هي فنانة صاحبة حضور مميز، تجمع الصوت والأناقة والاختيارات الفنية الملفتة.

على مدى سنوات، قدمت أغنيات جميلة عديدة، آخرها أغنية وطنية إهداء منها لبلدها الذي تبكيه، وتشعر بالحزن على مصابه الأليم.
إنها الفنانة مادلين مطر التي قدمت الاغنية الوطنية للمرة الأولى بمشوارها الفني، فأطلقت "​آه منك يا بلد​".
عن هذا العمل، وعن الأوضاع الراهنة كان هذا اللقاء معها عبر موقع "الفن".

أخبرينا عن كواليس أغنيتك الوطنية"آه منك يا بلد"، وما هي رسالتك منها؟
لم أكن أنوي إصدار أغنية وطنية، كما أني لم أصدر أية أغنية وطنية من قبل، فدائماً ما أقول إني إذا أردت أن أغني أغنية وطنية، لدينا أرشيف كبير لكبار النجوم صباح وفيروز ووديع الصافي، فلن نقدم أفضل مما هم قدموه. الى ان اتصل بي الصديق الموزع الموسيقي وصاحب الستوديو إيلي سابا، وقال لي إنه يريد أن يسمعني أغنية ولن يستطيع أحد غيري أن يغنيها. تفاجأت لان الوضع ليس مناسباً لطرح الاغنيات، لكنه أصر على أن يسمعني الكلام، وبالفعل حين سمعت الكلام بكيت، لأنه موجه من أم إلى إبنها من قلب موجوع، وتأثرت، ووجدت أن اللحن مناسب.
السياسيون لا يرحمونا، حتى طاولة حوار لا يجلسون عليها، وكأن البلد ملكهم. كان يجب أن أقول وأصرخ مع الناس "بيروت حبيبة قلب الكل"، وطبعا سنقول "ممنوع تموت". رفضت تصوير كليب للاغنية، فضلت أن يقدموها مع مشاهد ومونتاج مناسبين، وايلي ابو انطون قام المونتاج. بعيدا عن الاستعراض والبهرجة، هذه صرخة ضد السياسيين الذين خربونا بسبب مصالحهم.

كيف تتأقلمين مع الحياة الجديدة بعد إنتشار فيروس كورونا؟
نشعر أن هناك حياة جديدة بعد فيروس كورونا، لم نتوقع أن نصل إليها. كأننا نعيش مختبئين وخائفين، أشعر أنني في حلم، لم نصل في حياتنا الى مثل هذه المرحلة، أصبحنا نخاف من بعضنا البعض. بالوقت نفسه أصبح لدينا وقت لنبقى في المنزل، مثلاً أنا حسّنت بمنزلي، وأشعر أنه أصبح لدينا وقت لنفكر ما الذي تريده نفسنا. هذه الحالة التي نعيشها لديها سيئاتها وحسناتها، ولكن أعتقد أننا سنكمل بها إلى أن يجدوا لقاحاً للفيروس.

كيف عشتِ فترة ما بعد إنفجار مرفأ بيروت؟
هو إنفجار لقلوبنا وعقولنا، لم نكن نتوقع ما حصل لنا هذا العام، بدءاً من الثورة التي لم نعرف لماذا توقفت في ظل المراحل السيئة جداً التي نمر بها اليوم، ولا أحد يتحرك، وإنفجار مرفأ بيروت هو أكبر من أي شيء آخر حصل معنا. نحن رضينا بالسياسيين، وهم يعرفون أننا سننفجر. طبقة سياسية فاسدة إلى أقصى الحدود، جهنم وبئس المصير.

دائما تنتقدين الدولة. ما رسالتك لها وهل أموالك محجوزة؟
أموالنا محجوزة، ونحن محجوزون، ما من بلد يستقبلنا. إنهم يدفنوننا ونحن أحياء.

هل تابعتِ مؤخراً أعمالاً فنية لزملائك الفنانين؟ وما الأغنية التي لفتتك؟
نحن الفنانون مثل كل الناس، نحاول إيجاد لحظة لنفرح بها، لنسمع أغنية جميلة، فالموسيقى لغة الروح. طبعاً أحببت بعض الاغنيات، منها أغنية سعد لمجرد "عدى الكلام" وأغنية حسين الجسمي "بالبنط العريض".

كلمة أخيرة.
أشكر موقع "الفن" الذي يهتم دائماً بأخباري وأعمالي، على أمل أن نلتقي بخير.