هو فنان لبناني شكّل حالة فنية فريدة من نوعها بصوته وأدائه وإحساسه، ابن مدينة عاليه، عشق الموسيقى والفن، والغناء بشكل خاص، مسيرته الفنية عمرها عشرون عاماً، زخرت بألبومات نوّع فيها بالألوان الغنائية بين الرومانسي والشعبي ذي الإيقاع السريع، واختار مواضيع لأغنياته يعيشها العديدون يومياً، تعامل مع أهم الشعراء والملحنين بين لبنان ومصر، من أهم أغنياته: غمرتيني بلطفك، عزّتني الدني، علّم ولدك وغيرها.

. وكانت له مؤخراً أغنية وطنية بعد الانفجار المروّع الذي وقع في مرفأ مدينة بيروت.. كما غنّى شارات مسلسلات..
مع الفنان الراقي والمبدع والمميز رضا، كان لنا من موقع الفن هذا اللقاء حول الفن ووضع البلد وغيرهما من المواضيع..

أخبرني عن أعمالك الأخيرة، ومن تربطك به علاقة صداقة من الوسط الفني؟
طرحت مؤخراً "خلينا مع بعض" من كلمات وألحان الفنان صلاح الكردي، والتوزيع الموسيقي لـ أنور مكاوي، والكليب من إخراج جو صليبا، وأغنية "أغمرك يا بيروت" بعد كارثة إنفجار المرفأ من كلمات وألحان رولا قادري.
وبالنسبة لي، صلاح الكردي فنان شامل، هو شاعر يمتلك أداءً رائعاً وإحساساً مميزاً، وهو ملحن متميّز وإنسان خلوق، وأنا لم أظلم أحداً، وتعاملت مع العديد من الملحنين والشعراء في مصر ولبنان، ولكن هناك شخصين تربطني بهما صداقة واحترام هما صلاح الكردي ووليد سعد، والباقون علاقتي بهم محصورة بالعمل فقط.

أين كنت حين وقع انفجار المرفأ؟
كنت موجوداً في منزلي بعاليه، وانكسر زجاج العديد من المنازل حولنا، وهذه المرة الأولى التي أسمع فيها هكذا دوي لإنفجار، فلم أسمع ذلك حتى خلال الحرب اللبنانية، والسياسيون في البلد مسؤولون عن الموضوع، يختلفون على التعيينات القضائية والتعيينات الأمنية، وعلى اختيار رؤساء الطوائف الروحية، مثلاً نحن لدينا مشيختان للعقل.

برأيك هل هناك أمل في التغيير؟ وهل تفكر بالهجرة؟
اللبنانيون يتشاجرون في الحفلات بسبب الزعماء، في أستراليا وكندا وغيرهما، ومرة في حفلة علي الديك حصل شجار سببه سياسي، أنا يائس بصراحة، لأن شعبنا مريض، نحن غرقنا ولا أحد يريد مساعدتنا لأننا لا نريد أن نساعد أنفسنا، وسيعيدون انتخاب الأسماء نفسها، ولم أفكر بالهجرة لأن أولادي هنا، لدي ابني الكبير سلطان الذي تزوج منذ فترة، وتاليا وأديب.

سلطان هو الوحيد من بين أولادك الذي اتجه للغناء؟
نعم، وحالياً نحن في أسوأ وضع بالنسبة لأي فنان، ففي الفترة الأخيرة هناك موجة الطبل والزمر أصبحت رائجة في السوق، والمستوى الفني الهابط، تصوري أن هناك من ينتقد السيدة فيروز لأن الرئيس الفرنسي زارها، ولكن فيروز، ووديع الصافي وصباح رحمهما الله، يكملون أرزة لبنان، وهم كانوا يزرعون فينا البسمة والحب في هذا البلد، ومن يطلق أغنيات فيها طبل وزمر يغني إما أغنيات فيها نعرات طائفية أو دينية، أو تغذي النعرات سياسية، أو تفاهات كي يبيع، ولا يوجد مثيل لفيروز في لبنان وعلى الصعيد العربي والغربي، فيروز لم تؤذِ لبنان، هي رفعت اسم لبنان عالياً، ويجب ان نقدسها، وكما قلت لك، شعبنا مريض يلزمه علاج.

