روى الإعلامي اللبناني مالك مكتبي لحظات الرعب التي عاشها في إنفجار بيروت الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي، إذ نشر عبر صفحته الخاصة على أحد مواقع التواصل الإجتماعي صورة له إلتقطها بعد لحظات من وقع الحادث، ظهر فيها وجهه مضرجاً بالدماء نتيجة إصابته.


وعلّق على الصورة بالقول :"هذه الصورة التي التقطُها لنفسي لا تشبه أي "سلفي" أخذتها سابقاً: بعدما اطمأنيتُ على عائلتي ووصلتُ الى مكان آمن (موقف سيارات فارغ وليس محاطاً بالمباني)، أردتُ أن أعاين جروحي لأعرف مصدر الدماء".
وأضاف :"ما زلتُ أذكر كل شيء من تلك اللحظات. الصوت ما زال في أذني، كذلك صورة الانفجار المهيبة.
في تلك الثواني لا تفكر سوى بالموت وكيف ستأتي ساعتك. وانت تحاول الهروب من الركام والدمار، تخاف من انفجارات ارتدادية... فلا تدري كيف تتصرف... أصعب القرارات، ولكن لا وقت للتفكير. تأتي الى ذهنك كل الكوارث التي شاهدتها أو سمعت عنها سابقاً، وتحاول تقدير ما قد يحدث".
وتابع :"تركض نحو سلالم النجاة قبل انهيار محتمل للمبنى... تسابق الوقت. درج ملطخ بالدماء وصراخ الناس التي تتدافع للوصول الى الطريق... انها غريزة البقاء".
وأكمل :"بأعجوبة تصل الى الطريق.... يا لهول المشهد. لا تدري اين وكيف تذهب. عبر عيونك التي يغطيها الدم، ترى الجثث على الطرقات، والجرحى والزجاج المتطاير".
وأضاف :"الدم، الموت، الخوف... كل شيء يشل تفكيرك... تركض في الطرقات لا تدري كيف واين تذهب. تستدرك ان الدمار تخطى المنطقة الجغرافية القابع أنت فيها. تخبط على رأسك: زوجتي! اولادي! تحاول الاطمئنان... على زوجتك، اولادك، عائلتك وزملائك... وهنا فصل آخر من الوجع".
وختم بالقول :"تهرب؟ تبقى؟ أين نايلة؟ ماذا حلّ بالأولاد؟ أصعب القرارت. لم أكن أستطع تخيل أن يصبح أولادي يتامى الام والأب، الحمدالله عائلتي بخير والزملاء بخير... الحمدالله الجروح ليست عميقة... دعائي اليوم لكل جريح ومفقود وصلواتي لكل شخص غادرنا ولكل عائلة فقيد".