إتحد الفنانون اللبنانيون والفرنسيون ليلة أمس، وذلك بمبادرة من الموسيقي العالمي إبراهيم معلوف وادارة تلفزيون فرانس 2 من أجل لبنان وشعبه المحبط، وذلك بعد إنفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 آب الماضي، في حفل أقل ما يقال عنه إنه إستثنائي وتحت شعار Unis pour le Liban أي "متحدون من أجل لبنان".


فرنسا وقفت إلى جانب لبنان الجريح والمتألم، ورفعت من معنوياته مرة جديدة، لكن هذه المرة بعيداً عن السياسة، وبطريقة أرقى، وذلك عبر الفن والموسيقى.
المؤلف الموسيقي إبراهيم معلوف أبى أن يترك وطنه الأم وشعبه يتعذبان لوحدهما، فتحرك على طريقته، وجمع أهم النجوم الفرنسيين، بالاشتراك مع نجوم لبنانيين، فإتحدوا في سهرة لن ينساها بلد الأرز، على مسرح الأولمبيا العريق.
400 شخص دعيوا الى هذا الحفل، منهم السفير اللبناني في فرنسا رامي عدوان، وممثّلو الجهات الفرنسية واللبنانية الشريكة في الحدث، ومنهم جيلبير شاغوري، وستيفان أمين، وإيلي زعني، والشخصيات الرسمية الفرنسية، منها وزيرة الثقافة أودري أزولي والرئيس السابق فرانسوا هولاند ورفيقته، وخُصِّصت باقي المقاعد للمدعوين الآخرين اللبنانيين والفرنسيين، وذلك ضمن الإلتزام بالاجراءات الوقائية من فيروس كورونا.
الافتتاحية كانت مع الفنان اللبناني الفرنسي ماتيو شديد المعروف بـ M، ورافقه عزفاً على البيانو إبراهيم معلوف والفرقة الموسيقية وجوقة La Maîtrise de Radio France المؤلفة من 41 طفلاً بقيادة صوفي جانين، وذلك قبل دخول أول دفعة من الفنانين، منهم هبة طوجي، باتريك برويل، إميلي سات، باسكال أوبيسبو والشاعر Grand Corps Malade وعازف الكمان رونو كابوسون.
بعد الأغنية الافتتاحية رحب الاعلامي Nagui بالحضور والمشاهدين، وشكر كل الذين تعبوا وحضّروا من أجل هذه الحفلة التي تم تنظيمها من أجل مساعدة لبنان، ونوّه بالعديد من الطرق التي يمكن التبرع من خلالها للبنان، كالموقع الالكتروني الخاص بالصليب الأحمر، أو عبر إرسال رسالة نصية، أو عبر شيك مصرفي على حسابات الصليب الاحمر الفرنسي، والذي سيرسلها بدوره الى الصليب الأحمر اللبناني.
بعدها غنت هبة طوجي أغنية Moulins de mon Coeur، التي سبق أن قدمتها في تجربة الأداء خلال مشاركتها في برنامج ذا فويس بنسخته الفرنسية، ولكن هذه المرة رافقها غناءً الفنان الفرنسي فياني، وعلى البيانو المؤلف الموسيقي أسامة الرحباني.
بدوره قدم الفنان فلوران باني أغنية Savoir aimer، ورافقه عزفاً على البيانو الفنان باسكال أوبيسبو الذي غنى Chanter pour ceux qui sont loin de chez eux، ورافقه عزفاً إبراهيم معلوف.
من جهتها أطلت الصحافية ليا سلامة من بيروت ببث مباشر، ونقلت رسالة اللبنانيين الذين عبروا عن مدى تأثرهم بوقوف الفرنسيين الى جانبهم في هذه المحنة.
بعدها إستمر الحفل بتذكير Nagui في كل مرة بكيفية التبرع لمساعدة لبنان، وإعتلت الفنانة كاميليا جوردانا المسرح وغنت بصوتها الدافئ نشيد الحب Hymne a l’amour ورافقها إبراهيم معلوف عزفاً على البيانو، الذي عاد وإجتمع مع الفنانة كلارا لوسياني والفنان ماتيو شديد في La bonne etoile. بعدها إعتلى فريق تريو Tryo المسرح وغنى Ne quelque part.
الفنان باتريك برويل أدى Qui a le droit غناءً وعزفاً وسط تصفيق حار من الحاضرين.
إميلي سات ومايكل جونز والشاب خالد قدموا Que disent les chansons du monde، وكان لافتاً التوزيع الموسيقي الجديد للاغنية، والذي جمع بين 3 أنواع موسيقية، تحت إشراف إبراهيم معلوف الذي رافقهم على المسرح بعزفه على البيانو، فيما جونز كان يعزف على الغيتار أيضاً.
الفنانان برنار لافيلييه وسيريل موكايش قدما سوياً أغنية Samedi soir a Beyrouth.

