مما لا شك فيه أن للأغنية الخليجية مكانة مرموقة جداً ومرتبة موسومة بالشرف في تاريخ الموسيقى العربية، فقد حافظت على مكانتها في المكتبة الموسيقية، على الرغم من الانحدار الحاصل في بعض الأزمنة والاوقات في مستوى كلام الاغنية، ونقصد على مستوى العالم العربي ككل.

ولعل النجم راشد الماجد من رواد الاغنية الخليجية وأكثرهم حرصا على تاريخ رصفه من الذهب، فبات من النجوم الأوائل في الخليج والعالم العربي الذين يحسب لهم مليون حساب.

لقد حرص الرائع راشد الماجد طيلة مشواره الفني على إختيار نخبة الاعمال الفنية، ونقصد من حيث الكلام واللحن، ليضفي عليهما روعة الأداء والاحساس.

صوت الماجد الرقيق الذي يوصف اللحن إحساساً والكلام حياة، لا يمكن الا وان نقول فيه الكثير من الثناء، مريح للأذن والاعصاب، عصي على النشاز، وقوي كنبض الصحراء في تحمل اللهيب.

ولعل أغنية "ولهان" التي قدمها أخيراً من أجمل الاعمال الفنية التي قدمها الماجد، وتلاقي إنتشارا كبيرا على امتداد العالم العربي. في هذه الاغنية بالذات إرتقى مستوى الكلام إلى مرحلة راقية جدا في التعبير عن الاشتياق. فالشاعر "رمز" أبدع في سبك كلماته، جاعلاً من الحبيب في حالة من التوه بين الافلاك على أمل اللقاء. فهو يصور الشوق والحب الابدي في اجمل الكلمات، لعله يوقظ الحبيب من سباته العميق.

اما اللحن الذي وضعه "أحمد الهرمي"، فقد جاء في غاية الإحساس. فقد إنسكب إنسجاما على كلمات الاغنية وصوت الماجد، وقدمه بأجمل ما عنده من أداء وحضور.

الاغنية حققت إنتشارا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تداولها المغردون عبر حساباتهم، ودشنوا وسماً بإسمه وإسم الاغنية. كما حققت نسبة إستماع عالية عبر يوتيوب.

كل هذه المؤشرات وإن دلت على شيء، فهي تدل على نجم محبوب، وعلى حسن خياراته ونجاحاته المتتالية، التي ترتقي دائما كرقي ودماثة خلقه وتهذيبه.