تمضي السنين، لكن صوتها يبقى صوت الطفولة، الذي يرسم ألحانه مزيجاً من المشاعر التي تستدعي ذكريات طفولتنا.


ولدت الفنانة السورية رشا رزق يوم 5 آذار/مارس عام 1976 في دمشق، وظهرت موهبتها الموسيقية في الغناء منذ عمر مبكر، وبدأت بدراسة الموسيقى العربية في عمر التاسعة، وشاركت في العديد من الأنشطة الموسيقية لفرق شابة أولها فرقة ليزر، ثم شكّلت مع إبراهيم سليماني فرقة "الأفق"، ثم شكّلا في عام 1996 فرقتهما "إطار شمع"، مع مجموعة من الموسيقيين.

بداياتها
تقدمت رشا رزق في عام 1997 إلى امتحان القبول للمعهد العالي للموسيقى، بعد أسبوعين من التحضير مع الفنانة لبانة القنطار، ودرست على يد غالينا خالدييفا وناتاليا كيريتشينكا، وتخرجت عام 2002 بتفوق.
قامت بعدة ورشات عمل مع العديد من الفنانين، ومنهم شونا وينزلي، غلوريا سكالكي، فاليري فلوراك، رتيبة الحفني، ميا بيسيلينك، وكارولين دوما، في معهد الإيكول نورمال في باريس، ومع ميريديث مونك في دمشق.
كما عملت لدى شركة الزهرة للإنتاج والدبلجة، وقدمت معها العديد من الأعمال.
بدأت الغناء منذ سن التاسعة على يد نعيم حنا، ودعمتها والدتها للسير في هذا الطريق، وتابعت دراستها الأساسية بدمشق، وهي حاصلة على شهادة البكالوريا عام 1995، كما أنها دارسة للتجارة والأدب الفرنسي بالمراسلة مع جامعة السوربون بفرنسا.
وكانت أستاذة غناء أوبرالي في المعهد العالي للموسيقى بدمشق، الذي تخرجت منه عام 2002.

أعمالها
لعبت رشا رزق دور جمانة في أول أوبرا عربية قُدمت في قطر، وهي "إبن سينا"، للمؤلف ميخائيل بورستلاب، ودور الساحرة الأولى في دايدو وإينياس في تونس، ودور ميكائيلا في كارمن، وقدمت عدداً من الحفلات في باريس، مونتريال، عمان والدوحة.
شاركت في حفلات الأوركسترا الوطنية السورية، كما غنت لعدة حفلات لموسيقى الباروك في دمشق، وعمان وأمستردام لأعمال ومنها كانتانات لباخ، أوراتوريو المسيح لهاندل، غلوريا لفيفالدي وستابات ماتر لبيرغوليزي. وسجّلت ألبوما مع فرقة كونتراستو أرمونيكو لموسيقى الباروك، ضمن مشروعهم لتسجيل كافة كانتانات هاندل الإيطالية.
قدّمت 3 ألبومات خلال مسيرتها الفنية، وهي "إطار شمع" عام 2007 و"اللعبة" عام 2014 و"ملاك" عام 2017، وبعد 5 سنوات من سفرها للإقامة في فرنسا، لمتابعة الدراسة الفنية والتدريس الجامعي والعمل الموسيقي، أطلقت ألبوماً غنائيّاً جديداً "ملاك"، وضَم مجموعة من الأغاني المتنوعة.
وفي حين تسترجع رشا رزقروح المكان والمهد في أغنية "يمكني جنيت"، التي تحكي عن الإنتماء وذكريات تأبى مفارقة السوري أينما رحل، وكانت أغنية "سكروا الشبابيك" الأكثر جدلاً عند الجمهور وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، تقارب فيها الواقع السوري قبل الحرب وبعدها، وتدعو الناس إلى إغلاق النوافذ وأن يكونوا أقصى أمنياتهم البقاء سالمين يوماً آخر.

مسلسلات الكارتون
إلى جانب مسيرة رشا رزق الفنية مع فرق موسيقية مختلفة عربية وعالمية، لا يمكن أن ينسى أي شخص من جيل الثمانينيات وحتى التسعينيات كلمات الأغاني التي أدتها حينها، فقد غنَّت شارات معظم أفلام كرتون الطفولة، ومنها "ريمي، الكابتن ماجد، أنستازيا، والبوكيمون".
ومن مسلسلات الأطفال التي شاركت فيها أيضاً "سندريلا، عهد الأصدقاء، أنا وأخي، تويتي، المحقق كونان، المقاتل النبيل، أبطال الديجتال، سابق ولاحق، السيف القاطع، حكايات ما أحلاها، دايس، أوف سايد، البطل الذهبي، بلاك كات، ساموراي7، كليلة ودمنة، بي بليد، القناص".

في أوروبا
عاشت رشا رزق تجربة لم تخطر لها ببال قط في أوروبا، ووجدت نفسها مغنية سوبرانو بأوركسترا كل أعضائها لاجئون ومهاجرون سوريون.
إنتهزت ومعها بقية أعضاء الأوركسترا، هذه الفرصة لتعريف الجمهور الغربي على الثقافة السورية، معتمدين على الفن وحده في إزالة الفجوات بين ثقافة الشرق وثقافة الغرب.

توزيع موانع حمل على مخيمات النازحين السوريين
أثارترشا رزقجدلاً كبيراً عبر مواقع التواصل الإجتماعي، بعدما طالبت بعدم الإنجاب في مخيمات النازحين السوريين، وعلقت: "نداء إلى كل المنظمات الإنسانية، فريق ملهم منظمة بنفسج، بسمة وزيتونة وكل الأفراد الناشطين بالعمل الإنساني.. مشان الله ابعتو مساعدات حبوب منع حمل او واقيات ذكرية مشان ما تبعتو بعدين أضعافهن أدوية و علاجات لتشوهات و أمراض و مصايب".
وأضافت: "شو ذنب الطفل ينحرم من التعليم و الطبابة وأساسيات الحياة؟ مشان يتمتع أمه وأبوه بحقهن بالإنجاب حق الطفل أولوية ولا يأتي بالدرجة الثانية بعد حق البالغ بالإنجاب.. كل من بيخلف ولد بالمخيمات وهو بحكم المجرم وخلصنا.. خلينا نعمل حملة موانع الحمل.. سوريا ليست بلد آمن لإنجاب الأطفال".

معلومات قد لا تعرفونها عنرشا رزق
متزوجة من الفنان والملحن إبراهيم سليماني منذ عام 2003، ورزقا بإبنة واحدة أسمياها "سارة".
لها فرقة هي وزوجها تدعى "بإطار شمع".
تغني الموسيقى العربية والجاز ولها عدة تسجيلات وحفلات في مرسيليا، أثينا، ألمانيا، لندن، دبي، قطر، الكويت، والصين.
لعبت دور سوزانا "سوبرانو" خادمة الكونتيسة في مسرحية، التي عرضت لأول مرة في دمشق عام 2010، في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق.
تُعتبر من كبار المعارضين السياسيين في سوريا، منذ إندلاع الحرب عام 2011، مما دفعها إلى الخروج مع عائلتها من سوريا، لتستقر في نهاية المطاف في فرنسا.