وتستمر برامج المواهب في إستقطاب المشاهد العربي وتحريك منصات مواقع التواصل، بعيداً من الشحن الطائفي والسياسي الذي نعيشه في لبنان.


كما عودتنا إدارة MBC الشاشة العملاقة على ضخامة إنتاج أهم الفورما العالمية لأهم برامج الهواة، عادت إلى جمهورها على امتداد العالم العربية ببرنامج "The Voice Senior" ليسلط الضوء على مواهب ذهبية مخضرمة فوق سن الستين، وتحت إشراف ومواكبة لجنة مؤلفة من أربعة مدربين هم هاني شاكر، سميرة سعيد، نجوى كرم وملحم زين.


لا نبالغ لو وصفنا الحلقة الأولى من البرنامج بالنارية، والتي أتت على قدر من الفخامة والرقي والتنفيذ المحترف لقواعد البرنامج العالمي والإخراج الملفت للغاية.
مواهب ذهبية هذا أقل ما يقال فيها، أعادتنا إلى زمن الفن الجميل، فقد لمسنا هيبة ووقار هذه المواهب التي أضفت على المسرح رنيناً وألقا.

إنطلق البرنامج بأغنية "أنا كل ما أقول التوبة" للعندليب الراحل عبد الحليم حافظ، غناها النجوم نجوى كرم وسميرة سعيد وملحم زين بأجواء عكست إيجابية وفرحاً وتألقاً بين أعضاء لجنة التحكيم.
وهنا لفت أداء نجوى للأغنية المصرية والتي إستحوذت على إعجاب الجمهور. والملفت أيضاً أناقة نجوى وسميرة واللوك المعتمد من قبلهما، والذي أظهرهما وكأنهما في الثلاثين من العمر.

بالإنتقال إلى المواهب :

فيصل الحلاق الذي قدم أغنية "كرمال النسيان" للموسيقار اللبناني الراحل ملحم بركات، يتمتع بصوت جهوري وقوي للغاية، دفع بأعضاء اللجنة إلى الاستدارة له إعجاباً وتقديراً، ليعلن هو عن معرفته بنجوى منذ ان كانت طفلة بحكم الجيرة بينهما. نجوى لم تتوانَ للحظة عن إستعادتها للذكريات معه، فتقدمت منه وقبلته، وقدمت له الدعم ليختار الانضمام إليها في نهاية المطاف.

داني حاتم من لبنان، لم يحالفها الحظ، فلم يستدر لها أيّ نجم من لجنة التحكيم، لكنها أبكت اللجنة والمشاهدين بعد إنضمام إبنيها إليها ليقدما لها مقطعاً من أغنية "Les yeux de la Mama"، وأحد إبنيها هو الفنان مارك حاتم الذي تميز بمساركته في برنامج The Voice فرنسا.

بعدها أطلّت سعاد حسن من المغرب، لتؤدي أغنية "أروح لمين" لكوكب الشرق أم كلثوم، وحصلت بدورها على لفة رباعية، واختارت الانضمام إلى فريق سميرة. سعاد قنبلة البرنامج من دون مبالغة، فهي تتمتع بخامة صوتية كبيرة وقدرات صوتية نجزم أنها تتفوق على قدرات كبار النجوم في العالم العربي. لقد أبهرتنا بقوتها وحضورها وصوتها المطواع، وقدرتها على اللعب بالنوتات الموسيقية بطريقة مذهلة.

بالإنتقال إلى المشترك يوسف باجبير من المملكة العربية السعودية الذي قرر أن يعزف على العود ويغني في وقت واحد، إذ أدى أغنية "ردي سلامي" لفنان العرب محمد عبده، قد إستدار له هاني شاكر وسميرة سعيد، وإختار الانضمام إلى فريق سميرة.

أما آخر المواهب الإستثنائية في الحلقة، فكانت الفنان القدير عبدو ياغي من لبنان، صاحب الباع الطويل والمسيرة الحافلة في الفن، وهو الحائز على الميدالية الذهبية من برنامج "ستوديو الفن". ياغي قدم موالاً وأغنية "يا صلاة الزين" للفنان المصري الراحل زكريا أحمد. وقد حصل ياغي على لفة رباعية، وإختار الانضمام إلى فريق ملحم زين.

وهنا لا بد من التوقف قليلاً عند مشاركة ياغي، بداية لا بد من توجيه التحية إلى الفنان ملحم زين الذي ومن لحظة استدارته وجه التحية إلى ياغي، وقال له بالحرف الواحد "أتشرف بالانضمام إلى فريقك"، فيما نجوى لم تتعرف إليه للوهلة الاولى، لكنها عادت واستدركت الموضوع، وأغدقت عليه بالكلام الجميل، أما الفنان هاني شاكر فلم يتعرف على ياغي بالمرة، إذ سأله عن إسمه بعد إنتهائه من تقديم الاغنية.


مشاركة الفنان عبدو ياغي أحدثت نوعاً من البلبلة، فالبعض أيد مشاركته في البرنامج، فيما البعض الآخر لم يحبذ هذه المشاركة، مرجعاً السبب إلى قيمته الكبيرة وتاريخه الفني، إذ يعتبر ياغي رمزاً للفن الجميل في لبنان. ناهيك عن ذلك لم يستوعب البعض فكرة أن يكون ياغي عضواً ضمن فريق ـحد المدربين الاربعة، فهو بالنسبة إليهم كوالدهم الروحي في الفن، وبموقع إسداء النصائح لهم، على الرغم من أن مسيرة كل مدرب حافلة بالنجاحات.
وأمام وجهتي النظر، لا بد أن نحترم مشاركة الفنان عبدو ياغي في البرنامج، طالما أنها جاءت بناء على رغبته، ومما لا شك فيه أن إطلالته هذه، بعد غياب دام لسنوات، أعادت الوهج إليه.