حسام الشامي فنان لبناني صاحب خامة صوتية مميزة، هو شقيق الفنان اللبناني مروان الشامي، واللذان إجتمعا معاً مؤخراً وللمرة الأولى في أغنية، حملت الكثير من معاني الحزن والألم اللذين يسيطران اليوم على قلوب كل اللبنانيين بعد كارثة إنفجار مرفأ بيروت.


عن هذا العمل الجديد، كان لنا حديث مع حسام في هذه المقابلة التي أجريناها معه، إضافة إلى مواضيع تتعلق بمشاركته سابقاً في برنامجي "سوبر ستار" و"ذا فويس".

بدايةً، أخبرنا عن فكرة أغنية "بو عيون عسلية"، ولماذا أردتم تقديم هذه الرسالة الإنسانية المعبرة؟
الأغنية من كلمات علي الأخرس، ولحن فضل سليمان، وتوزيع موسيقي علي زلزلي.
وأنا من الأشخاص الذين كانوا في بيروت لحظة وقوع الإنفجار في المرفأ، وزجاج منزلي تحطّم، مع العلم أنني أستحي عند الحديث في هذا الموضوع لأنه لا يساوي شيئاً أمام من ماتوا في هذا الإنفجار، والجرحى.
ولكن ما أريد إيصاله، هو أن الوجع نابع من القلب لأني شعرت بكل ما حصل، بدايةً من الصدمة، فكل ما تحمله هذه الأغنية من معانٍ هو نابع من داخلنا جميعاً، إن كان لناحية الغناء أو الكلام أو اللحن.
كلنا ساهمنا في فكرة الأغنية، وتم إنجازها في أقل من 24 ساعة.

لماذا قدمت الأغنية أنت وشقيقك الفنان مروان الشامي؟
لأنها كتبت لشخصين، فالأغنية تتحدث عن ردة فعل الأم المفجوعة، وردة فعل الطبيب الذي كان يتحدث مع الأم، ولفترة طويلة كنت ومروان نفكر في تقديم عمل سوياً، وصودف الآن أن الموضوع حزين.

ما الذي أخّر غناءك مع شقيقك؟
ليس هناك من سبب محدد، ولكننا كنا في إنتظار العمل المناسب، وتعتبر أغنية "بو عيون عسلية" عملاً مناسباً كي يغني شقيقان مع بعضهما البعض من أجل رسالة وطنية.

خلال ثورة 17 تشرين، كنت ناشطاً وبشكل كبير، وتحديداً على الأرض في التظاهرات والتحركات..
ليس هكذا فقط، بل قدمت حينها أغنية "صلوا للوطن" تقول كلماتها :"بلادي جسم موجوع، هدوا التعب والجوع، يا ناس صلو للوطن، ضوّلو كوم شموع".

هل مازلت مؤمناً بالتغيير، رغم كل ما حصل؟
هذه الفكرة أصبحت متجذرة فينا، والأهم أن يبعد لبنان عن الطائفية والعنصرية، وأصبحنا متأكدين أكثر أن ما من مسؤول يلتفت إلينا، وأننا شعب يستحق أن تكون لديه كل مقومات الحياة الكريمة.

هل أنت مع فكرة تدخل الفنان في السياسة؟
أنا شخصياً بعيد عن السياسة، ولا أتدخل بها ولا أحبها، فنحن بيت عائلي تربينا على الفن بعيداً عن السياسة، ولكن أنا من الشعب، ومطالبنا هي مطالبهم، وأنا مع الناس.

الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم التي أصيبت في الإنفجار، أعلنت قرارها بالهجرة من لبنان، ما رأيك؟
في فترة من الفترات تركتُ لبنان لحوالى الـ5 سنوات، وعشتُ بين الإمارات وتونس والمغرب، وبعدها عدت إلى لبنان، ووجدت نفسي متأخراً كثيراً عما يحصل هنا، كما أنني لم أكن سعيداً أبداً في بعدي عن لبنان.

لذلك هذه الفكرة أكرهها كثيراً، مع العلم أنها تراودني، ولكن لا أستطيع، خصوصاً أنني شخص حنون جداً على أهلي وبلدي، ومتعلّق بكل شيء تربيت عليه منذ صغري وإلى الآن.
وخلال الفترة التي إبتعدت فيها عن لبنان، وبعد عودتي، وجدت أشخاصاً يسألونني كفنان أين كنت، وبعدها عملت وقتاً طويلاً لأقول لهم إنني هنا وإلى جانبهم.