هناك من انتقدوا فيروز بسبب عدم خروجها لإلقاء التحية على الجمهور الذي كان حاضراً أمام منزلها حين زارها الرئيس ماكرون.
هي لم تطلب من أحد أن يكون موجوداً أمام منزلها، وليس مطلوباً منها أن تخرج لتحيي أحداً، وهذه خصوصيتها، ويجب أن نحترمها كلنا.

ما رأيك في موجة أغاني المهرجانات؟
"مسخرة"، وسمعت أغنية "بنت الجيران" وهي مسروقة من أغنية محمد حماقي "حاجة مستخبية" وهي رومانسية وفيها عزف على الغيتار، لكن عمر كمال وحسن شاكوش حولاها إلى أغنية مهرجانات، وهما مسليان، فحين أكون سهراناً يضحكونني، لكنني أعتبرهما كما باقي مغني المهرجانات "كاراكوزات"، هل نصنفهم أنهم فنانون؟ بالطبع لا، هؤلاء لا أقبل بأن أسمعهم.

أغاني المهرجانات برأيك شبيهة بالأغنيات السورية السواحلية؟
هناك فرق، والأغنية السورية السواحلية ليست سواحلية فقط بل هي شعبية أيضاً، وهنا أعطيك مثلاً الفنان فؤاد غازي من الساحل السوري، ومن أجمل الأصوات السورية، وكان مطرباً شعبياً رقم واحد.

أي فنانين تستمع إلى أغنياتهم؟
أستمع لسلطان الطرب جورج وسوف، من أغنياته "حلف القمر" و"بتعاتبني على كلمة"، هذه أعمال لا تموت كلمات ولحناً وأداء، وأنا والوسوف صديقان وكنا نلتقي دائماً، لكن منذ أن توفيت والدته وإنتشار فيروس كورونا لم نعد نلتقي، وحالياً أنا ومعين شريف نتقابل من وقت لآخر، معين فنان لبناني متواضع يحب لبنان والناس، ومنذ أن ولد وهو على المسرح، لم يقيّمه سيمون أسمر في الماضي كما قيّمه الشعب، وعلاقتنا علاقة أخوة ونحن صديقان منذ 20 عاماً، وهو الوحيد الذي دعوته إلى زفاف ابني سلطان، وحضر إلى جانب الصديق صلاح الكردي.

الصداقات نادرة في الوسط الفني أليس كذلك؟
أنا لا أختلط كثيراً، وهناك من لديه أغنية واحدة ويظن نفسه "غراندايزر"، وأغلبهم أولاد شوارع.

هل لديك مشروع ديو جديد مع فنانة؟
قدمت ديو في السابق مع رجاء، وآخر مع فنان عراقي، وعرض عليّ صوت جديد، لكني لم أقرر بعد لناحية القبول أو الرفض، وأنا لست محتاجاً أن أقدم ديو مع أحد، وكنت في صدد العمل على ألبومي لطرحه ولكني تأخرت به، وكذلك أحييت حفلة في تونس سيتضمنها الألبوم، وكنت حضرت مع صلاح الكردي أغنية "أتغزل فيها"، وهي شعبية وموضوعها رائع، وكنت سأطرحها كأغنية منفردة، لكن الوقت ليس مناسباً، خصوصاً بعد الكارثة التي ألمت بلبنان بسبب انفجار مرفأ بيروت، والناس حزينة، لذا أجلت الموضوع.

هل من الخطأ أن يطرح الفنانون أغنيات في هذه الفترة؟
لا أحد يحب بيته ووطنه ويفعل هذا بهما، ونحن نكبتنا من السياسيين الذين لم يشبعوا من المال والنهب.

الشاعر والملحن فارس إسكندر يؤلف دائماً أغنيات عن هذه المواضيع.
هو من الشعراء والفنانين القلائل في لبنان، ويعتبر من الصف الأول، وأعطاني أجمل أغنياتي "عزتني الدني" و"قاضي ومحامي"، وعمه ناشد اسكندر أعطاني "كنت أنا غلطان"، وعائلة اسكندر عائلة فنية محترمة من محمد إسكندر إلى فارس اسكندر، إلى العم ناشد اسكندر.

ماذا عن الحب في حياتك؟
هناك حب في حياتي.. ووجدت الشخص المناسب، قلبي يدق منذ سنتين، لكني متأنٍّ بالارتباط كي لا يحدث لي فشل آخر.