الصحافية ليا سلامة أطلت مجدداً، وهذه المرة مع المخرجة اللبنانية نادين لبكي التي عبرت عن فخرها بهذا الحفل، خصوصاً أن زوجها المؤلف الموسيقي خالد مزنر يشارك فيه، ووجهت رسالة أشارت فيها إلى أن ما حصل في لبنان هو نتيجة عمل الانسان، وتحديداً السياسيين. وبثت خلال الأمسية مقاطع فيديو مسجَّلة تتضمن رسائل وجهها الفنان البريطاني اللبناني ميكا، والفنان البريطاني ستينغ.

رسالة إلى كل النساء اللبنانيات وجهها الشاعر Grand corps malade عبر قصيدة Mesdames، مع عرض مقاطع فيديو لأمهات ونساء لبنانيات، وسط تأثر الحاضرين وتصفيق حار جداً، حتى أن الجميع وقفوا تحية لهذه الرسالة التي أوصلتها هذه المشهدية.
الفنانون دانيال ليفي وباسكال أوبيسبو وخالد مزنر والطفلة لين، التي كانت قد شاركت في ذا فويس كيدز بنسخته الفرنسية، إجتمعوا في أغنية L’envie d’aimer، قبل أن يطل الفنانان فلوران باني وباسكال أوبيسبو للمشاركة أيضاً في هذه الاغنية.

الرياضي والفنان يانيك نواه قدم أغنية Ose، ورافقته جوقة La Maîtrise de Radio France.
إعتلى بعدها إبراهيم معلوف المسرح، ووجه تحية الى كل اللبنانيين الذين يشاهدون الحفل، وقرر أن يعرف بنفسه عن الفنانة هبة طوجي والمؤلف الموسيقي أسامة الرحباني، وعبر عن فخره بتواجد الرحباني في هذا الحفل. وقدم الثنائي طوجي- الرحباني أغنية "بغنيلك يا وطني"، بعدها قدم الفنان سلفاتور أدامو أغنية Les collines de Rabiah، من جهتهما قدما الديو Madame Monsieur أغنية Mercy.

عازفة التشيللو أستريغ سيانوسيان والمؤلف الموسيقي عبد الرحمن الباشا قدما مقطوعة Romance الموسيقية، التي نقلتنا الى عالم من السلام.

لم يخلُ الحفل من رسالة تقدير لرمز الفن في لبنان وسفيرته السيدة فيروز، فغنت الفنانة ميلودي غاردو والفنان ماتيو شديد، الى جانب المؤلف الموسيقي أسامة الرحباني والمؤلف الموسيقي إبراهيم معلوف عزفاً، أغنية "حبيتك بالصيف" بالنسخة الفرنسية، ورافقت الأغنية صور للسيدة فيروز في خلفية المسرح، وبعدها وإشتعلت الأجواء الراقصة مع دخول عازفات طبول والراقصة الشرقية نوريا.

دخل الفنان الجزائري سولكينغ المسرح، وغنى أغنية Liberte، بعدها غنى الفنان دانيال ليفي أغنية Un jour se leve، أما الفنان Ycare فغنى أغنية Les cedres.

في الختام توجه إبراهيم معلوف بالشكر لكل الفنانين الذين تعاونوا معه من أجل تحقيق هذه الأمسية الفنية الغنائية، بالإضافة الى قناة "فرانس 2" التي نقلت الحفل، بالتعاون مع قناة "فرانس أنتر"، وفرانس تلفزيون و Tv5 Monde والمحطات اللبنانية LBCI وMTV والجديد وتلفزيون لبنان وOTV"، وختم بعزفه Red and Black Light، وبعدها أطلت هبة طوجي وماتيو شديد وغنيا Mappemonde، وفي الختام صعد كل النجوم الذين شاركوا في هذا الحفل الضخم الى المسرح.

من جانبنا، من موقع الفن، لا بد من أن نوجه شكراً كبيراً الى الموسيقي الانساني إبراهيم معلوف على هذه الخطوة المهمة التي قام بها، والى كل الفنانين الذين شاركوا في الحفل، وتعبوا لمساعدة لبنان وشعبه في هذه الفترة الصعبة التي يمران بها.