فترة إبتعادك هذه كانت بعد مشاركتك في برنامج "سوبر ستار" عام 2004، لتعود بعدها من خلال برنامج "ذا فويس" عام 2016، ولكن أين أنت اليوم؟
أحاول أن أكون موجوداً على الساحة من جديد، وذلك في ظلّ الظروف الصعبة التي نمرّ بها، والحمد لله لديّ شعبية، ربما ليست كبيرة، فالناس طبعاً لا تعرفني مثلما تعرف الفنانين عاصي الحلاني وملحم زين ومروان خوري وغيرهم، ولكني أؤمن يأن الخطوات المقبلة التي أعمل عليها ستكون مثابرة مني للبقاء على الساحة.

خلال فترة غيابك عن الساحة، قلت إنك كنت تعاني من مشاكل في الإنتاج، هل لازلت تعاني منها اليوم؟
طبعاً، دائماً هناك مشاكل في الإنتاج.

أنت تنتج لنفسك؟
نعم.

هل يدعمك شقيقك مروان في هذا الموضوع؟
طبعاً، هو دائماً إلى جانبي، وأنا مؤخراً طرحت أغنية قدمتها له، تقول كلماتها :"لو أذتني هموم الدنيي، ودقت دمعة عينيي، بركض عا حضنو وبقول، ما إلي غيرك يا خيي، بيمسح عن عينيي الدمعات، بصبّر قلبي بكلمات، بس إسمع صوتو بالذات، بحس براحة نفسية".
مروان يدعمني مادياً ومعنوياً وفنياً، ولكي أكون واضحاً أكثر، كل شخص يحب أن يصنع نفسه بنفسه، وخصوصاً بعد تجارب كثيرة يمرّ بها في الحياة، ولكن دائماً يكون بحاجة إلى أشخاص من حوله ليساعدوه، والحمد لله مروان هو من ضمن الأشخاص الذين إذا إحتجتهم يقفون إلى جانبي.

أية تجربة كانت الأفضل لك بين "سوبر ستار" و"ذا فويس"؟
الإثنتان إستفدت منهما، ولكن الأمر الذي جعل الجمهور يعرفني أكثر في "سوبر ستار" في ذلك الوقت هو قلّة البرامج الفنية حينها، فلم يكن هناك سوى هذا البرنامج، وأنا حين شاركت في البرنامج كان الموسم الثاني منه وكان في عزّه، ما جعلني أحصد قاعدة جماهيرية كبيرة، والتي كبرت أكثر بعد مشاركتي في برنامج "ذا فويس".

هل من تواصل بينك وبين الفنان اللبناني عاصي الحلاني الذي إنضممت لفريقه في "ذا فويس"؟
هناك تواصل بيننا عبر السوشيال ميديا، فهو أستاذ وأخي الكبير.

المواهب التي شاركت في برامج المواهب، عددها أكبر بكثير من الذين حققوا نجومية كبيرة بعد مشاركتهم في هذه البرامج، ما رأيك؟
هناك أكثر من سبب، أولاً التوفيق من عند الله، وثانياً كل شخص لديه ظروفه في الحياة، وهناك أشخاص لم يساعدهم الحظ، وآخرون لم يعملوا جيداً على أنفسهم.

ما هو الفنان الذي تذكره بأنه شارك في برامج المواهب وحقق نجومية كبيرة وتحب فنه؟
أول شخص أحدث ضجة كبيرة هو الفنان اللبناني ملحم زين.

هل السوشيال ميديا تصنع نجماً اليوم؟
لا، الناس على الأرض هي من تحدد نجومية الشخص، فالنجومية لا تحدد بـLike.

هل فكرت في خوض مجال التمثيل؟
نعم أفكر بالموضوع، ولكن ليست لدي مقومات التمثيل، فمثلاً بين مقومات الممثل السوري عابد فهد التمثيلية وبين مقوماتي في التمثيل أنا صراحةً أخجل، فأفضل أن أبقى في الغناء حالياً لأنه ملعبي، وإن درست التمثيل لاحقاً قد أخوض هذا المجال.

هل من خطوات فنية جديدة تحضر لها؟
كنت إنتهيت من تسجيل أغنية جديدة، قبل ثورة 17 تشرين، من كلمات ولحن شابين أردنيين، توزيع موسيقي عمر صباغ، ولكن توالي الأحداث لم يسمح لي بإطلاقها، خصوصاً أن الأغنية فرحة ولا تناسب الوضع الراهن.

كلمة أخيرة عبر موقع "الفن".
أدعو الله أن يساعد الناس الذين تضرروا بسبب الإنفجار، وأن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى، ولبنان أكيد سيعود.