آب/أغسطس لم يكن يوماً عادياً في تاريخ لبنان، فقبل غروب شمس في هذا اليوم المشؤوم، وقع إنفجار مرفأ بيروت، لتكون كل اللحظات بعده مليئة بالدماء والموت والوجع وفقدان الأحبة تحت الركام والدمار والحزن والقهر والبكاء.


هذا الإنفجار الذي دمّر بيروت، لم يكن أثره فقط على اللبنانيين الموجودين في ربوع الوطن، بل ترك غصّة كبيرة في قلوب المغتربين اللبنانيين، الذين تبقى دماء هذا البلد الجميل سارية في عروقهم مهما أبعدتهم الظروف والأيام رغماً عنهم، وليس حباً بالغربة.

ولكن بالنسبة لرجل الأعمال اللبناني الكندي محمد فقيه، فقد حرّكته هذه الغصّة ليقف إلى جانب مواطنيه اللبنانيين، ويساندهم ويساعدهم ويقول لهم "نحن المغتربون معكم وإلى جانبكم حتى لو أبعدتنا المسافات".
هذا الرجل الذي رفع رأس لبنان عالياً في كندا حين إختير أفضل رجل أعمال في كندا للعام 2016، وحين إختير من بين أفضل 16 شخصية مؤثرة في الإقتصاد الكندي، وكان حينها اللبناني الوحيد، لا بل العربي الوحيد من بينهم، رفض أن يقف في صفوف المتفرجين على وجع اللبنانيين ودمار بلده، فهو أحد مؤسسي التجمع اللبناني الكندي، المؤلف من نساء ورجال أعمال كنديين من أصل لبناني، وحاول مع هؤلاء الأشخاص تجميع ملايين الدولارات بمشاركة الدولة الكندية.
فقيه الذي يحمل الكثير من الإنسانية في قلبه، حضر إلى لبنان من كندا رغم كل الظروف الصعبة التي يفرضها إنتشار فيروس كورونا، إذ إطلع على مسار المساعدات الكندية التي قدمتها الحكومة الكندية والجالية اللبنانية وكنديون لإغاثة منكوبي إنفجار مرفأ بيروت.

وكان لموقع النشرة هذا اللقاء مع السيّد محمد فقيه، رئيس مجلس إدارة Paramount Fine Foods، أجرته الإعلاميّة هلا المرّ.
في البداية أخبرنا فقيه كيف كان وقع الإنفجار على اللبنانيين والكنديين في كندا، وكيف نشأت فكرة جمع التبرعات من قبل التجمع اللبناني الكندي، وكيف تواصلوا مع الدولة الكندية للمساعدة، وشرح عن المبلغ المادي الذي يجمعونه. كما وشدد فقيه على ضرورة زيارته إلى لبنان من أجل ثلاثة أهداف أساسية ومهمة.
وروى لنا فقيه بغصة كيف أدمعت عيناه حين زار مرفأ بيروت، ولكن لم ينسَ أن هناك دائماً أملاً، وشمساً ستشرق من مكان ما.
من ناحية أخرى، تحدث أيضاً فقيه عن علاقة غرفة الصناعة والتجارة الكندية بالمساعدات التي يتم تقديمها، وعن الاقتراحات الثلاثة لمساعدة لبنان للنهوض مجدداً.
وشرح لنا آلية تسليم التبرعات المادية، وكشف لنا عما إذا كان خاب أمله لأنه لم يرَ المسؤولين اللبنانيين يتبرعون، بينما الجاليات اللبنانية في الخارج تقوم بذلك. وفي الختام وجه فقيه رسالة مهمة وقيّمة لجميع اللبنانيين.
تابعوا تفاصيل اللقاء بالفيديو المرفق.