عاشت الفنانة السورية رويدا عطية فترة صعبة بعد تعرض إبنها زين لخطر كبير إثر إرتفاع حرارة جسمه، وهذا نتيجة مرض وراثي، وبفضل قوة رويدا وشجاعتها ورعاية الله، نجا زين من الموت.


كيف عاشت رويدا هذه التجربة الصعبة؟ ولماذا إختارت أن تتشاركها مع الناس؟ وأسئلة عديدة عن هذا الوضع الدقيق، تجيب عليها الفنانة رويدا عطية في هذا اللقاء.

كيف عشتِ هذه الفترة الصعبة؟ أخبرينا عن تفاصيلها؟
أشكر الناس، وأتمنى أن أكون أثرت بهم بطريقة ما. كنت سعيدة بأني قمت بتوعية لكل أم جديدة، ما حصل مع زين هو إرتفاع مفاجئ وكبير في حرارة جسمه، وهذه الحالة وراثية إذ كانت تحدث لي. حصلت الحالة أول مرة لزين منذ عام تقريباً حين كنا في ألمانيا، وهناك تعرف أنك إنسان، وحينها فقدت الوعي، وأختي هي من دعمتني، وخدمة الطوارئ هناك كانت سريعة جداً، وقالت لي الطبيبة حينها إن الحالة ممكن أن تتكرر ولكن بطريقة أخف. ثم عادت الحالة منذ أسبوع، وما حصل هو أن حرارة زين إرتفعت كثيراً في الليل، وظهر سائل على فمه، فإتصلت بالطوارئ، قالت لي التي أجابت على إتصالي إنها لا يمكن أن تخدمني، وعليّ أن أتصل بالصليب الأحمر، ولكني طلبت منها أن تعطيني الإسعافات الاولية التي يجب أن أجريها لإبني، ولكنها أقفلت الخط في وجهي. ثم إتصلت بالصليب الأحمر، وكان من تلقى الإتصال عديم الشفقة وكذلك أقفل الخط في وجهي، زين حينها سلم روحه وتوقف قلبه. أنا هنا كنت في منتهى البرودة وكأن الله يتفقد صبري.
سألت صديقتي ما إذا كان إبني قد مات، ورحت أقول "إنا لله وإنا إليه راجعون"، إتصل بي زوجي، قلت له نحن ذاهبون لندفن إبنك، كنت بحالة غير طبيعية وفاقدة للتركيز. لم أبكِ، لم أصرخ، كنت وكأني جثة. بعد 40 ثانية، شعرت أن أحداً صفعني، ركضت، وقالت لي صديقتي إن إبني على قيد الحياة، أخذته بيدي مع الشاب الذي يعمل معنا إلى المستشفى، ووالد زين كان في حالة هستيرية أيضا.
الله أعطى زين الروح مرة ثانية، حين وصلنا إلى المستشفى قالوا لي إنه تخطى مرحلة الخطر، وكأن أحداً عالجه فجأة، خضع لكل الفحوصات والتخطيط، وكانت كلها جيدة.
كانت العاملة في المستشفى سيئة جداً ومهملة رغم دقة الموضوع، طلبتُ أن يضعوا الدواء لزين، ولكنها رفضت قبل أن أعطيها 270 ألف ليرة لبنانية، حينها قلت لها إن أحداً في طريقه إلينا، وسيحضر لها المال، لكنها بقيت مصرة على أن يتم دفع المبلغ قبل إعطاء زين الدواء، صراحة هي إنسانة عديمة الأخلاق والإنسانية، قلبي خرج من مكانه حين رأيت إبني نائماً أمامي.

كيف واجهتِ الأمر؟
كنت قوية جداً لأن الله معي ولأني لم أخطئ يوماً بحق أي شخص، حتى الناس التي ظلمتني لم أستطع أن أؤذيها.

لما إخترتِ أن تطرحي الموضوع على العلن؟
لأنه على الناس أن تعلم وتتعلم، ولكي أؤكد أن هناك أشخاصاً فاسدون، لكني لم أشمل بكلامي كل المؤسسات، فالصليب الأحمر مثلاً منظمة محترمة، لكن الشخص الذي رد على إتصالي هو شخص مهمل. والموضوع أيضاً ينطبق على مستشفى سان شارل، فهو مستشفى محترم، وأنا أنجبت إبني فيه، لكن الموظفة التي قابلتها هذه المرة كانت مهملة وبلا شفقة.

كيف كان تفاعل الناس بعد أن شاركتهم هذه التجربة؟
هناك الكثير من الناس الذين قالوا لي إن أولادهم يعانون من نفس الحالة، فأعطيتهم إسم الدواء وإسم خافض الحرارة، وعلينا أن نراقب حرارة الجسم دائماً.

وماذا بعد؟
أنا اليوم سأتخلى عن لبنان، ويعز عليّ أن أودّع الشعب اللبناني الذي إستقبلني، والأصدقاء هنا، أصبح لدي إبن أخاف عليه، ولذلك سأهاجر قريباً، أما زوجي فهو مقيم في سيدني في أستراليا، وهو يرسل دائماً مساعدات للصليب الأحمر، فكان مصدوماً لأنه لم يجد من يعطي لإبنه دواء.

أين ستستقر رويدا؟
سأسافر إلى برلين حيث يعيش أهلي، وحين يكون لدي عمل سأسافر إلى هنا وأعود إلى هناك.