ولد الممثل والمخرج السوداني ياسر عبد اللطيف يوم 1 كانون الثاني/يناير عام 1970 في الخرطوم، وإشتهر من خلال مشاركته في عدد كبير من المسلسلات السورية، حيث أنه عاش في دمشق أكثر من عشرين سنة، وتوفي في السودان يوم 30 أيلول/سبتمبر عام 2020، بعد غيبوبة بسبب نزيف حاد في الدماغ، ليترك أصدقائه وجمهوره تحت صدمة رحيله المبكر والمفاجئ.


خلال عمله التلفزيوني قدّم بعض الأدوار اللافتة، التي أكدت على كونه ممثلاً يتمتع بطبيعة خاصة، وقدرة على تحقيق إنتشار واسع.

بداياته وأعماله
كان ياسر عبد اللطيف يريد دراسة التمثيل في مصر، لكن سوء العلاقات حينها بين الخرطوم والقاهرة حال دون ذلك، فسافر إلى سوريا ليكمل دراسته للتمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، ودرس فيه وتخرج منه عام 1993ن وكان ذلك تاريخ بداية مشواره الفني، الذي تميّز بالتنوع والغنى، وكان دفعته تضم حينها باسم ياخور وشكران مرتجى وآمال سعد الدين وقاسم ملحو ومريم علي ومهند قطيش وفرح بسيسو وكمال البني وحنان شقير والأردنية أسماء قاسم.
عمل في المعهد بعد تخرجه لخمس سنوات، معيداً ومساعد مدرس ثم مدرساً لمادة التمثيل، وممثلاً بالمسرح القومي السوري ومدرّساً ومشرفاً على عدد من الدورات في المعاهد الخاصة، ثم عاد إلى السودان عام 2013، وأسس (المختبر المسرحي) في عام 2014، وقدّم من خلاله العديد من المشاريع،ـ بالإضافة للإشراف على تدريب الشباب.
من مسرحياته في دمشق، نذكر "الغرماء، روميو وجولييت، الليلة الثانية عشرة، ليالي شهريار، سرير ديزدمونة، هاملت بلا هاملت".
يحمل رصيد ياسر عبد اللطيف 25 مسلسلاً، نذكر منها "ياسين تورز، تل الرماد، العوسج، رمح النار، الزير سالم، صلاح الدين الأيوبي، حديث المرايا، بقعة ضوء، سيف بن ذي يزن، عشنا وشفنا، ذكريات الزمن القادم، الحور العين، قمر بني هاشم، صدق وعده، كليوباترا، الحسن والحسين، عمر"، وجميعها في سوريا، بينما شارك في المسلسل العربي المشترك "مطلوب رجال"، والمسلسل المصري "الخواجة عبد القادر".

الدراما السورية
إعتبر ياسر عبد اللطيف أن الدراما السورية أنصفته كثيراً، بعد قضاء أكثر من عشرين عاماً فيها، مشيراً إلى أن الجمهور السوري والمشاهد إحترمه وعرفه من تقديم لأبسط دور في أقل الأعمال أهمية، وقابله بترحاب وبمحبة، مشيراً إلى أن أهم وأقصى ما يسعد الممثل ويسعى إليه هو محبة الجمهور وإرضاءه، ويكفيه إعجاب المشاهد يغذيه روحياً وإنسانياً ومعرفياً وإبداعياً، ويحفزني ويدفعني لتقديم الكثير.

كليوباترا
تعرّض ياسر عبد اللطيف لحادث مؤسف أثناء تصوير أحد مشاهده في مسلسل "كيلوباترا" عام 2010، حين سقط من إحدى فتحات جدران قلعة الحصن، وأُصيب على إثرها بعدة كسور أدت إلى نقله إلى مستشفى الحصن، وتلقى الإسعافات اللازمة وإنتقل بعدها إلى مشفى الرازي في دمشق، وخضع لعملين جراحيين.
وقد أكد وائل رمضان، مخرج العمل، تأثر فريق العمل في المسلسل بالحادث المؤسف، ولاسيما أن ياسر عبد اللطيف كان يؤدي مشاهده وهو سعيد بدوره، مشيراً إلى أن أسرة العمل أحاطته بعنايتها.
وأدى في ذلك العمل شخصية الرجل الضرير "هيرجو"، وهو واحداً من الأدوار المهمة في العمل، والشخصية هي واحد من عامة الشعب يشكل ضمير الناس والناطق بحالهم.

وفاته وشكران مرتجى تنهار في عزائه
توفيياسر عبد اللطيفيوم 30 أيلول/سبتمبر عام 2020، بعد صراع مع المرض، إذ كان في حالة غيبوبة بسبب إرتفاع ضغط الدم، بأحد مستشفيات الخرطوم في السودان.
ووفاءً منهم لزميلهم، أقام طلاب دفعته وأساتذته في المعهد العالي للفنون المسرحية، عزاء يوم 2 تشرين الأول/أكتوبر عام 2020 في دمشق، وحضره عدد من الممثلين ومنهم غسان مسعود وأمل عرفة ووائل رمضان وسلمى المصري وسحر فوزي ورضوان قنطار وتيسير إدريس وتماضر غانم وغسان عزب وتامر العربيد، إلى جانب بعض طلاب دفعته.
وإنتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي صورة من عزاء ​ياسر عبد اللطيف، ظهرت فيها ​شكران مرتجى و​أمل عرفة، وبدت فيها مرتجى منهارة من شدة تأثرها وحزنها على رحيله، فيما كانت عرفة تجلس إلى جانبها ممسكة بيدها في محاولة لمواساتها.

معلومات قد لا تعرفونها عنياسر عبد اللطيف
أشار إلى أن الدراما السودانية يلزمها الإنتاج، ومشكلتها إنتاجية بحتة خصوصاً مع توافر الكوادر السودانية في كل المجالات من كُتّاب وممثلين ومخرجين وتقنيين وفنيين، لكن ليست لديهم قاعدة إنتاجية ورأس مال يشجع لكي ينتج.
نفى أن تكون للهجة السودانية، أي تأثير على إنتشارها.
كشف عن أحب الأدوار لديه، قائلاً: أحببت دور "ياقوت" في "الزير سالم"، ومشاركتي في "بقعة ضوء" مع المخرج الليث حجو، ومع المخرج نجدة أنزور في "تل الرماد" ومع المخرج هيثم حقي في "ذكريات الزمن القادم".