ريمي عقل الفتاة التي لا تحدها الظروف والصعوبات والعواقب، تجمع بين العديد من الفنون، منها الرقص والتمثيل والغناء والتعبير، تمزج في ما بينها لتخرج بمحتوى إبداعي فريد من نوعه لم يسبق أن شاهدناه على مواقع التواصل الإجتماعي.

أطلقت ريمي مؤخراً أغنية "Unfollow me بليز يلا"، تميّزت فيها بلوحة إستعراضية راقصة إنتشرت بكثافة بين المتابعين، بالإضافة الى موضوع الأغنية وفكرة الكليب الجريئة.
عن عالم ريمي عقل وأفكارها وأغنيتها الجديدة، كان لنا معها هذا الحوار.

دائماً تتطرقين إلى مواضيع جريئة في فيديوهاتك تشجعين فيها على الثورة، هل تتعرضين للتهديد؟
في العادة لا، لكن في الفيديو الأخير بعنوان "إنت شو؟ إنسان، حيوان أم..؟"، كنت خائفة من ردة فعل المتابعين، لأنه قوي، والفيديو المقبل سيكون أقوى منه، أخاف من سوء فهم الناس للفكرة، في وقت هدفي تحريك مشاعر معينة في داخلهم، وثانياً أوضاع البلد حرجة في هذه الفترة، إذ إن هناك سياسة قمع يتّبعونها ضدّنا.

كيف تحضرين كل هذه الفيديوهات، من مرحلة إختيار الموضوع وتطويره، وصولاً إلى طرحه؟
الوضع يفرض نفسه من ناحية إختيار الموضوع، وخصوصاً "الثورة"، ففي كل مرة أحاول تغييره لأنني أغني وأستعرض وأرقص أيضاً، وهذا طموحي، أعود وأختار "الثورة" عندما أشاهد معاناة الناس في مدينتَي بيروت وطرابلس، إذ أشعر بأن لدي مسؤولية تجاههم.
أما عن تسويق الفكرة، فأحاول أن أختار أشياءً من الواقع، وأربطها ببعضها البعض، وأضعها في قالب بصري يشبهني. نحن فريق عمل مؤلف من أربعة أشخاص، نعمل معاً، وهم صديقتي الـ producer والمصوّر والمسؤول عن المونتاج، ونحن نموّل أنفسنا من أجل لبنان. والعاملون معي يحبون المحتوى الإبداعي الذي أبتكره، ولذلك يعملون معي كمتطوعين وليس لأنهم يحبونني شخصياً، وهم يقدرون ما أفعله، ويؤمنون بالأسباب التي أقدم فيها هذا المحتوى.

كيف تتلقين ردود الفعل على أعمالك؟ وهل الردود هي دائماً إيجابية؟
حتى الآن جميع الردود إيجابية، وحتى في السعودية، هناك العديد من السعوديات اللواتي نشرن فيديو "عربيتي" الذي أقول فيه :"عربيتي ليست جيّدة لكنني أحبها جداً"، وهناك لعب على الكلام في هذا الفيديو.

أنت تكتبين النصّ؟
نعم، أنا أكتب وأخرج وأحضر المحتوى كاملاً، وكثيرون لا يعلمون أنني وراء كل هذا.

هل تحاولين رفع سقف المنافسة من خلال نشر محتوى متكامل من هذا النوع؟
حين أقدّم هذه الأعمال لا أفكر بأنني أنافس أحداً، بل أحاول فقط أن أعبّر عما أفكر فيه، والدليل أنني لا أنشر شيئا من دون أن يتضمن رسالة معيّنة، وقد يمضي وقت طويل بين محتوى وآخر لتنفيذ الفكرة. وما يميّزني، هو أنني درست السينما والصحافة، ولدي مخزون يجمع العديد من أنواع الفنون، بين التمثيل والرقص والتعبير.

إلى أي مدى المجهود الذي تبذلينه مقابل هذا المحتوى هو كبير؟
أتعب كثيراً على هذا المحتوى، وقد أسهر لوقت طويل من دون أن أنام، وكذلك فريق العمل معي، ونحاول تصوير عدة فيديوهات ننشرها تباعاً.

إلى أين تطمحين أن تصلي؟​​​​​​​
هذا السؤال صعب جداً، أمام كل ما نعيشه اليوم في لبنان، والأزمة التي تحدّ من طموحاتنا في جميع الأعمال، لكن بعد عدّة سنوات مقبلة، أرى نفسي على المسرح وفي السينما وفي مسلسلات على Netflix، لا أستطيع أن أحدّ نفسي، وأريد أن أنقل رسالتي إلى كل إنسان موجود على الكرة الأرضية.

