ذاع صيتها وإشتهرت على أنغام أغنيتها الشهيرة "شيكولاتة"، التي لا تزال تتردد في المناسبات ومحفورة في أذهان وقلب الجمهور، منذ أن قدّمتها ضمن فيلم "صعيدي في الجامعة الأميركية" عام 1998، مع الممثل المصري محمد هنيدي.

الفنانة السودانية ستونة، الشهيرة بلقب "ملكة الحناء"، من مواليد 26 تموز/يوليو عام 1962 بمدينة الخرطوم في السودان، درست في جامعة العلوم والتكنولوجيا، كلية الفنون الجميلة، قسم رسم وتصوير، ثم درست دراسات إضافية في معهد الموسيقى والمسرح.

بداياتها في السودان وصولاً الى شهرتها في مصر

عرفت ستونة طريقها للمهرجانات الفنية في السودان، عندما كانت طالبة في المرحلة الثانوية، وشاركت بالغناء في حفل ثورة مايو، في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري، قبل إعتمادها بالإذاعة السودانية، ولقبت وقتها بـ"إبنة الإذاعة".

مع تواصل نجاحها، وبعد تخرجها في كلية الفنون الجميلة قسم التصوير، أنشأت فرقتها الخاصة، وشاركت في حفلات مراكز الشباب، ومنها إنتقلت للغناء بأشهر نادٍ يجمع كبار فناني السودان "نادى الجنوب"، لتشارك في حفلات يحييها عبد الكريم الكابلي، وسيد خليفة، ومحمد وردي، ومحمد الأمين.

ومع إرتفاع أسهمها، زادت شهرة ستونة، ونالت إعجاب ودعم الرئيس الراحل جعفر نميري، وأطلق عليها على سبيل المداعبة لقب "مجروس الأغنية"، تشبيهاً بإحدى ماركات سيارات النقل الثقيلة، ليصبح إسمها فيما بعد "ستونة المجروس".

وقدمت في السودان 3 مسرحيات منها مسرحية "عروس حسب الظروف"، التي شهدت خروجها للمرة الأولى من الخرطوم، إذ إنتلقت لعرضها في الإمارات والكويت، وشاركت خلال تواجدها هناك في العديد من الحفلات الغنائية، قبل حضورها إلى مصر عام 1990 برفقة زوجها الأول عازف الأُرج الراحل أحمد عبد الكريم، وشقيقها عبد الله.

وبدأت رحلتها الفنية في القاهرة، بعد تعرفها على الفنان النوبي الراحل علي كوبانا، ومن مقر قهوته الشهيرة في منطقة عابدين، عرفت الطريق لأفراح الجالية السودانية في مصر، والنوبيين، وذاع صيتها، قبل أن يختارها المخرج أشرف لولي للمشاركة مع الممثل المصري سمير غانم بإحدى حلقات "عريس حول العالم"، ثم مع الفنانة نادين في فوزاير "منستغناش".

وعن طريق الفنان على كوبانا، إشتركت في مهرجان أغاني حوض النيل في ألمانيا بثلاث أغنيات "الأسمراني"، و"ساعي البريد"، وأغنية نوبية تراثية بعنوان "اتو كولن دشكان".

بعد تعرفها على المخرج إنتصار عبد الفتاح، شاركت معه في بطولة 3 مسرحيات، وهي "ترنيمة تو" و"مخدة الكحل" و"فاوست"، ثم قدمها المخرج السوداني سعيد حامد لتشارك مع محمد هنيدي في فيلم "صعيدي في الجامعة الأميركية"، وقدمت ضمن الفيلم أغنيتها الشهيرة "شوكولاتة".

كما شاركت ستونة مع زوجها الراحل أحمد عبد الكريم وشقيقها عبد الله مع في فيلمي "هاللو أمريكا" و"أمير الظلام"، للممثل المصري عادل إمام، كما كان لها مشاركة في مسلسلس "بعد الفراق" و"مهلا حبيبتي".

وفي مجال الغناء، قدّمت العديد من الأغاني السودانية والمصرية، ومنها "كولن كولن"، "ريرا"، "جومسو"، "دلووسة"، "تاجاليمو"، "ماني ايني"، "الله عليك يا ولا"، "الواد الروش"، "العيون الخضرا"، "عصافير السلام"، "أوبريت الحجر".

الجوائز

حصلت ستونة خلال مسيرتها الفنية على العديد من الجوائز، منها جائزة أحسن تمثيل في دورها في مسرحية "طبول فاوست" مع سامي العدل، وجائزة أحسن مطربة شعبية في مصر عام 2009، والجائزة الذهبية مناصفة مع إحدى الفرق الموسيقية في تموز/يوليو عام 2001، في مهرجان موسيقى العالم في ماليزيا، وجائزة الإحتفال بمرور مئتي عام على بدء العلاقات الفرنسية المصرية في مهرجان المسلة في باريس، كما تم إختيارها من ضمن أحسن ثلاثين مغنياً في أوروبا.

إتهمت حكيم بسرقتها

رفعت ستونة دعوى قضائية ضد الفنان المصري حكيم، بعد أن إتهمته بسرقة أغنيتها النوبية التراثية "اتو كولن دشكان"، وطالبته بتعويض قدره مليون دولار أميركي، بسبب إعادة تقديمه للأغنية نفسها بعد تمصير كلماتها وطرحها بعنوان "شكا"، كما إتهمته بتشويه الأغنية.

وقالت في مقابلة صحفية: "اثناء تسجيل حكيم لألبومه الجديد إتصل بي بعض الناس المقربين لي وقالوا لي إن حكيم سيغني في ألبومه الجديد أغنيتي الشهيرة (اتو كولن دشكان).. ولم أتخذ أي إجراء ضده خوفا من أن يكون الكلام غير صحيح، فإنتظرت حتى صدور الألبوم وفوجئت بأن الكلام صحيح".

وأضافت ستونة: "حكيم يعلم تماماً أن هذة الأغنية من أشهر أغنياتي، فقد سمعها مني بحفل كبير أقيم في فرنسا، بمناسبة مرور 200 سنة على الصداقة المصرية الفرنسية، ضمن مهرجان المسلة العام 1995، وقد حققت نقابة المهن الموسيقية في هذة الواقعة، وعُقدت 3 جلسات للتحقيق مع حكيم والملحن عصام كاريكا، اللذين نسبا الكلمات لأمل الطائرة، وقالا إنها مسجلة بالشهر العقاري".

وفاتها

توفيت ستونة​ يوم 8 أيلول/سبتمبر عام 2020، عن عمر يناهز الـ58 عاماً، بعد تعرضها لأزمة صحية مفاجئة، أثناء تواجدها في القاهرة.