أخبرني عن أغنية "بخاطرك" من مسلسل "مدرسة الحب"؟
هذه الأغنية طرحت تكريماً لصديقي وحبيب قلبي الممثل المصري الراحل فاروق الفيشاوي، وعندما أعلموني بأن الأغنية ستطرح في حلقته، أرسل لي الفيشاوي رسالة صوتية على هاتفي قائلاً:" يا رضا ايه الجمال دا انا مستنيك في مصر"، وكانت تربطني به صداقة، رحمه الله، وكنت أرافقه حين كان يأتي الى لبنان، وكان يرافقني في مصر حين كنت أسافر إليها.
المشاهد طرحت من العمل مع الأغنية، والجهة المنتجة له قامت بحظر الفيديو على يوتيوب بعد نزاع قضائي بين صفوان نعمو وشقيقه أمير نعمو من جهة، وبين الممثلة السورية جومانا مراد وزوجها ربيع بسيسو من جهة أخرى ، وتفاجأت وحزنت، ولم أناقش في الموضوع، ولم أرغب في التحدث مع جومانا مراد وزوجها عن الأمر المحصور بالخلاف بين الأخوين نعمو وبينهما، لكني حزنت لأن الأغنية فيها مشاهد للفيشاوي، فكان الأجدى أن يتركوها، على الأقل إكراماً له، ولكن سيأتي يوم وسأقابل جومانا مراد، وأنا أعرفها جيداً منذ وقت طويل، ولكني عاتب عليها لماذا لم تتصل بي وتطلب مني أن لا أقوم بطرح الأغنية، وأنا حزنت على القيمة الفنية التي يمثلها فاروق الفيشاوي، والأغنية بالصوت هي من حقي طبعاً.

ماذا عن الاحتياطات اللازمة بالنسبة للوقاية من فيروس كورونا؟
لا أعلم، ولكني حتى الآن لست مقتنعاً بقصة فيروس كورونا، عاليه فيها 200 أو 300 ألف نسمة، لم أرَ حتى الآن أو أسمع أن أحداً أصابه هذا الفيروس، أنا أظن أنه نوع من الإنفلونزا، وقاموا بصنع هالة كبيرة له.

من تظن من الفنانات أنها لا زالت تحافظ على قيمتها الفنية؟
شيرين عبد الوهاب هي الوحيدة التي لا زالت محافظة على مستواها، هناك من إختفت أصواتهن، وأخريات انحدرن في مستواهن.

الفنانة نجوى كرم قدمت أغنيات رومانسية وطرب شعبية، ما رأيك باختياراتها؟
لم أسمع جديدها، فأنا أحب أغنياتها القديمة، منها "عم يرجف قلبي يا إمي" و"أنا ما فيي".

كم تأثرت بسوريا، خصوصاً أنك عشت نصف حياتك فيها؟
هاجرت بسبب الحرب اللبنانية إلى سوريا، وأنا نصفي سوري، فوالدتي، رحمها الله، سورية، سوريا علمتنا الثقافة، وتدريس اللغة العربية رقم واحد في سوريا، ونتمنى أن يتم إدراج كتاب في المناهج المدرسية يعلم الأولاد الوطنية وحب لبنان.
رحم الله الشهيد رفيق الحريري الذي رحل ولم يأتِ مثله، على الرغم من الفساد الذي كان موجوداً في عهده، لكن منذ عام 2005 وحتى الآن حصل أكبر فساد في لبنان.

عدم وجود شركة إنتاج حالياً هو قرارك الشخصي؟
بسبب التكنولوجيا والسوشيال ميديا، لم يعد أحد يشتري أسطوانة، لأنه أصبح هناك تطبيقات موسيقية وفلاش ميموري، ويوتيوب، لم يعد الأمر مربحاً، ولا فائدة من طرح ألبوم.

أصبحت تنتج لنفسك؟
في أغنيتي "خلينا مع بعض" كان إنتاجاً مشتركاً بيني وبين محمد ياسين صاحب شركة وتلفزيون أرابيكا، وهو صديق، وبغض النظر عن أنني وقعت معه عقداً وانتهى، ولكن لا زال التعاون مستمراً، ولم نعد نستطيع الاتكال على شركة انتاج، فأكبر شركة هي روتانا أصبحت متعهدة حفلات.

ما هي كلمتك الأخيرة؟
تحية كبيرة لرئيسة تحرير موقع الفن هلا المر التي أعرفها منذ 25 عاماً، وهي سيدة بكل معنى الكلمة، ولها فضل عليّ وعلى العديد من الفنانين، وهي حبيبة قلبي، وأتمنى لها العمر الطويل.