يعتبر عيد الأضحى من أهم الأعياد عند المسلمين، وذلك لتزامنه مع أداء فريضة الحج، ويبدأ الاحتفال به يوم العاشر من ذي الحجة، ويمتد على أربعة أيام بعد وقوف حجاج بيت الله الحرام بعرفة، ثم يقوم الحجاج بذبح الأضاحي في اليوم الأول من العيد الذي يسمى يوم النحر، تليه أيام التشريق الثلاثة التي يتابع فيها الحجاج مناسكهم.


وعيد الأضحى هو يوم التضحية والفداء، ويعتبر ذكرى لقصة النبي إبراهيم عليه السلام، عندما أمره الله في الرؤيا بالتضحية بإبنه إسماعيل، وبعد تصديقه وإبنه للرؤيا، أمره الله بعدها بذبح أضحية بدلا عن إبنه، لذلك يقوم المسلمون بالتقرب إلى الله في هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام (خروف، أو بقرة، أو جمل) وتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء وأهل بيتهم، ومن هنا جاءت تسمية عيد الأضحى.

يحمل عيد الأضحى معانٍ عميقة تدعو للتراحم بين الناس وإطعام الفقراء والتواصل والتحابب ومد يد العون، وعادة ما يقوم المحتفلون به بشراء ثياب جديدة لهم ولأولادهم وتحضير وجبات الطعام التي تجتمع حولها العائلة، كما يفرح الأطفال بالعيد ويذهبون للهو في ملاهٍ مخصصة أو حدائق عامة، كما يتم في العيد تبادل الهدايا.
أما هذا العام، فيحل العيد على المسلمين خصوصاً، وكل اللبنانيين والعرب عموماً، وقد ضرب وباء قاتل هو فيروس كورونا في كل الدول من دون استثناء، ويستوجب من الناس الالتزام بإجراءات احترازية عديدة، وأهمها الحجر المنزلي وتجنب الاختلاط، والتباعد الاجتماعي، ووضع الكمامة الواقية، والاهتمام بنظافة اليدين والمكان، ولكن في لبنان بالأخص، إضافة إلى خطر فيروس كورونا الذي لازال قاءماً، يعاني اللبنانيون من الضائقة الاقتصادية الخانقة، والتي تمثلت في تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي، والعديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، من البطالة، إلى تدني مستوى المعيشة للعاملين والموظفين، فلا قدرة للعدد الأكبر من الناس على تأمين الاحتياجات الضرورية للعيد بسبب الغلاء، ما سيحرم عدداً كبيراً من اللبنانيين من فرحة العيد.

وبرغم كل الأجواء القاتمة والوضع المزري الذي يعانيه من سيحتفلون بعيد الأضحى، إلا أن تخصيص من هم مرتاحون مادياً مساعدات ولو رمزية لأقاربهم ولجيرانهم، وتقديم الهدايا في هذه المناسبة، وحتى التواصل عبر الهاتف، قد يعيد البسمة إلى وجوه هؤلاء الناس، ونعيش بالمحبة والتراحم فرحة العيد.
ومن موقع الفن أضحى مبارك نتمناه للجميع على أمل أن يحل العيد في العام المقبل وقد زال عنا خطر فيروس كورونا وتحسنت أوضاع الناس وينعم اللبنانيون وأخواننا العرب بالخير والبحبوحة والمحبة والسلام وراحة البال.