إعتدنا أن تثير الممثلتان المصريتان رانيا يوسف وياسمين صبري الجدل في كثير من الأمور، منها ما يتعلق بإطلالاتهما في الأحداث الفنية، أو بتصرفاتهما في حياتهما اليومية.


ولكن ما قامتا به مؤخراً، في ما خصّ تصريحيهما عن فيروس كورونا خلال حضورهما فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، هو أمر غير مقبول، خصوصاً من نجمتين بمكانتهما الفنية، ولديهما جمهور عريض يتأثر بما تقولانه، ويأخذه على محمل الجدّ.
فليس من المقبول أن تستخف ياسمين صبري بهكذا فيروس خطير يجتاح العالم بأسره، وتتحدث عن الموضوع وكأنه أمر عادي، قائلةً :"البقاء للأقوى".
في ظل إنتشار هذا الفيروس الخبيث، البقاء للأقوى الذي يتبع الإجراءات الوقائية المفروضة من قبل المنظمات الصحية والطبية، وليس البقاء للأقوى بغياب الوقاية، وكأننا نعيش في غابة.
والبقاء للأقوى في هذه الحالة تحديداً، وإن أردنا أن نتحدث طبياً، هو لمن يتمتع بمناعة قويّة، تمكنه من مقاومة هذه العدوى، وليس لمن يمتلك المال والسلطة.
وليس من المقبول أيضاً أن تقارن رانيا يوسف بين محاربة الإنسان لهذا الفيروس، ومحاربة الإنسان القديم للديناصورات، فهناك فرق شاسع في الحالتين، بين محاربة فيروس غير مرئي ولا زال يلفه الكثير من الغموض لغاية اليوم، على الرغم من إجراء العديد من الأبحاث عنه، وبين محاربة حيوانات لا أعتقد أنها كانت عدوّة للإنسان، إذ كانت تتحكم بها غريزتها الحيوانية، فكان "البقاء للأقوى" هو الشعار الوحيد بالنسبة لها.
لا نعلم إن كانت ياسمين ورانيا تدركان ما تقولانه، لناحية خطورته بالدرجة الأولى على وعي الجمهور لمواجهة هذا الفيروس وتعاملهم معه، ولا نعلم إن كان ما صرحتا به نابعاً من جهل علمي وطبي، وهو الأمر الأخطر، فعلى النجم أن يكون مطلعاً، ولو قليلاً، على ما يحصل من حوله، وأن تكون أجوبته مدروسة وواقعية، حتى لو تضمنت المزاح.