من أين تستمدين هذه القوّة ؟
من الإيمان والحق اللذين أمتلكهما، ومسؤوليتي هي البوح بهما.

ماذا عن دعم الأهل؟
في البداية أهلي لم يتقبلوا مجال الفن لأنه صعب وخطير وغير مستقرّ ومتعب، لكن مع الوقت تعلّموا محبة هذا المجال والإيمان به، والآن يدعمونني، وفي الوقت نفسه يخافون من بعض الأمور التي أقولها، لكن داخلياً هم فخورون بي.

​​​​​​​من ناحية الكتابة، هل فكرت في كتابة مسلسل؟
بدأت في كتابة مسلسل عن المرأة.

​​​​​​​هل تطمحين إلى التمثيل في الدراما اللبنانية؟
جربت هذا المجال ولم أجد نفسي فيه، وكنت حينها صغيرة جداً، لكن بعدما أصبح العالم اليوم التوجه نحو "الديجيتال"، أدركت أنني أستطيع أن أفعل كل هذا بمفردي. وأؤمن بأن كل إنسان عندما يُقرّر التغيير، يستطيع فعله، أما إذا إتكلنا على الآخرين، فالتغيير لن يحصل.


حققت أغنيتك الجديدة "Unfollow me بليز يلا" نجاحاً كبيراً، كيف كانت التحضيرات لهذا العمل؟​​​​​​​
في البداية حضرت هذه الأغنية للتسلية، كتبتها لأن كل فتاة قد تحظر شاباً عن صفحاتها على مواقع التواصل الإجتماعي. الفكرة من الأغنية هي أنها تتحدّث عن مرحلة إنفصال إحداهن عن شاب، إذ لا يجب عليها أن تدخل في حالة دراما، وبإمكانها أن تتسلى به.
في الفيديو كليب أدخلت العديد من الشخصيات، منهنّ الأميرات. كنت أريد أن أعبّر من خلالهنّ عن أن الفتيات اللواتي ينتظرن أمير الأحلام، لن ينتظره بعد اليوم، بل سنذهب إليه وسنبادر بالتعرف عليه.
في عالمي أميراتي هنّ اللواتي يأخذن المبادرات في الإنفصال عن الشاب، وليس العكس. والكليب كان مصمماً على شكل لوحة راقصة، وهذا ما أحدث فرقاً في العمل، وأثار ضجة على مواقع التواصل خصوصاً "تيك توك" و"انستغرام".

كيف تصفين تجربة قيادة الشاحنة؟​​​​​​​
الفكرة هي أن الفتاة تستطيع قيادة الشاحنة أيضاً، وقادتها حتى وصلت إلى بيته وليس العكس، إذ عادة يأتي الشاب وينتظر قرب منزل الفتاة. في البداية كان الأمر صعباً ومخيفاً، فأنا فتاة ناعمة، لكنني قررت خوض التحدي، وتعلمت قيادة الشاحنة.
إستغرق التصوير في منطقة الأشرفية وفي الستوديو حوالى اليومين، وكنا تقريباً 45 شخصاً قدموا أنفسهم من أجل فكرة العمل، على الرغم من أنه كان هناك حظر تجوّل بسبب فيروس كورونا، وكنا قطعنا الطريق في المنطقة من أجل التصوير.

في أي بلد لديك شعبية أكثر؟
لدي متابعون كثيرون في لبنان ومصر والسعودية.

لم ينتبه المنتجون بعد إلى موهبتك؟
أنا في صدد توقيع عقد معيّن، لكنني أتريث قليلاً لربما أجد عرضاً أفضل، خصوصاً لأنني أريد أن أطرح أغنيات جديدة وأكتب مسلسلاً، وطموحي ليس محلياً.

ما هي صورة المرأة اللبنانية والعربية التي تتمنينها؟​​​​​​​
أريد أن تظهر المرأة نفسها أكثر، وتعبّر عن نفسها أكثر، لأنه ما من أحد سيعبّر عنها في المجتمع. مسؤولية المرأة أن تحرّر نفسها، وتتحدّث عن ذاتها، وأن تؤمن بأنها تستطيع أن تغيّر حياتها في العالم كأي إنسان.

نتمنى لك التوفيق ونتمنى أن تحققي أحلامك كما تتمنين.