يتميّز أداؤه بالبساطة والتلقائية في تجسيده لمعظم الأدوار، وهذا بشهادة العديد من المخرجين الذين عمل معهم، مؤكدين أن في داخله موهبة فنية متأصلة منذ كان طفلاً صغيراً.

ولد الممثل السوري من أصل فلسطيني محمد رافع في دمشق، في الثاني من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1982، وقُتل في الشهر نفسه من عام 2012، على أيدي المعارضة المسلحة في سوريا، عن عمر ثلاثين عاماً.

نشأته وبداياته

ينتمي محمد رافع لأسرة فنية، فوالده الممثل المعروف أحمد رافع، وشقيقه الممثل نور رافع.

عندما كان طفلاً صغيراً عشق الفن ومارس التمثيل لأول مرّة، وكان في سن العاشرة في إحدى السهرات التلفزيونية، التي أخرجها هيثم حقي أوائل التسعينات من القرن الماضي، وكانت بعنوان "صور عائلية"، وبعد حصوله على الثانوية العامة شارك بمجموعة كبيرة من المسلسلات السورية، إلى جانب عمله في دوبلاج المسلسلات الأجنبية، وخاصة التركية.

أعماله

يحمل رصيد محمد رافع حوالى 50 مسلسلاً، ولعل أشهرها "باب الحارة"، الذي شارك في أجزائه الثلاثة الأولى، بشخصية "إبراهيم".

ومن أعماله الدرامية نذكر "رمح النار" و"حي المزار" عام 1999 و"فرصة العمر" و"البواسل" عام 2000 و"مقامات بديع الزمان الهمذاني" عام 2001 و"هولاكو" عام 2002 و"عائد إلى حيفا" عام 2003 و"أبو زيد الهلالي" عام 2004 و"نزار قباني" و"عياش" 2005 و"انتقام الوردة" و"الانتظار" عام 2006 و"الاجتياح" و"أسير الانتقام" عام 2007 و"ناصر" و"مواسم الخطر" و"قمر بني هاشم" عام 2008 و"قلبي معكم" و"قاع المدينة" و"رجال الحسم" عام 2009 و"رايات الحق" و"بقعة ضوء" و"أنا القدس" و"أبواب الغيم" عام 2010 و"رجال العز" عام 2011 و"طاحون الشر" و"الأميمي" 2012.

من أفلامه السينمائية "موكب الإباء" عام 2005 و"الليل الطويل" و"الخوافي والقوادم في نصرة الإسلام" عام 2009.

الدوبلاج

ما سبب ميلك للعمل في الدوبلاج؟ سؤال أجاب عليه محمد رافع في أحد لقاءاته عام 2010، وقال: "الدوبلاج لا يقل أهمية عن التمثيل في الدراما التلفزيونية خاصة أنه يطور من أدوات الممثل على صعيد اللعب بصوته وأحاسيسه، ومن جانب آخر، فإن المردود المادي من أعمال الدوبلاج مغرٍ لكل فنان، وهي فرصة يجب ألا يضيعها في ظل الأزمة الإنتاجية التي تعانيها الدراما التلفزيونية السورية هذه الأيام، إذ شهدنا خلال العامين الماضيين تقلص كمية المسلسلات السورية إلى النصف تقريباً قياساً إلى سنوات سبقتها وهذا مؤشر خطير على الفنان السوري".

إلى غزة

قبل مقتله بثلاث سنوات تماماً، كان محمد رافع من ضمن فئة محدودة من الممثلين، الذين تمكنوا من زيارة قطاع غزة.

وإثر العودة، سأله موقع "الفن": ماذا جلبت لنا معك من غزة؟ فكان جوابه مؤثراً ومرتبطاً بأرض الآباء والأجداد وجدانياً، وقال: "لم أجلب شيئاً، لأن حُبيبات التراب التي جلبتها معي من أرض فلسطين لأنثرها على المحبين السوريين، أكلتها في طريق العودة عندما جعت".

وردا على سؤال آخر عن شعوره حين وطأت قدماه أرضاً مقدسة، تحولت إلى قضية دولية وتاريخية، قال: "لا شعور سوى أنني بات بإمكاني اليوم أن أموت دون أحزن على شيء.. يهمني أنني زرت بلدي وأرضي.. نمت في فلسطين.. تمشيت في شوارع غزة.. أكلت هناك، شربت.. لا شيء يحزنني بعد اليوم...أنا جاهز للموت في أية ساعة".

قُتل بعد خطفه

قتل مسلحون معارضون محمد رافع ، بسبب مواقفه المؤيدة للدولة السورية، بعد خطفه من حي مساكن برزة في دمشق.

ويعتبر أول فنان سوري يتم قتله في الأحداث السورية، ما سمح بأن يطلق عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي لقب " شهيد الدراما السورية".

وفي منتصف عام 2013، كشف والده أحمد رافع أن الشخصية التي يؤديها ولده نور في ​مسلسل "حائرات​"، قد وفرها لنور مخرج العمل، كبديل عن شقيقه محمد.

وقال أحمد في تصريح لموقع "الفن" إن ولده محمد كان من المشاركين في مسلسل "حائرات"، قبل أن توافيه المنية شهيداً على أيدي العصابة التي إختطفته، وقتلته في دمشق.

معلومات قد لا تعرفونها عن محمد رافع

يعتبر نفسه محظوظاً جداً عندما بدأ مع المخرج هيثم حقي، وتعلم منه كيفية إتقان عمل الشخصية وتقريبها من الواقع.

كان ينوي دراسة الإخراج في روسيا، لأن هذا طموحه منذ دخل مجال الفن.