دور؟
من الأساس عندما بدأت في الدراما، كنت أتلقى دائماً عروضاً لأدوار، وعندما أقرأ النص وأشعر أنه لا يقدم شيئاً لمسيرتي ومهنتي، فلا مشكلة لدي في قول كلمة لا، لم أفكر أبداً بأنني أريد أن أقدم هذا الدور من أجل الظهور فقط، وإن كنت في السابق أفكر مرة في قبول الدور، أصبحت اليوم أفكر مرتين.

في حال عرض عليك دور مساحته صغيرة من حيث الوقت ولكنه مهم، هل تقبلين به؟
نعم، لا مشكلة لدي.

الإنتاج في "ثورة الفلاحين" كان ضخماً جداً، بعكس "غربة"، إلى أية درجة تجدين أن الإنتاج يلعب دوراً في جذب الجمهور للعمل؟
صراحةً، بعد الذي مررت به في "ثورة الفلاحين" أو "غربة"، أعتقد أن الذي يلعب دوراً هو التسويق للعمل، ولكن الجمهور الذي يتابع المسلسلات يتعلق أكثر بالقصة والشخصيات، فلا يعنيه الإنتاج كونه، وبحسب إعتقادي، من الأمور الثانوية التي تجعله يتعلق بالعمل، مع العلم أنني شخصياً مع الإنتاج الضخم الذي يكون قادراً على التسويق بشكلجيد.

برأيك، هل أخذ "غربة" حقه؟
صراحة نعم، لأنني لم أتوقع ردات الفعل التي تلقيتها من الجمهور، كما تلقى كل من وسام وكارلوس، خصوصاً بعد الحلقة الأخيرة، إذ إنني تلقيت الكثير من الإتصالات من أشخاص في المجال هنّأوني، ومنهم المنتجة مي أبي رعد، التي قالت لي إنه صحيح أن الإنتاج ليس ضخماً، ولكنها أحبت كيف قدمنا الشخصيات، وأحبت كثيراً قصة "حلا" والأزياء والكيمياء بيني وبين وسام.
"غربة" كان عملاً كاملاً متكاملاً، ومصمم الملابس التي اعتمدناها في العمل والتي تذكرنا بأوائل الستينيات، هو ماجد بو طنوس الذي اتصل به كثيرون بعد عرض العمل لكي يشتروا الملابس التي ارتديناها في حلقات المسلسل.

هل أنت مع فكرة المساكنة، كما فعلت "حلا" في المسلسل؟
لست ضدّ هذه الفكرة لو كنا نعيش في مجتمع مختلف عن الذي نعيش به هنا، فليست لدي مشكلة في المساكنة، ولكني لست مع الحمل قبل الزواج، فلو كنت أعيش في مجتمع يحفظ لي حقوق طفلي، وأستطيع أن أسجله على إسمي، وأن لا يشير إليه الناس بإصبعهم على أنه "إبن حرام"، فأنا مع هذا الأمر طبعاً.