متى تنتهي الطائفية من القلوب ونحن نطالب بمحوها من النصوص؟ متى نتوقف عن سبّ وشتم الآخرين بحسب دينهم قبل أن يكونوا مشاهير؟ هل ضاقت الدنيا ولم تعد تتسع للجميع؟
هل يجب أن يكون العالم كله مصبوغاً بلون واحد؟ أو طائفة واحدة؟ قد نأسف على هذا المجتمع الذي لا يتقبل الآخر كما هو، لكن أن يدخل التعصّب في مجال الفن أيضاً، فهذا أمر مقلق جداً.


نقلق اليوم على ذهنية الطائفيين ووسعهم الثقافي ومدى قبولهم للآخر المختلف، منذ سنوات عديدة وأهم الكتّاب والمؤلفين والمخرجين والفنانين ينادون بثقافة التنوّع وتقبل الآخر المختلف والمساواة، هل ذهب تعبهم سدى؟ ندرك أن في زمن الكورونا والإنهيار الإقتصادي عاد العالم تقريباً الى حيث بدأ، لكن أيعقل أن تعود الأذهان والفكر العربي الى حيث بدأوا؟
في مجال الفن، لا تزال الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم تواجه جملة من السب والشتائم بسبب ديانتها المسيحية، وذنبها أنها صممت فيلتر برسم وجهها، تُمكّن من خلاله المستخدمين الحصول على ملامح وجهها والمكياج الخاص بها الذي تعتمده بشكل يومي وفي إطلالاتها مع إبراز الشفتين والشامية على خدها.
نشرت نادين صورة لابنتها "هافن" وهي طفلة إبنة السبع سنوات، معتمدة فيلتر والدتها وبرز الشبه بينهما، إلا أن تعليق نادين نجيم على الصورة إستفز بعضهم عندما كتبت: "اسم الله اسم الله اسم الصليب عليها، بنتي كمان اتصورت بالفلتر".
مهما إختلفت دياناتنا، فنحن متساوون أمام الله، وكل واحد سيُحاسب على أعماله. أظهروا قليلاً من المحبة، فالكراهية لن تحملوها معكم إلى الجنة بل إلى جهنّم.